علي بابا
أتذكر أنني كنت مفتونا في البدايات بكل جديد, كالطفل الذي شاهد الثلج أول مرة مبهورا سعيدا و خائفا بعض الشيء.
كنت أنظر للجميع أنهم عظماء ولم أكن أعلم أن بعضهم علي بابا!
إن تجاوز ما يطلق عليه متلازمة المحتال (imposter syndrome) التى قد تصيب أيا منا في بداية تحد جديد (بيئة عمل مختلفة مثلا), ليس إلا مسألة وقت, ربما يستغرق البعض أكثر من غيرهم لكنه يبقى مسألة وقت.
لكنني هنا لا أتحدث عن المصابين بهذه المتلازمة, من يظنون خطأ أنهم محتالون, بل عن المحتالين الحقيقيين: علي بابا بيننا في البيئة الأكاديمية (الدراسات العليا والتدريس الجامعي)، نعم, هؤلاء "الشرذمة" الذين يفتقدون أدنى درجات الأخلاق والمهنية، المرتشين, الذين يدفعون ليحمدوا على ما لم يفعلوا.
#هلكوني ذلك الوسم الرائع الذي يستهدف المزورين وحاملي الشهادات الوهمية، هؤلاء .. علي بابا الذين أتحدث عنهم, الذين يدرسون في جامعات حقيقة لكنهم يحصلون على الشهادة بطرق غير شريفه, لا يقلون خطرا عنهم بل ربما هم أشد بلاء وفتكا بأغلى من نملك:أجيالنا التي تدرس تحت أيديهم.
تبريراتهم الفارغة :
"كلنا نغش بس الله يسامحنا!"
"المهم انك فاهم الفكرة غير كذا ما يفرق"
"لو ما تدفع مستحيل تنجح، الدراسة صعبة"
"لا تزعل لما ترسب وغيرك يجيب امتياز"
"الضغط كبير وهذا الحل الوحيد"
"انا لو مكانك ادفع وانجح"
"عمرك ما غشيت!؟"
سمعتها كلها بنفسي من أشخاص مختلفين في مراحل دراسية مختلفة كمبتعث هنا في بريطانيا ..
عزيزي علي بابا
لا تظن أننا مغفلون
كل تلك الإنجازات الوهمية المسروقة المنسوبة لك, نعلم تماما أنها ليست لك ,
لكننا نلتزم الصمت لأننا موقنون بالحكمة القديمة: حبل الكذب قصير
عزيزي علي بابا
حبل نجاحك الوهمي قصير .. سيكشف احتيالك طال الزمان أم قصر,
وحتى ذلك الوقت
عزيزي علي بابا
تبا لك