كيف اطرح اسئلة مثمرة؟

حيرني هذا السؤال منذ فتره من الزمن لحد الآن؛ كيف أطرح أسئلة مثمرة؟ الأسئلة المفيدة التي تعود إلي بالمعلومات القيمة. الان وانا ابحث عن هذا الموضوع وجدت بعضها من البديهيات، ولكن البديهيات ليست نفسها عند الجميع. 

حسناً، سأتوسع بلطافة عند كل نقطة مما يتبين على الخريطة. من النظرة العامة راودني انها كلها بديهيات أو من اللباقة في الحديث؛ ولكن مع التعمق قليلا وجدت أنها تحتاج تفكر في تسلسل الافكار و الربط بين النقاط في التفكير.

١- اعرف مغزاك

من المضحك المبكي ان تكون هذه أول النقاط، لأن بالفعل احيانا يضيع الهدف من أجل الوسيلة. طرح الاسئلة ليس بحد ذاته هو الهدف، وإنما هو وسيلة لوصولك لهدفك. والهدف هو المغزى من طرح الاسئلة والاستكشاف. لذى اعرف مغزاك، تابع تسلسل افكارك، تأمل في نفسك ومالذي تريده.

٢- تكلم لغة الشخص الآخر

بمعنى ان كنت تتكلم مع شخص متخصص في مجال معين؛ كلمه بلغة مجاله. إن كنت تتكلم مع شخص تقني استخدم حصيلتك التقنية، شخص ديني تكلم بحصيلتك الدينية. وعندما لا يستطيع الشخص الاجابة على احد الاسئلة، ربما يدلك هذا على الحاجة إلى اعادة صياغة لهذا السؤال. 

٣- لا تقاطع

هذه النقطة جميلة ورائعة. لأنه احد نفوري من البرامج الحوارية هو مقاطعة المذيع للضيف. أعني انا اتفرج على هذا اللقاء من أجل ان اسمع من الضيف وليس من المذيع. لا بأس بأن يشارك المذيع افكاره ولكن لا يقاطع. هذه النقطة تتأتي في الحوارات المباشرة؛ والان مع التأمل في الأمر اعتقد تشمل ايضاً برامج المحادثات الفورية.

٤- تنقل بين الاسئلة على السياق

حتى يكون لديك حبل افكار جميل وطويل، تنقل بين الافكار على السياق؛ والافكار هنا هي الاسئلة. وياحبذا لو كان التسلسل من ذات الفكرة ولكن من الصورة الكبيرة الى الصورة الأدق. لا اعلم الصراحه كيف يكون تطبيق هذا النموذج في المقابلات المباشرة والأحاديث وقاعات الدراسة، اشعر انها تحتاج ان تكون ممن يعرض فكره ما في هذه الحالات. ولكن في حالات التدوين والمقابلات المخطط لها ربما يكون تطبيق هذه الفكره ابسط بشكل ما. ولا بأس بان تحتاج لطرح اسئلة تابعة لما يتحدث عنه الآخر لتتبع الفكرة الذي يتكلم عنها؛ ولكي تظهر له اهتمامك وإنصاتك لما يعبر عنه. 

٥- خطط لاسئلتك

بالرغم من ان هذه النقطة توحي إلى ضرورة التخطيط من قبل طرح الأسئلة؛ الا اني اجدها تعتبر كـنمط للتفكير عند طرحك للأسئلة.  

  • سؤال واحد كل مرة. 

    هذه النقطة مع بساطتها الا انها ضرورية جداً. خاصة في التعامل مع الناس المشغولين، الذين ليس لديهم وقت لادراك كل ما تريد معرفته. 

  • فقط الاسئلة الأساسية.

    بمعنى التي توصلك لمغزاك. تذكر ان السؤال هو وسيلتك للوصول لمغزاك الذي تريده. وايضاً طرح الاسئلة الاساسية يبين للآخر تقديرك لوقته وجهده. 

  • اسئلة مفتوحة الاجابة.

    ان كان لك تجارب سابقة في الاستبيانات الاستطلاعية، ستدرك جيداً مدى ظرافة الاسئلة المفتوحة وكيف تنير لك جوانب من الأمر الذي تستطلع عنه لم تكن تخطر على بالك.

  • مصطلحات حيايدية.

    لكي تكتشف الحقيقة ولا تكون المعلومات التي جمعتها مطلية بلون اسئلتك التي تجبرهم لا شعوريا على نوع معين من التفكير. بمعنى اذا سألت مجموعة اشخاص بشكل مفاجئ (لم اللون الأسود كئيب؟) في الغالب ستأتيك اجوبة تدعم فكرة ان اللون الاسود كئيب؛ حتى ان لم يكونوا قد ربطوه بشعور معين من قبل.

حسناً اعزائي القراء وصلنا لنهاية هذه التدوينة، ألقاكم على خير

Join