نحري دون نحرك

نصرة الله للرسول

صور تاييد الله لرسوله

±ومن أجل صور التأييد التي نسلط عليها الضوء في هذا الموضوع التأييد الإلهي للحبيب النبي-صلى الله عليه وسلم- في الهجرة المباركة ويتجلى ذلك في عدة نقاط:

±أولا: أيده الله -تعالى- نبيه-صلى الله عليه وسلم– إذ جاءه جبريل -عليه السلام- بالوحي من الله -تعالى- يخبره بالمؤمرة التي حاكها كفار مكة ضده جاء في الحديث فأتى جبريل -عليه السلام- رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: “لا تبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه. فلما كانت عتمة من الليل اجتمعوا على بابه يرصدونه حتى ينام فيثبون عليه، فلما رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم -مكانهم فقال لعلي بن أبي طالب، نم على فراشي، وتسج ببردي هذا الحضرمي الأخضر فنم فيه فإنه لن يخلص إليك شيء تكرهه منهم“، وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم -ينام في برده ذلك إذا نام.(الصحيح من أحاديث السيرة النبوية (ص: 141) تهذيب سيرة ابن هشام ص 112).

±وقد صور الله -تعالى- لنا ذلك المشهد بقوله تعالي: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)[الأنفال:30].

ثانيا: خروج النبي صلى الله عليه وسلم – من وسط تلك السيوف المشهرة ويحثو فوق تلك الجماجم التراب دليل على تأييد رب الأرباب لنبيه الأواب –صلى الله عليه وسلم-؛ عن ابن إسحاق قال: وأقام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ينتظر أمر الله حتى إذا اجتمعت قريش فمكرت به وأرادوا به ما أرادوا أتاه جبريل -عليه السلام-، فأمره أن لا يبيت في مكانه الذي كان يبيت فيه، دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- علي بن أبي طالب، فأمره أن يبيت على فراشه، ويتسجى ببرد له أخضر، ففعل، ثم خرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على القوم وهم على بابه وخرج معه بحفنة من تراب فجعل يذرها على رءوسهم، وأخذ الله -عز وجل- بأبصارهم عن نبيه وهو يقرأ: (يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ)[يس: 1، 2] إلى قوله: (فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ).

التاييد بالهجرة

±خرَج النبي - صلى الله عليه وسلم - وصاحبه أبو بكر الصديق مهاجرَينِ إلى المدينة النبوية، واختَفيا في غار ثور ثلاثة أيام، وصعِد المشركون إلى الغار بحثًا عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وأبي بكر، فحمى الله نبيَّه وأبا بكرٍ منهم، قال أبو بكر: قلت للنبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا في الغار: لو أن أحدهم نظر تحت قدميه، لأبصرنا، فقال: ((ما ظنُّك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما؟وتبعتهم قريش بفرسانها ، أدركهم  سراقة بن مالك المدلجي و كاد يمسك بهم ، فلما رآه سيدنا أبو بكر قال أُتينا يا رسول الله فقال : له النبي صلى الله عليه وسلم لا تحزن إن الله معنا فدعا النبي صلى الله عليه وسلم على سراقة فساخت يدا فرسه في الرمل  فقال سراقة : إني أراكما قد دعوتما علي، فادعوا لي، فالله لكما أن أرد عنكما الطلب، فدعا له النبي صلى الله عليه.وحينها عاد المطاردون بمعجزة من الله تعالى بعدما كانوا على مقربة من العثور عليهم.وقال الله تعالى في محكم كتابه الكريم: ( إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)فالآية نص واضح على ائتمار المشركين على قتله صلى الله عليه وسلم.

التاييد بالدعاء

±معجزة في خيمة أم معبد:شاة أم معبد: فقد اشتهر في كتب السيرة والحديث خبر نزول الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه بخيمة أم معبد بقديد طالبين القرى, فاعتذرت لهم لعدم وجود طعام عندها إلا شاة هزيلة لا تدرّ لبناً, فأخذ الشاة فمسح ضرعها بيده, ودعا الله, وحلب في إناء حتى علت الرغوة, وشرب الجميع, ولكن هذه الرواية طرقها ما بين ضعيفة وواهية. إلا طريقاً واحدة يرويها الصحابي قيس بن النعمان السكوني ونصها؛ “لما انطلق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبو بكر يستخفيان نزلا بأبي معبد فقال: “والله مالنا شاة, وإن شاءنا لحوامل فما بقي لنا لبن. فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: أحسبه فما تلك الشاة؟ فأتى بها. فدعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالبركة عليها, ثم حلب عسّاً فسقاه, ثم شربوا, فقال: أنت الذي يزعم قريش أنك صاحبئ؟ قال: إنهم ليقولون. قال: أشهد أن ما جئت به حق. ثم قال: أتبعك. قال: لا حتى تسمع أناّ قد ظهرنا. فاتّبعه بعد”(رواه البزار بإسناد حسن وقال معقباً: لا نعلم روى قيس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- إلا هذا، ولا نعلمه بهذا اللفظ إلا عنه وهو يخالف سائر الأحاديث في قصة أم معبد.(كشف الأستار 2/ 301) وقال الهيثمي: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح (6/ 58) وقال الحافظ ابن حجر: “أخرجها الطبراني من حديث قيس بن النعمان بسند صحيح وسياق أتم.