رحلة التعرف على الذات عبر الانضباط
الانضباط الذاتي برأيي هو ان يكون لديك القدرة على التحكم بذاتك رغم التحديات والمغريات الحياتية والمادية، لكي تتخطى مخاوفك وتحقق مرادك بقِيَمك الدينية والأخلاقية ومعتقداتك وقواعدك انت كإنسان في المجتمع وفي ذاتك، لك اولاً ثم لغيرك. وهو لك لكي تتعلم وتفهم اصل روحك والى اين ترشدها وتشرد طاقتك، ولغيرك ليفهمك الآخرين وتفهمهم انت وتتعاملون بسلاسة.
وهي مهارة اي منا قادر عليها، وتكتسب بطرق مختلفة وفي مراحل مختلفة ضمن تجاربك في الحياة، قد تكون في المرحلة المناسبة للبدء وتتغلب عليك اعذار عشوائية تخلقها لنفسك دون ان تنتبه.
وقد تساءلت في نفسك لماذا تقوم جماعة من الناس بممارسة التأمل والتفكر والتدبر؟ ذلك لأن معظمهم يحاولوا فهم ذاتهم ومشاهدة افكارهم التي تمر في حياتهم دون ان ينتبهوا لها (كالأعذار والتركيز في سلبيات الحياة وغيرها). ايضاً، يعمل وجود الدين والقيم الدينية على الانضباط الذاتي بشكل تلقائي، لأن لها مجموعة من القواعد والمعتقدات تميز به الصواب من الخطأ وهي اصل اساسي في الحياة.
هذا لا يعني ان كل منا نشأ بالطريقة الصحيحة او بالإدراك الذي تفهم به نفسك، ولا وجود لإنسان مولود بهذه المهارة. إن هذه المهارة وهذا الادراك والفهم يأتي من روحك وارادتك انت، ولم (ولن) يفت الاوان. وتذكر بأن طريقتك للانضباط وفهم ذاتك قد يكون بأسلوب آخر تماماً.
انا عن نفسي بدأت بترتيب سريري صباح كل يوم (طبعاً هذا لا يعني ان لا وجود للخطأ والتخطي في بعض الأيام). كنت ادرك انها وسيلة للانضباط الذاتي ولكي اوجد الروتين الصحي بالنسبة لي، لكن لم اكن ادرك انه كان سبباً للتعرف على ذاتي. وكان الترتيب مجرد بداية وتدريجياً بدأت انضبط بطرق اخرى لم اكن ادركها حتى وصلت للفهم والتعرف على نفسي. لازلت في مرحلة التعرف، وسأكون في هذه المرحلة للأبد.
دعواتي لكم برحلة سعيدة،
— سارة.