اصحاب النبي ﷺ قبل البعثة

التأهيل الرباني.

كانت محبّة النبيّ ﷺ لأصحابه عظيمة، فالأحاديث النبويّة تبيّن

لطفه معهم، وتلك البشاشة التي كانت تملأ وجهه نوراً وسروراً وهو يسأل عن

حالهم ويُطيّب خاطرهم؛ وفيما يأتي ذكرٌ لبعض هذه الأحاديث التي تصوّر عِظم

أخلاق النبيّ -عليه الصلاة والسلام- في تعامله مع من حوله من الصحابة حَجَبَنِي

رَسولُ اللهِ صَلَّى اللََُّّ عليه وسلَّمَ مُنْذ أَسْلَمْتُ، وَلََ رَآنِي إلََّ تَبَسَّمَ في وَجْهِي(. قال أنس

بن مالك -رضي الله عنه-: )كان إذا لقيَهُ أحدٌ مِنْ أصحابِهِ فقام معه، قام معه فلم

ينصرِفْ حتى يكونَ الرجُلُ هو الذي ينصرِفُ عنه، وإذا لقِيَهُ أحدٌ من أصحابِهِ

فتناول يَدَهُ ناوَلَهُ إيَّاها ف لَمْ ينزِعْ يَدَهُ منه حتى يكونَ الرَّجُلُ هوَ الذي ينزِعُ يدَهُ منه،

وَإذا لقِيَ أحدًا مِنْ أصحابِهِ فتناول أُذُنَهُ، ناولَهُ إيَّاها، ثُمَّ لم ينزِعْها حتى يكونَ الرَّجُلُ

هو الذي ينزِعُها عنه

 

فأصدقاء النبي ﷺ, أبو بكر الصديق، وعثمان بن عفان، وطلحة بن عبيد الله، حكيم بن حزام هؤلَء أصدقاءه قبل البعثة .

أبو بكر الصديق 

-رضي الله عنه-

ولد ابو بكر في مكة سنة 573م بعد عام الفيل الذي ولد فيه النبي محمد ﷺ بسنتين وستة اشهر، فكان اصغر عمراً منه.

وكان -رضي الله عنه- صديقاً لرسول الله قبل البعثة وهو اصغر منه سناً بثلال سنوات، وكان يكثر غشيانه في منزله ومحادثته وقد كان ابو بكر يعرف النبي ﷺ معرفة عميقة في الجاهلية، وكانت الصلة بينهما قوية، وقد ذكر ابن اسحاق وغيره انه كان صاحب الرسول قبل البعثة، وكان يعلم من صدقة وامانته وحسن سجيته وكرم اخلاقة ما يمنعه من الكذب على الناس.

قال ابن اسحاق: “ثم ان ابا بكر الصديق لقي الرسول ﷺ فقال: “احق ما تقول قريش يا محمد؟ من تركك الهتنا، وتسفيك عقولنا، وتكفيرك ابائنا؟ فقال رسول الله ﷺ :”بلى، إني رسول الله ونبيه”.”

حكيم بن حزام

-رضي الله عنه-

ارتبط الصحابي حكيم بن حزام بعلاقة صداقة قوية بالنبي محمد ﷺ قبل ان ينزل عليه الوحي حتى انه قال عنه قبل ان يدخل الاسلام: “إن بمكة لأربعة نفر أرباً بهم عن الشرك وأرغب لهم في الاسلام؛ احدهم حكيم بن حزام”.

حكيم بن حزام بن خويلد بن اسد بن عبدالعزى بن قصي الاسدي، وهو ابن اخ السيدة خديجة ام المؤمنين -رضي الله عنها- وقد ورد انه المولود الوحيد الذي تمت ولادتة داخل الكعبة المشرفة.

كان من سادة قريش، وكانت تربطة علاقة صداقة مع النبي ﷺ قبل البعثة، وكان يوده بعد البعثة، غير ان اسلامه تأخر، إذ انه اسلم في عام الفتح. 

لم يتأثر حكيم بالفساد حولة في قريش، وظل على فطرته السليمة، قال الزبير عنه:” جاء الاسلام وفي يد الحكيم الرفدة، وكان يفعل المعروف ويصل الرحم”.

وورد في الصحيح انه سال النبي ﷺ قائلاً: “اشياء كنت افعلها في الجاهلية، ألي فيها اجر؟، فقال له ﷺ: أسلمت على ما سلف لك من خير.


عثمان بن عفان 

-رضي الله عنه-

ولد عثمان بن عفان في الطائف وقيل في مكة سنة 576م بعد عام الفيل بستة سنوات. 

كان عثمان غنياً شريفاً في الجاهلية، ومن أحكم قريش عقلاً وأفضلهم رأياً، كما كان محبوباً من قبلهم، وهو لم يسجد لأي صنم طوال حياته، كما انه لم شرب خمراً في الجاهلية.

كان رسول الله ﷺ يثق به ويحبه ويكرمه لحيائه واخلاقه وحسن عشرته وما كان يبذله من المال لنصرة المسلمين والذين امنوا بالله، وبشره بالجنة كأبي بكر وعمر وعلي وبقية العشرة، وأخبره بأنه سيموت شهيداً.

طلحة بن عبدالله

-رضي الله عنه-

كان طلحة بن عبيد -رضي الله عنه- رجلاً ادم، حسن الوجه، كثير الشعر.

ولد سنة 28 قبل الهجرة، وأسلم في بدايات الدعوة الاسلامية، فهو أحد الثمانية السابقين الى الاسلام.

قال لي طلحه بن عبيد -رضي الله عنه-: حضرت سوق بصرى فاذا راهب في صومعته يقول: سلو اهل هذا الموسم، افيهم احد من اهل الحرم؟ قال طلحه بن عبيد الله. قلت: نعم، انا. قال: هل ظهر أحمد بعد؟ قال: قلت: ومن احمد؟ قال: ابن عبدالله بن عبدالمطلب، هذا شهره الذي يخرج فيه، وهو اخر الانبياء، مخرجه من الحرم، ومهاجره الى نخل وحره وسباخ، فإياك ان تسبق اليه.

قال طلحة بن عبيد الله: فوقع في قلبي ما قال:، فخرجت سريعاً حتى قدمت مكة، فقلت: هل كان من حدث؟ قالوا: نعم، محمد عبدالله الامين تنبأ، وقد تتبعه ابن ابي قحافه. قال: فخرجت حتى دخلت على ابي بكر فقلت: اتبعت…

Join