معنى أن تبحث
في حياتك عن
معنى
مراجعة لكتاب
الإنسان يبحث عن المعنى
تأليف د.فرانكل
سيرة ذاتية لطبيب نفسي يحكي قصته في معسكر الاعتقال وكيف يصنع السجين في حياته لحياته في المعسكر معنى يعينه على تجاوز الأيام المليئة بالقسوة وفقدان الشعور
الكتاب يحتوي على قسمين
قصة الاعتقال وحياة المعسكر
مقدمة في العلاج بالمعنى والتسامي بالذات
قصة الاعتقال وحياة المعسكر
كسجين في معسكر الاعتقال ، استطاع الدكتور فرانكل نقل الأحداث اليومية كسجين في المعسكر وحكايتها بصيغة منهجية علمية محاولا التجرد من انطباعاته الشخصية والانتقال من الذاتية إلى الموضوعية قدر الإمكان
في تجربة (السجن) يمر السجين بمراحل مختلفة وأطوار متتابعة في نظرته للحياة وأدق وصف لتلك المراحل هو اختلال في إدراك الحياة بشقيها الحسي والمعنوي هو مقولة علي عزت بيجوفيتش يعاني السجين من نقص في المكان وفائض في الزمان
وكأي مسيرة مختلفة للإنسان في أجواء السجن ، حينما يتجرد المعتقل من ملابسه وأغراضه الشخصية فلا يبقى معه إلا جسده ، فيتحول مفهمومه للحياة من مجرد امتلاك الأشياء التي يراها في الخارج إلى التأمل في الأشياء التي لا يستطيع أحد أن ينزعها منه .. جسده و عقله
ولكن هذا لا يكفي..
ففكرة الانتقال من ( الهروب من المعاناة) إلى العيش معها ومواجهتها يتطلب نظرة مختلفة للحياة
الآلام والمعاناة جزء من الحياة ويتعذر الخلاص منهما وبدون المعاناة والموت لا تكتمل حياة الإنسان
فرانكل
أوهام
يتوهم السجين أول أيامه أنه سيتم الإفراج عنه في الوقت القريب وقد يؤدي هذا الوهم حين يصل مرحلة اليقين إلى نتائج مخيفة تصل إلى المرض ثم الموت كما في قصة أحد السجناء الذي رأى في المنام أنه سيفرج عنه في نهاية الشهر الجاري ولكنه أصيب بالحمى وحين اقترب الشهر من نهايته زادت عليه الأعراض ومات في نفس التاريخ الذي كان متوهما أنه سيخرج ولكن ليس للحياة بل خرج منها
وهذا دليل على مدى ارتباط الوثيق بين حالة العقل والجسم عند الإنسان
من الخارج إلى الداخل
تبدأ الرحلة في مواجهة الحياة الجديدة التي يعيشها السجين كما يحكي المؤلف وكأنه يتدرج من مرحلة التفاعل الجسدي (الخارج) إلى التفاعل النفسي (الداخل)
فيبدأ مثلا في الحديث عن اهتمام بعض السجناء بربط أحذيتهم حتى لا يصيبها الأذى من الوقوف الطويل فوق ثلوج الجبال ومحاولة الحصول على قدر أعلى من الطعام حتى يبدأ أثر هذه الحياة المختلفة ليس على الأجساد الذائبة ولكن على تلك النفوس الذائبة فيصبح الاحتفاء والإحساس نادر الحدوث ولكنه في حالة امتلاك المعنى فكل هذا الجحيم يتحول إلى جنة
الحياة اليومية
لقد وصل مدى الانشغال بالتفاصيل الصغيرة اليومية للمعتقلين أنهم
يتناقشون حول قطعة الخبز اليومية هل يأكلونها مرة واحدة وهم وقت الراحة حتى لا يفاجئهم عقاب أو جزاء أو يقسمونها إلى أجزاء صغيرة طوال اليوم حتى يمتد احساسهم بالشبع والمتعة طول اليوم !
إن الطريقة التي يتقبل بها الإنسان قدره، ويتقبل بها كل ما يتحمله من معاناه، والطريقة التي يواجه بها محنته، كل هذا يهيء له فرصة عظيمة – وحتى في أحلك الظروف – لكي يضيف إلى حياته معنى أعمق
فرانكل
العلاج بالمعنى
يذكر المؤلف أن معنى الحياة يتغير دائما ويختلف من شخص لآخر، وعند الشخص الواحد من يوم ليوم، ومن ساعة إلى أخرى ويأتي على صور ثلاثه
الاتيان بالفعل والعمل وهي مبنية على تحقيق الإنجاز
أن نخبر قيمة من القيم ، كقيمة الحب مثلا
عيش حالة من المعاناة وتحويلها إلى معنى كتحويل معنى حالة الاكتئاب بعد وفاة شخص عزيز إلى معنى التضحيه في العيش بعده وتقديس ذكراه
يشدد المؤلف أن العلاج بالمعنى لا يعني التعليم والوعظ
الدور الذي يلعبه المعالج بالمعنى هو أقرب إلى دور أخصائي العيون منه إلى الرسام : فالرسام يحاول أن ينقل إلينا صورة عن العالم كما يراها هو ، في حين أن طبيب العيون يحاول أن يمكننا من أن نرى العالم كما هو في الواقع
لا يوجد شيء في الدنيا، يمكن أن يساعد الإنسان بفعالية على البقاء – حتى في أسوأ – الظروف، مثل معرفته بأن هناك معنى في حياته. (فرانكل)