روسيل .. العلاقات المشبوهة
لم يكن رئيس البارسا السابق، ساندرو روسيل شخصاً عادياً في كرة القادم، أو قفز لمنصب رئيس نادي بحجم برشلونه بشكل مفاجئ، بل كان أحد الأشخاص الذين عملوا طيلة حياتهم في هذا المجال، وتحديداً في التسويق الرياضي وكوّن علاقات كبيرة في أنحاء العالم ومع شخصيات كبيرة ومؤثرة أبرزها تيكسيرا رئيس الاتحاد البرازيلي وكذلك جيروم فالكه الأمين العام السابق للفيفا 2007-2015 الذي تربطه علاقة صداقة وعمل أكبر من أي شخص آخر.
روسيل تم القبض عليه مؤخرا من الحرس الملكي الأسباني ويقبع في السجن منذ سنة وحتى الآن لم تنتهي التحقيقات، وكل يوم يجدون ملف جديد بالتعاون مع FBI الأمريكية، حتى أنهم سجنوا زوجته لأنها كانت هي من تملك شركته التسويقيه الرياضيه معه، شركة Bonus للتسويق الرياضي، وهي تعمل معه في عمليات غسيل الأموال والتهرب الضريبي.
سنتحدث هنا عن ٣ نقاط:
علاقة روسيل مع قطر
علاقة روسيل مع الاتحاد البرازيلي
علاقة روسيل مع الفيفا
علاقة روسيل مع قطر:
في ١٣ ديسمبر 2010 قامت قطر بالتوقيع مع البارسا على عقد رعاية للقميص، وهو أول عقد تجاري يوقعه البارسا في تاريخه (قبل ذلك كان اليونسيف، البارسا كان يدفع مقابل وضع الإعلان)، ولكن ماهي خبايا هذا العقد؟
مقابل الاعلان على قميص البارسا، ستحصل اسباير -القطرية- على دعم كبير من البارسا منها:
نقل لاعبين الفئات السنيه واللعب في البارسا
نقل المدربين بين اسباير والبارسا
استخدام منشئات البارسا
في كل مره سيقوم أحد نجوم البارسا يعمل دعاية لأسباير
وغيرها من الأمور ولكن كل ذلك كان بشرط واحد فقط، توقيع اسباير القطرية مع شركة Bonus للتسويق الرياضي (شركة روسيل) وكان 70% من دخل هذه الشركة قادما من عقد اسباير، والذي يهدف لتحسين سمعة المشروع عالمياً.
بالطبع لكي لايحصل تضارب مصالح، قام روسيل ببيع شركته Bonus قبل 4 أشهر من التوقيع مع قطر كراعي للبارسا، ومن اشتراها هو الليبي شاه اوهانيسين (Shahe Ohannessian )، والذي كان يعمل في النادي من المقربين جداً من روسيل واستمر موظفا في البارسا حتى 2017.
بدون مؤسسة قطر، البارسا سيكون نادي أصغر مما هو عليه الآن
روسيل سبتمبر ٢٠١١
روسيل مع الاتحاد البرازيلي:
روسيل كان مدير شركة نايكي في البرازيل عام ١٩٩٩ وحينها قام بأعظم عقد وهو التوقيع مع منتخب البرازيل مما جعله من المقربين من مسئولي الإتحاد بشكل كبير.
حينما أصبح نائبا للابورتا في ٢٠٠٣ لادارة البارسا، فشل لابورتا في جلب وعده الشهير ديفيد بيكهام الذي رحل لريال مدريد، ولكن استطاع روسيل بعلاقاته البرازيليه من التوقيع مع رونالدينهو الذي كان قاب قوسين او ادنى من مانشستر يونايتد.
ماهي علاقته بالبرازيل؟
رئيس الاتحاد البرازيلي تيكسيرا (وهو زوج ابنة هافيلانج رئيس الفيفا) وقد كان عضو تنفيذي في الفيفا تربطه مع روسيل علاقة تجاريه، بعد القاء القبض على تيكسيرا في ٢٠١٤ وايقافه من الفيفا لفساده، لاحقا وجدوا في حساب ابنته البالغه ١٠ سنوات، قرابة ٣ مليون دولار والوثائق التي نُشرت حينها بأن من قام بعملية التحويل هو روسيل نفسه وقد كانت عملية التحويل في يونيو ٢٠١١، أي بعد التصويت على تنظيم مونديال ٢٠٢٢ ب ٦ أشهر، علما بأن البارسا وافق على عقد رعاية مؤسسة قطر في ديسمبر ٢٠١٠، قطر أعلنت بأن لا علاقة لها في هذا الأمر وأنها طبقت أنظمة الفيفا بشفافية.
روسيل مع تيكسيرا لديهم شركة ايلانتو للتسويق الرياضية هي من قامت بتنظيم العديد من مباريات المنتخب البرازيلي، مثلا ضد البرتغال في ٢٠٠٨ مقابل مبلغ مالي حصل عليه تيكسيرا بشكل مباشر مقابل موافقته على اللقاء.
روسيل هو مهندس صفقة نايكي مع الاتحاد البرازيلي الذي يقوده تيكسيرا في ذلك الوقت بمبلغ قياسي بلغ ١٦٠ مليون يورو.
روسيل مع تيكسيرا كانت علاقتهما كبيرة جدا، فقد قاما بتأسيس العديد من الشركات مع اشخاص مختلفين، مثلا شراء شركة وساطة ماليه مع هونغمان تُدعى البيس كوريتورا وقاموا بتمرير العديد من العمليات المالية عن طريق هذه الشركة.
