صديقي الذي أتمنى أن أكونه
أجمل من منظر أشعة الشمس منظر طيرين تخترق جناحهما تلك الأشعة
يحلقان سوياً و يهبطان سوياً
و أجمل مافي حقل مليء بأنواع الزهور
منظر نحلتين يقفزان من زهرة إلى أخرى
حتى منظر البحر في أيام الشتاء
أجمل منه قارب يطفو بجانب قارب آخر ..
صديقي الذي أتمنى أن أكونه
هو الصديق الذي لا يرقى قمة الجبل
حتى يضع يده بيدي و يعينني على الصعود
معه ..
صديقي الذي أتمنى أكونه
يّذكرني بعالم الآخرة أكثر مما يذكرني بعالم
الدنيا
صديقي الذي أتمنى أن أكونه
من يكون قدوة في الخير فيحافظ على
الصلاة قبل أن يدعوني إليها
و يتصدق بماله ووقته و جاهه قبل أن
يذكرني بالصدقة !
صديقي الذي أتمنى أن أكونه
الذي إذا أصابني هم
رأيت دمعته تنحدر على خديه قبل أن تنحدر على خدي
ذلك الصديق الذي إذا آويت إلى فراشي
وجدته قام يصلي يدعو لي في سجوده
الذي إذا تفرقت بي السبل و الطرق أمسكني بيد وألاح بيده الأخرى الى المسجد وهو يقول ( من هنا الطريق .. )
صديقي الذي يجعل منزلة والديه فوق أي أحد هذا الصديق و أرى أثر بره بوالديه في حياته أتمنى والله أن أكونه
ذلك الصديق
الذي (يحب) لي ما (يحب) لنفسه
و يكون (مرآتي) التي لا تكذب بل تقول الصدق
و لا تخبر بما تجده فيني أحدا آخر
إنه مستودع أسراري و آمالي
الصديق الذي أتمنى أن أكونه ليس صديقا واحدا بل هو مجموعة أصدقاء أتمنى أن أكونهم في إيمانهم وأخلاقهم وصفاء أرواحهم
وبدل أن أقول صديقي الذي أتمناه فأمضي
بقية حياتي أبحث عنه وعن طيبه
آثرت أن أقول - حتى لا أشعر بفراقه- :
( صديقي الذي أتمنى أكونه)..
صالح رشيد السعيد
29/3/1434 هـ