ليش أنت عايش ؟!


في أحد الأيام كنت مع أحد الأصدقاء في مجلس يرتج فيه صوت مشجعي أندية كرة القدم، فكان لك واحد منهم يدافع عن ناديه و لاعبه المفضل وكأنه يدافع عن عرضه، وفي وسط هذه المعمعة وجه لي سؤال هل تحب كرة القدم ؟ فكان جوابي هو أنني لا أحب لعب كرة القدم ولا رؤية مبارايات كرة القدم المحلية كانت أو العالمية، وعلاوة على هذا فأنا لا أحب التحدث عن هذا المجال برمته، فقوبل جوابي باستغراب عجيب، ثم سئلت هل تحب لعبة الورق " البلوت"، فأجبت بكرهي لهذه اللعبة، الذي لا أجد له تفسير سوا أنني أكرهها، ثم سؤلت عن ميولي للأفلام والمسلسلات، فأجبت أنني لست مهتمًا بها البته، وأنها لا تعني لي شيء، ساد السكوت على وجه صديقي ثم قال لي " ليش أنت عايش".


في حقيقة الأمر أن هذه الجملة كانت بالنسبة لي في وقتها غريبة ومضحكة في نفس الوقت، فأنا لا ألوم صديقي على هذه الجملة كون الكثير من الشباب محب لكرة القدم أو ممن يجيد لعبة البلوت، أو أنه لا يخرج من كونه متابع لكل جديد في مجال الأفلام والمسلسلات، وأنا بعيد كل البعد عن الإهتمام لهذه الأمور.

 

 ولكنني في الوقت نفسه، أحب الكثير من الأشياء، كمتابعة الجديد في التقنية، أو كتابة نص أدبي في مدونتي، كما أنني من عشاق العطور و البخور والمهتمين في هذا المجال، وأما في مجال الرياضة فأنا أحب رياضة المشي وخاصة بعد صلاة العشاء، و في هذا المقال سوف أقتصر عن أمر واحد من الأمور التي أحبها، وسأبرهن أنني أستحق أن أعيش 😊.

 

ألا وهي رياضة المشي التي اعتدت عليها منذ سبعة أعوام، فكانت في البداية لإنقاص الوزن، ثم لقضاء وقت الفراغ، ثم انتقلت لمرحلة أنني أمشي لأستمتع، ثم انتقلت إلى مرحلة أعلى بقليل فقد أصبحت ضرورة لابد منها حيث أنني لا أشعر أن يومي قد اكتمل إلا بعد أن أمارس هذه الرياضة.

 

لن أتكلم عن الفائدة الصحية فكل منا يعلم ما في المشي من فوائد، ولكني سأتكلم عن الهوامش التي عادت علي بالفائدة من هذه العادة، من الإستماع إلى المحتوى الصوتي المتنوع من محاضرات دينية إلى الأدب والشعر مرورًا بالسماع إلى الدورات التدريبية، إضافة إلى الرضا الذاتي الذي ينتابني لأنني لم أفرط في صحتي، وأنني وجدت بديل مناسب لقضاء وقت فراغي بعيدًا عن الإنشغال بأمور تافهة لا تعود علي النفع.

 

و أما من الجانب الاجتماعي فقد اعتدت بين الفينة والأخرى على دعوة البعض من الأصدقاء ليشاركوني هذه الرياضة، وفي الحقيقة أنها ساعدتني على التعرف عليهم أكثر وعن طريقة تفكير كل واحد منهم، مما يساعدني على اختيار الطريقة المثلى للتعامل مع كل واحد منهم،كما أنني استفدت منهم في كثير من المجالات التي كنت أجهلها و على سبيل المثال لا الحصر المواضيع التقنية، والأعمال تطوعية، وعن عالم السيارات و أسراره وغيرها..... وهم أيضًا في المقابل تعرفوا علي وعلى طريقة تفكيري.

 

باختصار فقط في أمر واحد من الأمور التي أحبها حصدت على خمسة فوائد وهي كالتالي :

1.     حافظت على صحتي ولياقتي

2.     ساهمت في تنمية الحصيلة الثقافية لدي في عدة مجالات

3.     تعرفت على شخصيات أصدقائي و طرق تفكيرهم

4.     حصلت على معرفة لا بأس بها في المجالات التي يهتم بها أصدقائي

5.     صنعت الكثير من المواقف الجميلة التي ستكون مصدر سعادة لي عند تذكري لها في المستقبل.


ختامًا وبعد هذه الفوائد التي حصلت عليها من المشي فقط أستطيع أن أقول أنني لست بحاجة إلى التفريق بين " الهاص" و " الديمن" أو متابعة  أحدث الأفلام والمسلسلات، أو حتى أن أشجع أحد الفرق حتى أستحق أن أعيش، والآن سأقلب السحر على الساحر وسأسأل " ليش أنت عايش ؟ "


المقصود بالعيش في هذا المقال هي “ الإهتمامات الشخصية” وليست العلة التي وجدنا لأجلها في الدنيا فكلنا يعلم أننا على هذه البسيطة لعبادة الله.

Join