الحكومة الاسبانيه قامت بالقبض على روسيل بعد وصول طلب من FBI لأنه متهم بغسيل اموال بلغت ١٥ مليون يورو مع تيكسيرا الذي تم القبض عليه في ٢٠١٤ ووجدوا بعض المبالغ التي كانت تمر عبر شركة ايلانتو الرياضية والتي كان مقرها امريكا لشركات اخرى اما في اندورا او جزر الكايمن، هذه المبالغ اما تنظيم مباريات المنتخب البرازيلي او بيع حقوق صور دعائيه للسامبا.
روسيل قبل القبض عليه، كانت لديه خطة مع تيكسيرا رئيس الاتحاد البرازيلي السابق لطلب اللجوء اما تايلند او قطر، وتم نشرها عبر راديو كاتلونيا، لاحقا القضاء الاسباني أكد صحة الأمر.
علاقة روسيل مع الفيفا:
علاقة روسيل مع الفيفا بدأت عن طريق تيكسيرا، فهو أحد أكثر الرجال فسادا في كرة القدم (كأغلب التنفيذيين في الفيفا حينها)، تيكسيرا هو من قام بتقديم روسيل قبيل افتتاح الالعاب الاولمبيه في اثينا ٢٠٠٤ في يخته الخاص الى بلاتر (رئيس الفيفا) ولينسي (الامين العام للفيفا) واثنين من المحامين السويسريين التي تربطهم علاقة وثيقه مع بلاتر .
لماذا تم تقديم روسيل في هذا الإجتماع مع أقوى شخصين في الفيفا؟
روسيل كان لديه خطة قانونيه لكي يستطيع الفيفا التخلص من شركة ISL وهي الشركة المختصه بالتسويق للفيفا وبشكل حصري في التسعينات، وهي من ساعدت الفيفا على التوسع عالميا، وكانت هي المسئوله عن حقوق النقل لجميع مسابقات الفيفا حتى نهاية التسعينات، في ٢٠٠١ اعلنت الشركة افلاسها (موضوع الافلاس طويل وقم نتحدث عن مستقبلا) وتم اغلاق ملف التحقيق بخصوص الافلاس في ٢٠٠٤ (بعد الاجتماع في اثينا المذكور اعلاه) ولكن في ٢٠١٣ ظهرت اوراق جديدة في القضية وكانت سبب في سقوط كثير من مسئولي الفيفا.
روسيل قدّم خطته واتفقوا على دفع ٢.٥ مليون فرنك سويسري لشركة ISL ويتم فسخ العقد واعلان اغلاق ملف القضية نهائيا (وهذا ماحصل).
بعد هذه القضية وماتلاها بدأت الخلافات في عدة أمور بين لينسي و بلاتر، حتى قام بلاتر بطرد لينسي كأمين عام وتعيين فالكه في هذا المنصب (فالكه كان مدير التسويق وقد تم طرده من الفيفا في قضية فيزا وماستركارد ولكن بلاتر قام بإعادته مجددا).
فالكه الأمين العام للفيفا من ٢٠٠٧ حتى ٢٠١٥ والذي تم ايقافه ل١٠ سنوات بسبب الفساد من الفيفا، قام بتأسيس شركة في التسعينات تُدعى أو أم في فرونتلاين في برشلونه لتنظيم وادارة المعارض والمؤتمرات الرياضية والفنيه والأزياء.
هذه الشركة تمت بتوصية من روسيل، وتم تسجيل الشركة بإسم زوجة فالكه، وكانت اموالها تمر عبر اندورا، لماذا اندورا؟
روسيل عاش فترة طويله من حياته في اندورا لأنها تقريبا بلا ضرائب.
وصول فالكه لمنصب الأمين العام للفيفا سهّل لروسيل عمل العديد من الصفقات وعقود التسويق الرياضي، وهي أكبر العقود التي كان اعضاء الفيفا التنفيذيين يستفيدون الأموال عن طريقها طوال السنوات الماضية.
بيع تذاكر المونديال
عقود استضافة المسئولين
لذلك نجد ان روسيل & فالكه & تيكسيرا وغيرهم لديهم هذا النوع من الشركات والتي تعمل مع الفيفا وتملك الحقوق ولا يستطيع أحد منافستهم.
فالكه استفاد من علاقات روسيل كثيرا، وفي المقابل روسيل استفاد من فالكه بحكم منصبه كثاني أقوى رجل في الفيفا، ففي ٢٠٠٩ قام روسيل بإهداء فالكه فله في منتج فاخر في فرنسا كهدية وهي احدى الأماكن التي قامت السلطات الفرنسيه بالتعاون مع السويسريه بتفتيشها بعد القبض على فالكه في ٢٠١٥.
علاقة روسيل بتصويت مونديال ٢٠٢٢:
بعد القبض عليه من الحرس الملكي الأسباني، قاموا بنشر وثائق تؤكد بأن روسيل حصل على ٣٠ مليون يورو لمساعدة قطر للفوز بتنظيم مونديال ٢٠٢٢ عبر رشوة المسئولين الأفارقة الذين صوتوا لقطر حينها.
من المستندات التي تم نشرها عن روسيل وعلاقته مع قطر في تنظيم مونديال ٢٠٢٢ هو تقديمه لاستشارات للجنة التنفيذيه لملف قطر ٢٠٢٢ وصدور فاتورة بمبلغ ٤٩٩،٨٩١ يورو في ٢٩ ديسمبر ٢٠٠٩.
الحديث عن فساد روسيل يطول، وهو جزء من فساد الفيفا الكبير، بل جزء رئيسي فيه واستفاد ماليا مثله مثل غيره ولكن في النهاية سقط وسُجن مع من سقطوا سواء في امريكا الجنوبيه أو امريكا، فمازالت السلسله طويلة لم تنتهي بعد وقد نرى قضية وملف جديد يظهر ضد روسيل كجزء من علاقاته المشبوهه مع مسئولي الفيفا.