ما هو الرابط بين 2006 و 2020 ؟


كورونا الأسهم

 


في بداية الألفية الجديدة كان استخدام الانترنت في السعودية بين من يحبون التقنية ومن هم متخصصين فيها وكذلك المنتديات ومواقع المحادثات والتعارف وغيرها وهذه تنحصر إلى حد ما في فئة الشباب ما عدا متابعة مواقع الأخبار والمنتديات السياسية خصوصا مع كثير من الاحداث السياسية وقتها سواء في أفغانستان والشيشان ومن ثم 11 سبتمبر والعراق وغيرها .. وخلال هذه الفترة ظهرت طفرة الأسهم وأصبح سوق الأسهم في ذلك الوقت حديث الناس قرابة عام 2003 وبهذ السبب والتداول الإلكتروني من خلال البنوك أصبحت متابعة الأسهم تطغى على حيز كبير من المستخدمين وبسبب الأرباح والوعود والطموح في الثراء أصبح كثير من غير مستخدمي الإنترنت يستخدمونه لغرض التداول وهم الأكبر سناً من الجيل الذي كان يستخدمه فاضطروا بدون رغبة لتعلم التداول من خلال الإنترنت وأخذهم للتصفح في المنتديات والمواقع ففتح لهم بحر آخر لم يفكروا فيه يوماً .. وبغض النظر عن سقوط الأسهم وما خلفته من ضحايا وخسائر إلا أنها كان لها الفضل في القضاء على كثير من الأمية في استخدام الانترنت ..

فالشخص الذي لم يكن يستخدم الكمبيوتر في الأربعينيات والخمسينات من عمره في 2004 وقت الأسهم اضطر لاستخدامها وتعلمها وأحبها وأصبحت تأخذ حيز من وقته وأصبح مواكب للزمن ..

لذلك تجده الآن في الخمسينات والستينات والسبعينات من عمره لديه آيباد، يستخدم جهاز ذكي ويتواصل بالوتساب ومواكب للزمن ..

الأسهم ساهمت إسهاماً كبيراً في إقبال الناس على الإنترنت وتعلمها وزيادة مستخدميها.

قبل يومين 26 مارس 2020 ترأس خادم الحرمين الشريفين قمة مجموعة العشرين G20  الافتراضية للحديث عن كورونا وتداعياته في العالم مع رؤساء أعظم عشرين دولة في العالم بالإضافة لعدد من الضيوف الدول وكانت القمة افتراضية ( أونلاين ) وهذا حدث نادر جداً ولأول مرة على هذا النطاق وسيعيد النظر في كثير من الاجتماعات بإمكانية انجازها واختصار الوقت والجهد والإنجاز ..

فما الذي سيخلفه فيروس كورونا بعد زواله بإذن الله :

برأيي هناك ثلاثة أشياء ستتغير بسرعة بعد أزمة كورونا وآلية التعامل معها سواء من المستهلكين/ العملاء أو التجار أو الجهات الرسمية وقبل كورونا كانت في اتجاه بسرعة معينة ولكن مع كورونا أصبحت تزداد اضطراراً  بسرعة صاروخية وهي :

  • التجارة الإلكترونية :

هي مزدهرة قبل كورونا بالتأكيد وأخذت حيز كبير من التجارة ولكن مع كورونا أصبحت ضرورة ملحة وأساس لذلك أصبحت هي الخيار الأول للتسوق بسبب إغلاق المتاجر وللطلب من التطبيقات بسبب تفادي الاختلاط والتزاحم.

وهي الخيار الأول للتاجر الذي أقفل متاجره بسبب قرار الإقفال للأسواق والمحلات لذلك نافذته الوحيدة أن يعرض بضاعته أونلاين ويوجه ميزانيته  التسويقية كاملة لصرفها أونلاين بعد ما كان متردداً أو غير مقتنع بالتجارة الإلكترونية أبداً. سيكون هناك تجار تقليديين بسبب الغغلاق سيجربون لتفادي الخسارة وستكون نافذة جيدة لهم للبيع وسيتغير رأيهم وربما يتغير نموذج العمل الخاص بهم. مهما كان من حملات توعية للتجار وغيرهم للتوجه للتجارة الإلكترونية. هذه الأزمة جعلتهم يجربونها اضطراراً.

