كسر جمود التلقين
خلال اول سنة دراسية بمرحلة الماجستير كان الحظ قد ساقنا لدراسة مقررين دراسية اول مره يتم فتحها وكانت مع أحد الدكاترة الجدد والذي لانعلم عنه شيئاً من قبل ( هذا في عرف الطلبة يعتبر شيئا من المغامرة!).
بدأ الفصل الدراسي الاول ودخلنا لأول محاضرة له بمنظور ترقب وفحص لما سيكون عليه الوضع حتى يتسنى لنا البحث عن مادة بديلة في حال ان المدرس والمادة لاتتناسب معنا. ولكن كانت المفاجأه ان هذا الدكتور سيقدم المادة بطريقة غير معتادة لنا، تجعل منا متعلمين ذاتيين ومشاركين في شروحات المادة اكثر من ان نتلقى منه، بالتالي المنهج نفسه عمقه يعتمد علينا وحتى اي حد نقدر نصل به، فنحن من سيتحدث ويشرح المواضيع لبعضنا. فلم يكن هناك اختبارات ورقية بل تقييم مستمر طوال الفصل من قبله للشروحات والمشاريع والاوراق العلمية القصيرة وتقييم الطلاب بعضهم لبعض كذلك.
ذكرني بالكتابه عن هذا الاسلوب مقال للكاتب د. عبدالله الأعرج بعنوان (حتى لاتكون الجامعة مدرسة كبيرة!)، حيث ان هذا الاسلوب لم يجعلنا تحت ضغط الخوف من الغلط وفقدان الدرجات، بل نمى لدينا مهارات عدة منها العمل الجماعي والتعلم الذاتي وقراءة الابحاث واساليب العرض والالقاء والتقييم، وجعلنا نتشرب المواضيع بسهولة. والأجمل اننا اثبتنا ان اتباع المدرس لاسلوب التوجيه والارشاد وان يكون مثل الميسر facilitator له اثر جيد علينا كمتعلمين ، فقد شارك كل الطلاب في كلا المادتين في يوم ابحاث الجامعة بملصقات علمية ناتجة من اعمال المادة، والحمد لله تيسر لنا ايضا ان نشرنا مشروع المادة كورقة علمية قصيرة بمؤتمر في التخصص.
لهذا السبب وضعت لنفسي هدف ان احاول اتباع اسلوب الميسر facilitator ان شاء الله في المواد التطبيقية العملية بعد العودة من الابتعاث ،وان اجعل الطالب ينتج علميا وينمي مهاراته مثل التعلم الذاتي والبحث والعرض والتقديم، لا ان يتم تلقينه فقط خصوصا في مجال هام وحيوي ومتغير مثل الحاسب وعلومه.