بَوحُ قلم


حين أمسكتُ بالقلم، لم أكن أعرف حقيقة ما عليّ كتابته، لكنني لم استسلم، لم أرضَ على نفسي الهزيمة. نعم، لم أدعْ ورقة بيضاء أكتب عليها تهزمني، أرادتْ أن أتوقّف حائرة أمام بياضها وجفافها وبرودها، لكن هيهات. أرجعتُها خالية الوِفاض، مُطلقة لنفسي العَنان لكتابة هذه الأسطر الأولى ولكنها لن تكون الأخيرة -بإذنه تعالى-.

في هذه الدقائق تذكّرتُ المقولة التي كنتُ أسمعها في صغري: الألف ميل يبدأ بخطوة. وهو ذاته ما أفعله حاليًّا.

لقد بدأتُ لتوّي خطوة الألف ميل الذي أريد قطعها -بإذنه تعالى- لقطف زهرات حديقة الكتابة، حتى أجمعها كلها وأحملها معي أينما ذهبتُ بكلّ زَهْوٍ؛ لأقول لكل مَنْ رآها: فخورة بنَتاج رحلتي وصبري ومُثابرتي، هذه السلّة لم تكن هكذا، بل كانتْ فارغة في يوم من الأيام، لكنني استعنتُ بالله ووثقتُ بنفسي، وعملتُ كل ما كان بوسعي لمَلْئها و المحافظة عليها بهية عطرة، حتى أسعَد برؤيتها؛ ولأتذكّر ما وصلتُ إليه من نجاح وتقدم.