رجاحة عقل الرسول ﷺ قبل البعثة في تحكيمه لخلاف قريش على وضع الحجر الأسود
التأهيل الرباني
عرّضت مكّة المُكرّمة في زمن الجاهليّة للمهاجمة من رجُل يُدعى تبع وحاول أخد الحجر الأسود ليُرسله إلى اليمن، ولكن والد السيّدة
خديجة رضي الله عنها واجه تبع وكان له موقف عظيم في حماية الحجر.
أصاب الكعبة حريق أضعف حجاراتها وأوهن بُنيانها، فاحتارت قُريش في أمر هدمها حتى جاء الوليد بن مغير واقتلع أول حجر منها. ورد في السيرة النبويّة للرسول عليه الصّلاة والسّلام قبل البعثة بأنّ قريش قامت بتجديد الكعبة، وقد شارك الرسول ﷺ أبناء قومه في نقل الحجارة
وحين همّوا بوضع الحجر الأسود في مكانه اختلفوا بينهم على من يقوم بوضع الحجر فكلّ منهم يطمح أن ينال شرف وضع الحجر الأسود في مكانه، وكاد النزاع يدُبّ بينهم حتّى اتّفقوا في الاحتكام لأوّل رجل يدخل عليهم في البيت الحرام، فإذا بالرسول ﷺ قادم، فهتفوا جميهعم بالصادق الأمين رضينا، وأخبروه بنزاعهم، فأشار الرسول ﷺ عليهم بوضع الحجر الأسود على ثوب، ثمّ أمر كل قبيلة بمسك طرف من الثوب ثمّ القيام برفعه جميعاً، وحمله الرسول ﷺ بيديه الشريفتين، ووضعه في مكانه وأنهى النزاع فيما بينهم
الحجر الأسود؛ حجر من الجنة، ففي الحديث عن ابن عباس قال: قال رسول الله ﷺ: «نزل الحجر الأسود من الجنة» (رواه الترمذي والنسائي). نزل به جبريل عليه السلام ليصير أشرف أجزاء الكعبة المُشرفة، أول بيت وُضع في الأرض لعبادة رب العالمين؛ يقول الله –تعالى-: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ} [آل عمران:96] يقول النبي ﷺ في الحجر الأسود: «نزل الحجر الأسود من الجنة أشد بياضا من اللبن، فسودته خطايا بني آدم» (رواه الترمذي).
قصة وضع الحجر الاسود
كانت الكعبة رَضْمًا فوق القامة، ارتفاعها تسعة أذرع من عهد إسماعيل عليه السلام، ولم يكن لها سقف، فسرق نفر من اللصوص كنزها الذي كان في جوفها، وكانت مع ذلك قد تعرضت ـ باعتبارها أثرًا قديما ـ للعوادي التي أدهت بنيانها، وصدعت جدرانها، وقبل بعثته صلى الله عليه وسلم بخمس سنين جرف مكة سيل عرم انحدر إلى البيت الحرام، فأوشكت الكعبة منه على الانهيار، فاضطرت قريش إلى تجديد بنائها حرصًا على مكانتها
قامت قريش بهدم البيت الحرام وإعادة بنائه من جديد، وقد شُرف النبي –صلى الله عليه و سلم- بالمُشاركة في بناء الكعبة، ثم قَرُب البناء على التمام وارتفعت الكعبة من جديد لتُشع على العالم أجمع بنور التوحيد لرب العالمين،