في حياتك لن تجد فرصة أن تتوقف كل الدنيا فجأة لفترة من الزمن .. ماذا ستفعل؟
ابدأ بنفسك
اليوم هو اليوم التاسع لي منذ اعتزلت الناس وهو يوم الثلاثاء الموافق 24 مارس 2020 وهو عام الكورونا الذي اجتاح العالم ..
اليوم أعلنت السعودية إصابة 205 شخص بوباء الكورونا وأعلنوا عن وفاة أول شخص وهو مقيم أفغاني ..
اليوم هو يوم استثنائي حيث أول وفاة بالسعودية بينما إحصائيات العالم حتى هذه اللحظة 396236
عدد الوفيات 17250
عدد المتعافين 103748
.
.
أما في السعودية فعدد الإصابات 767
عدد المتعافين 28
عدد الوفيات 1
.
.
مرت 24 ساعة على فرض حظر التجول في كافة أرجاء البلاد ..
الناس الآن استشعرت الخطر وأصبح عدم المصافحة سلوك شائع ..
الإبن لا يصافح الأب والأم ..
لا يقبل جبينهم وأياديهم ..
أصبح الزمن لا صلاة في المسجد ولا سلام وتقبيل لأب وأم
الكحول في كل بيت ( المعقمات )
ينهرك أباك لو ذهبت للمسجد
توبخك أمك لو سلمت عليها
من يخرج من البيت يعاقب .
المحلات مغلقة تماماً ما عدا الصيدليات والمستشفيات
سعر البترول أقل من 30 دولار
العالم ليس له إلا حديث واحد وعدو واحد .. هذا الفايروس اللعين
أقض المضاجع وأفزع البشر ..
كل الخيالات لهذا العام كان الناس يقولون سيكون هناك حرب بين أمريكا وإيران أو الصين سواء عسكرية أو تجارية
لم يكن هذا الفيروس الصيني في حسبان أي أحد
لم يتخيل أحد أنه سيحدث ما أحدث ..
نحن نعيش حلم ونحلم بواقع ..
نعود ليومنا ... أخذ الناس حولي في إعادة ترتيب أولوياتهم .. احتياجاتهم .. أعمالهم ..
كثير ممن أعرف في عالم الأعمال أثر الوباء عليهم في انعدام المبيعات وعليه يجب لهم دفع الرواتب .. فهم الآن مع احتمالية انهيار البزنس والإيفاء بالرواتب للموظفين إن لم ينقشع سريعاً ..
ماذا لو ذهب الوباء بوجود حل أو علاج له .
هل ستعود الأعمال في السعودية و العالم
هل سننجو وحدنا بسرعة والعالم يفتك به؟
ماذا لو حصل هذا السيناريو .. أصبح الوباء بشكل أقل لدينا تدريجيا بينما في أمريكا وهي عصب العالم الاقتصادي والسياسي تفشى أكثر وكذلك أوروبا ماذا سيحل بالبترول وسعر الدولار وتأثيره على الأعمال لدينا .
ماذا عن قطاعات السياحة والترفيه والطيران لدينا والتي بدأت بالانتعاش لدينا مع رؤية 2030 وانفتاحنا على العالم وللتو أنهينا موسم الرياض والدرعية والعلا وغيرها وكانت مبهرة بحق وتعطي أمل بالمستقبل لو استمر الحال ..
ماذا فعل بنا هذا الفيروس اللعين ... ماهي فترة التعافي لكل هذه القطاعات والبنى التحتية للمشاريع العملاقة ..
وهذه القطاعات مرتبط بها أعمال وموظفين ورواد أعمال تركوا اعمالهم للتفرغ لها وبعضهم بدأ للتو ..
ماذا عن القوة الشرائية لو قلت ماذا سيحل بقطاعات مثل المطاعم والمقاهي ومن في حكمها ..
نحن في مفترق طرق والأيام ستكشف الكثير ..
.
.
العزلة والمحجر لكثير من الناس
بعضهم يصور يومياته من شقته وكيف أعاد ترتيب حياته فيها.
بعضهم من بيته الذي اكتشف أنه لا يصلح للحياة
وبعضهم ذهب للمزرعة والتجأ بها
والبعض ذهب بعيداً حيث قريته الذي تذكرها في هذا الظرف
كل منهم لديه يومياته ... هناك من صنع له برنامج يومي
يقوم بعمل رياضة وتمارين منزلية
قراءة كتب متخصصة
تعلم لغة جديدة
مشاهدة أفلام وثائقية
مشاهدة مسلسلات وأفلام .
وهناك من قضاها يومياً يحاول يضيع وقته بدون هدف حيث لو التقيته في المستقبل ماذا أضاف لك الحجر ؟ سيقول فقط هو وقت مضى حاولت جاهداً لقطعه بالتسلية ,
بينما الحجر فرصة للتفكر للتأمل لتحقيق الأهداف والتخطيط ..
كم مرة وأنت في عز انشغالك قلت ليت أن الزمن وكل شي يتوقف ينتظرني أفكر وأعيد أولوياتي ؟ تحصل كثيراً لك .. ولكن عندما توقف .. لم تتوقف معه أنت وتعمل ما كنت تريد بل انشغلت بالأخبار ومتابعة العالم ونسيت نفسك .
ابدأ بنفسك .. لديك فرصة لأن تخطط ما تريد .. لديك فرصة للتأمل
ابدأ بنفسك الآن
شكراً لكم - عمر العريفي