Image drop
Image drop

خوضوا البحار

قبل تسعون عاماً ، قامت على هذه الصحراء الواسعة دولة ، أساسها العقيدة الوسطية ، وأسها العدل ، و الأمن ، و الرخاء ، سكانها العرب ، شجاعتهم تؤرخْ ، و صدقهم يدرسْ ، ومواقفهم في المصاعب تشرفْ ، حاكمها أسد غضنفر ، في خدمة الدين و الناس لم يتوانى ، و في رفع راية الحق لم يتباطى ، كلمته مسموعة ، وفعله سابق لقوله ، وبهذا بزغ نور المملكة العربية السعودية .



ولله الحمد ، أُغلقتْ مدارس الجهل ، ومعاهد التخلف ، وجامعات العنصرية ، فربت الأجيال تنهل من سيل التعليم والتطوير ، و نهر التقدم والإزدهار ، و شلالات الحب ، والود ، والمساواة ، فترى الشيخ ، والشاب ، والطفل يسعون بجد واجتهاد لإعلاء كلمة التوحيد ، وجعلها الأولى من بين مصاف دول العالم جميعها .



فلسان حال شيخنا يقول : أرضنا مهبط الوحي ، ودستورنا الكتاب والسنة ، وحكامنا أهل حكمة و دراية ، فحافظوا على أرضكم ، و طبقوا ما رضيه لكم رسولكم الكريم ، و أَطِيعُوا ولاة أمركم ، صحيح أنها شابت لحانا ، وضعفت أجسادنا ، وقربت منايانا ، ولكنا لن نفتر في حث همم شبابنا الواعد ، للصد والذب عن هذه الأرض الغالية على قلوبنا .



أما شابُنا فمأكله الطموح ، ومشربه الإبداع ، وسعادته الإنجاز ، و بلسم جروحه التفوق ، لا تقر له عين ولا يسكن له جفن إلا إذا ساهم في رقي وطنه ، وتطور شباب بلده ، أَقَسمَ بذي الجبروت والملكوت أن يكون مخلصاً لدينه ووطنه ، وأن يكون سداً منيعاً ، دون كل من يريد المساس و الأذى ، بالمملكة العربية السعودية حكومة وشعباً ، ولنا بولي العهد سيدي صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان - سيد الشباب - خير مثال للشاب السعودي الطموح المثابر .



وأطفالنا وما أدراك ما أطفالنا ، أرضعناهم الوفاء ، وأنشأناهم على التوحيد، وأوصيناهم بالسمع والطاعة في المنشط والمكره ، وبفضل من الله وعوا وصايا أجدادهم ، و رأوا إنجازات أبائهم ، فكان طوعاً منهم أن يقولوا : اليوم تعملون وغداً نكفيكموها ، و نكون ذا الأهل لحمل الراية وإكمال الطريق للأعوام القادمة .



كلٌ بطاقته ، وكلٌ في مجاله ، فلنضع أيدينا بأيدي بعض ، أجدادٌ وأباءٌ وأحفادٌ ، لبناء هذه الأرض ، و حماية مقدساتها ، فهذا الوطن طيب منبعه ، وسليم منهجه ، لم يتدنس بمظاهر الكفر والشركيات ، ولم تمنع فيه الصلوات ، لهذا وجب علينا أن نحمي هذه الأرض ولو تطلب منا أن نفديها بأرواحنا .



إلى مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ، وإلى ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي محمد بن سلمان بن عبدالعزيز : شكراً لكم على هذه الجهود الجبارة ، لتطوير البلاد ، سياسياً ، و اقتصادياً ، و اجتماعياً ، و معرفياً ، بكل اختصار : خوضوا البحار ، فلديكم شعبٌ جبار ، لا يخاف في الله لومة لائم .


Join