سعيد القرني و فواز الزوير
احْكِ حكاية عامرة بالرائحة واللون
البحث عن التوازن الدقيق تلك هي مهنة تصميم العطور فالعطار في هذه الرحلة ينشد التوازن الدقيق بين المكونات العطرية لتكون نتيجة هذا التوازن الدقيق معزوفة عطرية مستلهمة من شعور في وجدان العطار ذاته ، ربما هذا الإلهام أشعلته همسة نسيم ذات يوم أو لوحة فنية في رحلةً ما ولا استطيع نفي أن هذا التوازن الدقيق هو محصلة لبيت شعر أو موسيقى عبرت إلى القلب يوماً أو لعله قصة بين ضفتي كتاب.
يقول بيت فرون في كتابه (الرائحة أبجدية الإغواء الغامضة) :
“حاسة الشم غامضة في العديد من جوانبها ليس لقلة ما نعرفه عن كيفية عملها فحسب وإنما لأن غالبية الناس لا يعيرون أهميتها الانتباه الكافي وعندما يسأل الناس أي الحواس يمكنهم الاستغناء عنها إن لزم الأمر فإن حاسة الشم تأتي على رأس القائمة وهذا الاختيار مثير للجدل إن وضعنا في الاعتبار أن الشم يقوم بدور مميز في الكثير من العمليات النفسية ونماذج السلوك، فالشم لازم لعملية الذوق كما أنه يؤثر في عمليات التحفيز والتذكر بما يضمن الإحساس بالأمان والسعادة والشم يحرز قصب السبق في المنافسة عندما تستثار مجموعة من الحواس في وقت واحد”
أجدني فيما يتعلق بالعطور على وجه التحديد أتبنى رأي الفيلسوف الالماني شوبنهاور الذي عبّر عنه عندما قال“لا يمكن أن يصنع الجمال إلا عبقري”
ومن هذا المنطلق يأتي حديثي عن مصممين العطور سعيد القرني و فواز الزوير
شابين سعوديين الأول يملك دار يفوح
والثاني يملك دار اكيان
قادهم ما يتمتعون به من ثقة وحسن ذوق وذائقة وشغف إلى هذه الحرفة الثمينة، متسلحين بالعلم في أرقى المعاهد ومطبقين لأفضل معايير الجودة والأمان العالمية في منتجاتهم يقدمون عطور وأدهان بروائح مبتكرة من وجهة نظري ستنافس منتجاتهم عالمياً إن لم يكن الآن ففي المستقبل القريب وأنا على ثقة من هذا الأمر.
شعارهم في تقديري مقولة الاديب الأمريكي هيرمان ملفيل“من الأفضل أن تفشل في الإبداع على أن تنجح في التقليد “
ما يفعله هذان الشابان هو :
عزفٌ جديد لنوتاتٌ معروفة
أو إن شئت قل كما يقول المثل الهولندي :
احْكِ حكاية عامرة بالرائحة واللون
وهذا ما يفعله القرني والزوير
هذا المقال هو عبارة عن تسجيل إعجاب بشخوصهم ومنتجاتهم