عصري…..وما يريد

في عصر السرعة والراحة، أصبحنا نرفض كل بطيء أو متعب، ولهذا نستعمل الكثير من التطبيقات والطرق المختصرة لتسهيل وتسريع أعمالنا، وهذا ما جعل التجار و أصحاب الأعمال يقدمون الإعلانات بعبارات كـ ( بضغطة زر توصلك لحد بيتك، الجو حار والطرق زحمة وأم العيال مزعجتك بالطلبات لا تقلق تطبيق ...... يوصل كل شيء )، وفي الحقيقة أنها تطرب أسماعنا، وتشعرنا الراحة النفسية كوننا لن نتعب في قضاء حوائجنا اليومية.


ومن وجهة نظري أن المؤمل من هذه الوسائل هو أن توفر لنا الوقت الذي يساعدنا على التركيز في العمل أو في أداء حق أسرنا علينا من الجلوس معهم، و الوقوف على حوائجهم.



ولكن للأسف....



أن هذه الوسائل ساعدت الكثير على توسيع وقت الفراغ لديه لمدة أكبر مما كانت عليه، ومما يضحك أن هذه الأوقات أصبحت لمتابعة التلفاز على أخر الأخبار، أو تصفح مواقع التواصل الاجتماعي لمتابعة الجيد والرديء، وكذلك من الغث والسمين، وأصبح هدفنا الوحيد هو البحث عن الترفيه والتسلية.



وتبعًا لهذا أصبحنا نحب الفريسة الجاهزة التي لا تعب فيها ولا جهد، ولا نريد أن نكلف أنفسنا بعض العناء للحصول على ما نبتغيه حتى من سفاسف الأمور، فإن وجدنا ما نريد بسهولة وبصورة مختصرة فالحمد لله، وإلا تركناها حتى لا نجهد أذهاننا!!



ولهذا فلي رسالة واحدة لمن يريد أن يفيد الناس، ويسعى في صناعة المحتوى الجيد، عليك بالإختصار، وتوليف ما تريد إيصاله في أصغر صورة ممكنة، ولا تكثر الحديث، فعصرنا يرفض الإطناب و التوطئة، ويحب الزبدة و الخلاصة، فإن شككت في ما أقول، فجرب ...... ولا تتعجب إذا وجدت الناس ينفرون من محتواك الثقيل وإن كانت الفائدة فيه كبيرة .


Join