عيدنا بطابع جديد
لا أدري من أين أبدأ وكيف أنتهي، شجون ومشاعر تختلج صدري، لا أعلم كيف أبثها ، ولا أستطيع أن أبقيها، تصارع الفكر والذهن، وتشتت الكلمات والجمل، لعلي أبدأ بما نحن فيه، فها هو رمضان يودعنا، عشنا فيه حكاية غريبة أشبه ما يكون بالخيال، صمنا رمضان و لم نزر المساجد، ولكننا أقمنا في كل بيت مسجد، صمنا رمضان ولم نجتمع مع أقاربنا، ولكننا لم ننساهم في دعائنا، كانت حكاية سيسطرها التاريخ، ولن تنساها البشرية، وستبقى خالدة في ذكرى من عاشها، وها نحن الآن نقبل على عيد الفطر، وكلنا متفائلين راجين أن يتقبل الله منا القيام والصيام وصالح الأعمال، أقبل العيد وكلنا أمل أن نعيشه بفرح وسرور.
صحيح أن هذا العيد سيكون عيدًا بطابع جديد، لم نعهده من قبل، بلا زيارات،ولا لقاءات، ولن يحضَ الأطفال بالعيديات التي كانت تنهال عليهم من كل حدب وصوب، ورغم هذا كله يجب أن نعلم أن الفرح بيوم العيد شعيرة من شعائر الدين، كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله " إظهار السرور في الأعياد من شعائر الدين"، فيجدر بنا أن نفرح فيه، ونسعد أسرنا ولو بالقليل.
كما يجب علينا أن نقدر هذه الخطوة الرشيدة المباركة من حكومتنا الرشيدة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهد الأمين محمد بن سلمان بن عبد العزيز، وأن إجراء الحظر الكامل في أيام عيد الفطر إنما هو لحفظ البلاد والعباد من كل مكروه.
في هذا العيد فقط، أرجوكم ألا نذكر كلمة "كرورنا" في معايداتنا، وألا نذكر حجم أسفنا وحزننا بعدم الخروج لمعايدة الأقارب و الأحباب، ولعلنا نستبدلها بكلمات الود والمحبة، وتبادل المشاعر الإيجابية لبعضنا البعض، و في الجانب الأسري فلا نبخل بالابتسامة، والبعد عن كل ما يثير الرتابة و الكآبة في يوم الأصل في الفرح والسرور و الجديد.
كما أنني أهيب بالجميع أن نعتني برسائل المعايدة، ولا نجعلها باردة لا تستساغ، فالكثير من الناس يكتب رسالة واحدة، ثم يقوم بإرسالها إلى الجن والإنس في وقت واحد، ثم يفتخر بعدها أنه أنجز هذه المهمة بسرعة غير مسبوقة، ولا يعلم أن الهدف الرئيسي من المعايدة هي بث الفرح والسرور للجميع، وليست كتابة القليل من الكلمات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، فيجدر بالجميع أن نعتني بها أشد الإعتناء، حتى نسعد بهذه المعايدة كل قريب و حبيب.
وفي الختام، أقول لكل صائم وقائم كل عام وأنت بخير وصحة وعافية ولا أزيد على قول الشاعر:
يا عيد عوُّد بالمسرة والهنا
زف التهاني للقريِّب والبعيد
للأهل والأصحاب وكافة ربعنا
والجار والخلان والطفل الولِيد