عادات دينية بسيطة أثرها ممتد


هناك العديد من العادات الدينية البسيطة التي قد تغيّر أيامك وحياتك كثيراً، قد تبدأ بها مصادفةً أو بأحد الفترات لكن تتحوّل بعدها لعادة يومية ولها أثرٌ ممتد.

بجانب العبادات اليومية يجب عليك إضافة عادات أُخرى تفيدك لآخرتك ولا تفعل الواجبات فقط وكأنك مُلزم لتنتهي منها، فكّر بأنَّ أعمال الحياة ليست أهم من الآخرة.

سأخبركم عن بعض العادات التي جربتها وغيّرت حياتي بالإضافة إلى أنها تُعطي أيامي معنى آخر، من سنة تقريباً بدأت بها ولم يكن التزامي جيداً في بداية الأمر لكن مع مرورِ الوقت اعتدت وبدأت أفتقدها إن مرَّ يومي دونها.



1- الحمد

-وهي من أكثر العادات التي أعطت يومي معنى مُختلف تماماً، بدأتها من أجل التخفيف من وطأة بعض المشاعر آنذاك، كنتُ في بداية اليوم احمد الله على جميع النِعم المحيطة بي وإن كنت مُعتادة عليها (فهذا لا يغيّر من واقع أنها نعمة عظيمة يفتقدها الكثيرون) وفي نهاية يومي احمد الله على كل ما حدث وإن كان اليوم عادي دون أحداث (فهذه أيضاً نعمة) يدركها من يحصل في يومه مشاكل وضغوطات عديدة، فالحمدلله أنَّ اليوم مر دونَ فقد أو تعب أو عبء إضافي، الحمدلله على مروره عاديّاً.


-ما الذي سيتغيّر بعد عادة الحمد؟

*الأهم أن النِعم تدوم وتكثر بالحمد.

*ستُلاحظ أنك أصبحت أكثر امتناناً لكل مجريات يومك وحياتك.

*كما أنك ستبدأ برؤية جميع الجوانب لكل ظرف يحدث وإن كان ظاهرهُ سيء، لأنك أيضاً ستُدرك أنه يحمل الخير في طيّاته.

*ستدرك كم أنك محظوظ (على عكس ما يعتقده البعض اتجاه حياته) لأنك عندما تحمد الله على جميع النِعم المحيطة ستعرف كم أنَّ في حياتك الكثير منها.

*ستتغيّر طريقة رؤيتك للأمور لتصبح أفضل لأنك بدأت بإدراك جميع النِعم حتى الصغيرة وهذا ما يغيّر نظرتك اتجاه مفهوم -النِعم والرزق- ولا يبقى منحصراً في الأمور الكبيرة فقط.

*ونتيجةً لهذا ستصبح أكثر وعياً في سائر أمور حياتك.

الحمد لله دائماً وأبداً، على أصغر النِعم وأعظمها.


2- ذكر الله كثيراً

-ليس لها وقتٌ محدد ولا عدد معيّن، في كل وقت اذكر الله قدر ما تستطيع، وأنت تنتظر، قبلَ النوم، في طريقك للعمل، وأنت تعمل أيضاً..


-ما الذي سيتغيّر في حياتي بعد هذه العادة؟

*أكثر شيء لاحظته هو استشعار وجود الله معي في كلِّ وقت وهذا سيساعدك كثيراً بالشعور بالطمأنينة، ستكون مرتاح دائماً عندما تشعر بذلك.

*ستصبح أكثر هدوءً وأقل عصبية نظراً لذكرك المستمر لله وشعورك بالطمأنينة والراحة.

*بالطبع نتيجةً لهذا سيقل شعورك بالحزن والوحدة تدريجياً لأنك تعلم أن الله معك في كل وقت.

*أكثر ما نحتاجه في أيامنا السريعة هو استشعار مثل هذه الأشياء لأننا بحاجة للهدوء بعد أيامنا الشاقة المليئة بالضغوطات، ذكر الله سيخفّف أي شعور سيء ويساعدك لتصبح أكثر قوة لمواجهة الظروف لأنك تعرف أنَّ الله اختار لك الأفضل والمناسب.

الحمدلله.

الله أكبر.

سبحان الله.

استغفر الله.

لا إله إلا الله.

لا حول ولا قوة إلا بالله.

اللهم صلِ وسلم على نبينا محمد.

لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين.


3-الأذكار

(وتشمل أذكار الصباح والمساء، وأذكار الصلاة، أذكار قبل النوم والاستيقاظ)

-لكلٍ منها فضل فإما تحصين، أو تغفر الخطايا، والحصول على رضا الله وغيرها الكثير.. لكن لها أثرٌ آخر استشعرتهُ في حياتي.


-ما هذا الأثر؟

*تربطك باللهِ أكثر وتُشعرك بالانشراحِ والطمأنينة.

*الأذكار تعلّمك الالتزام؛ لأنك تقرأها في أوقاتٍ محددة من يومك بشكلٍ متكرر.

*تعوّدك على ذكر الله، كما أنها تذكّرك بالدعاء

(وهذا لأني بعد الانتهاء منها أدعو الله كثيراً لذا ارتبطا سوياّ) مما يعني أنها عادة قد تورث عاداتٍ أُخرى.


أذكار

هناك العديد من المواقع والتطبيقات للأذكار، مثل:

 


4- قراءة آية الكرسي بعد الصلاة، وقراءة صفحتين أو ما تيسّر

*من قرأ أية الكرسي بعد الانتهاء من الصلاة، فإن الله تعالى يتولى قبض روحه.

فقد قال أبي أُمامة في فضل قراءتها بعد الصلاة المفروضة أنَّ الرسول عليه الصلاة وسلام قال: “مَنْ قرأَ آيةً الكُرسِيِّ دُبُرَ كلِّ صلاةٍ مكتوبةٍ، لمْ يمنعْهُ من دُخُولِ الجنةَ إلَّا أنْ يمُوتَ”.


*وأما عن قراءة القرآن فهذا لتعاد قراءته وتعوّد نفسك على الاستمرار دونَ التحجّج بعدم وجود وقت، فلا شيء أهم من العمل لآخرتك.

يقول النبي ﷺ: اقرؤوا هذا القرآن، فإنه يأتي شفيعاً لأصحابه يوم القيامة.

﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ﴾


5- النشر المستمر على حساباتك

-عوّد نفسك دائماً أن تنشُر باستمرار على حساباتك في مواقع التواصل الاجتماعي أي شيء ديني ولو كانَ بسيط، صورة، آية، الأذكار، تذكيرٌ بصلاة الوتر والضُحى..


-حتى وإن لم يكن لديَّ العديد من المتابعين؟

نعم، فلا تَستهن بفعلِ الخير وانشر قدر ما تستطيع فلا تعلم كم شخص سيراه وتأخذ أجر التذكير.

*وإن استطعت صمّم بعض الصور الدينية أو مقاطع للقرآن، وليسَ شرطاً أن تصمّمها يكفي لو صورة بسيطة لتكون لك أجرٌ ممتد حتى بعد مماتك.

اسعى لآخرتك ولا تؤجّل وتتحجّج بالانشغال وكثرة الأعمال فلا شيء دائم لك في الدُنيا، إنما هي طريق وليست حياة أبدية.


_lq998

Join