براد شاهي
الكثير من الناس يحلم بحياة جميلة، وهادئة، لا كدر، ولا تعاسة، ولا حزن فيها. في الحقيقة أن هذا الحلم حق للجميع أن يتخيله، و أن يعمل على تحقيقه، ولكن لدي سؤال واحد :
هل لهذه الدرجة حياتنا تعيسة حتى تراودنا هذه الأحلام ؟
ما أراه أن لكل واحد منا جنة لا يرها بعينه، لا لأنه لا يقدر ثمنها، ولكنه اعتاد عليها، فالصحيح السليم لا يشعر بقوته حتى يمرض، والغني لا يرى غناه حتى يرى الفقراء أو يفلس جيبه، وهذه هي الحياة لا تعرف قيمة الشيء إلا إذا عرف ضده.
وفي الحين نفسه ينشغل كل منا بما ينقصه أو يشتهيه لا بما لديه، فتجدنا ننظر إلى أقرابنا، و أصدقائنا، أو حتى المشاهير في مواقع التواصل الاجتماعي بنظرة الإعجاب والغبطة إذا وجدنا بأيديهم ما نتمنى، والعجيب أننا لا نعي أنهم يهيمون في بحر هائج من الأحزان، والآلام التي من المحال إن يعرضوها علينا، وهذه هي الجبلة البشرية، أننا نعرض أجمل ما لدينا أمام الناس، والباقي نحن أجدر بستره وإخفاءه.
وفي هذا المقام أقول لكل من يحلم بحياة جميلة وسعيدة، صدقني أنك في نعمة يتمنى الكثير من الناس أن يعيش ولو شطرها، ولكنك بحاجة أن تركز على ما تملك لا بما تفقد، وبحاجة إلى أن تطبق قول الله تعالى: (وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ)، و بعدها ستجد نفسك بخير ونعمة.
إلا صحيح فيه براد شاهي فوق وأنت طالع خذ لك فنجال، ولا تنسى النعناع.