تلخيص كتاب الغربة

من كتاب:الحكمة العربية، دليل التراث العربي إلى العالمية

إنما يعرف قدر هذا التجريب في الحياة من اجتاز القفار واقتحم البحار وعرض له ما يعرض لسالك القفر وراكب البحر. ومن لم يسافر ولم يخرج عن وطن طبعه ومرباه، وما ألف عليه أصحابه وأهل زمانه، فهو بمعزل عن هذا

  • انطلاقًا من العرف بأن لكل مغترب عودة إلى وطنه؛ نشأ الحنين إلى الأوطان.

  • من أنواع الغربة: الاغتراب من أجل العلم والمعرفة.

  • نبذ الغريب في أغلب الثقافات إلا أن العرب أكرموا الغرباء بل ومدحوا البلدان التي تكرم الغريب وهجوا البلدان التي تستعبدهم، "كان يكرم الغرباء الواردين عليه ويمرّضهم ويداويهم ويعيرهم الكتب".

  • كتب العرب الكثير في الغربة وحنين الإنسان إلى الأوطان بمختلف المسميات المفضية إلى ذات المعنى، حتى أن كتبوا في حنين الحيوان أيضا إلى الأوطان! وابداعهم في الكتابة عن الغربة والغريب حيث خرجوا بها عن المألوف.

  • الغربة الزمانية وهي غربة الحال حيث يشعر الإنسان بأنه غريب عن أهله وزمنه وقد أكثروا العرب الكتابة عن هذه الغربة "كم زمان بكيت فيه فلما ... صرت في غيره بكيت عليه" ولكن انكشف حال الزمان بأنه بريء وأن أحوال الناس وأفعالهم هي عين الاغتراب.

  • وُجد حكماء من العرب ممن جابوا الفيافي والأقطار وقطعوا البحار ولم يعرفوا الاستقرار واتخذوا من كل الأوطان دار. ومنهم من لم يرحل عن وطنه على الاطلاق!


  • أنواع الغربة غير المكانية كانت في العقل والأدب.


  • رأى العرب أن الغربة هي الوطن المفقود؛ أي أن كل مقيم وإن أقام في بلد غريب فهو ليس بمغترب.

  • ثمار الغربة وفضائلها: التجدد، الرفعة، الرزق، رغد العيش، اجتناب الذل، اكتساب التجارب، تحفيز الفكر وتقويته. قال ابن قيم الجوزية: "إنما يعرف قدر هذا التجريب في الحياة من اجتاز القفار واقتحم البحار وعرض له ما يعرض لسالك القفر وراكب البحر. ومن لم يسافر ولم يخرج عن وطن طبعه ومرباه، وما ألف عليه أصحابه وأهل زمانه، فهو بمعزل عن هذا". ومنها أيضا العفو عن المغترب كونه بعيد الدار ومن غير اهل وفي حاجة واضطرار. ومما وصل إليه بعض الحكماء العرب في مدح الغربة أن بها يحصل ما أسموه "المواطن العالمي". قال الشاعر: "إن كان أصلي من تراب فكلها ... بلادي وكل العالمين أقاربي".

  • زهاد العرب رأوا أن الغربة الحقيقية هي الغربة "في" الوطن لا الغربة "عن" الوطن، حيث أن المال هو المعيار هنا ومنهم من كان ضد هذا الرأي.

  • أما المتصوفة فكانت غربتهم "الغربة عن النفس" و "الغربة عن الخلق" وهي باعتقادهم أنها ليست غربة وإنما "ألفة". قال الخراز: 

     أتيه فلا أدري من التيه من أنا      سوى ما يقول الناس فيّ وفي جنسي

     أتيـــه على جــن البـــلاد وإنسـهــا      فإن لم أجـــــد شخصًـا أتيه على نفسي


  • نوع آخر وهي "الغربة عن الجنس" وتعني الشعور بالاغتراب لانعدام أو قلة الألف من بني الجنس/الشكل/الأقران/الأصدقاء المتماثلين. ومشابه لهذه الغربة هي "غربة فقد الأحبة". وآخر أنواع الغربة عند المتصوفة وأعلى درجاتها هي "غربة الهمة" والتي سميت بـ "غربة الغربة".

  • الجامع بين الغرباء هو الكتابة مجهولة الاسم.


الرئيسية
Join