  • التعليم الإلكتروني/ عن بعد:

كان لفترة من الزمن محل شد وجذب وآراء عن  مدى فاعليته وهل لدينا بنى تحتيه وهل سيتقبله الطلاب .. والتجارب وقياسها وهل تنطبق لدينا أم لا وآلاف الآراء والقرارات سواء لمتخذي القرار/ الطلاب أو الآباء أو الأمهات الذين يرون التعليم التقليدي أو العكس .. ولكن مع كورونا أصبح اضطراراً أن يكون التعليم من المنزل من خلال البرامج المتخصصة للتعليم الإلكتروني ولكل الصفوف ولكل الطلاب في المملكة وبدون معارضة من أحد لأنه ليس هناك حل آخر فأصبح الناس أمام أكبر تجربة عملية وليس رأي أو حالة في دولة أخرى .. بدون مقدمات كل الطلاب يدرسون أونلاين ... بداية مع عدم التقبل والارتباك ومن ثم التأقلم .. تغيرت وجهات نظر كثيرة جداً سواء من الطلاب أو المعلمين وحتى الآباء والأمهات والمسؤولين ..

أمامك تجربة عملية حية لم تكن تتخيلها لمعرفة مدى تأثيرها وجدواها ..

بعد تجربة التعليم الإلكتروني عن بعد هل سيكون حال التعليم قبل كورونا كما هو بعده ؟

 

  • العمل عن بعد:

في نفس الحالة لمعرفة مدى تأثير العمل عن بعد على الإنتاجية ومدى جدواه للشركات وصنع الولاء وبيئة العمل وغيرها كانت هذه آراء لو قلت لصاحب شركة لماذا لا يعمل كل الموظفين عن بعد ستجد إجابة مختلفة حسب الشركة وطبيعة عملها وكذلك بعض الجهات الحكومية ..

اليوم تقريباً كل الشركات الخاصة تعمل عن بعد وكذلك الجهات الحكومية على أغلبها .. هناك شركات زادت إنتاجيتها في العمل عن بعد وتغيرت وجهة نظرها في وجود بيئة عمل مكلفة ووو

وهناك جهات تفاجأت من سير العمل بالرغم من عدم وجود مكاتب  ..

وهناك شركات لم يتناسب معها الوضع لطبيعة عملها .

ولكن كثير من رواد الأعمال والشركات التي تعتمد على الخدمات والعمل المكتبي في أغلبه تغيرت وجهات نظرها عن العمل وإنجازه وهذا بكل تأكيد سيكون بعد كورونا مختلف ..

سيؤثر أيضاً على المباني المخصصة للمكاتب وأحجامها بالنسبة للشركات لاعتمادهم على جزء من الموظفين للعمل من المنزل ومن أي مكان ..

هل طريقة العمل قبل كورونا ستكون كما هي بعد كورونا؟

كورونا أفضل دافع للتغيير

في الختام هنا أبيات للشاعر إيليا أبوماضي :

إِذا الأَمسُ لَم يَرجِع فَإِنَّ لَنا غَداً
نُضيءُ بِهِ الدُنيا وَنَملَءُها حَمدا
وَتُلبِسُنا في اللَيلِ آفاقُهُ سَناً
وَتَنشُرُنا في الفَجرِ أَنسامُهُ نَدّا
فَإِنَّ نُفوسَ العُربِ كَالشُهبِ تَنطَوي
وَتَخفى وَلَكِن لَيسَ تَبلى وَلا تَصدا
وَمِثلُ اللَآلي لا يَخيسُ جَمالُها
وَإِن هِيَ لَم تُرصَف وَلَم تَنتَظِم عَقدا
إِذا اِختَلَفَت رَأياً فَما اِختَلَفَت هَوىً
أَوِ اِقتَرَفَت سَعياً فَما اِفتَرَقَت قَصدا

شكراً لكم - عمر العريفي


Join