10 أمور سأقولها لنفسي لو عُدْت أصغر بعشرة أعوام..!!

في الثلاثين من العمر ستدرك أنه لا شيء يستحوذ عليك إلا حين تسمح له، ستعرف جيدًا مساحتك الحقيقية، قدراتك الهائلة..

ليس ثمة ما يمنع وقوفنا لبرهةٍ نتأمل ما مضى فيه من حياتنا، من أيامٍ وآلامٍ وأحلام..

وما عشناه بين أفراحٍ وأتراح، بين إقحام واجتياح، بين سكوتٍ وإفصاحٍ..


منذ عام، وقفت عند سؤالٍ عرضه أحد الأصدقاء:


لو عُدَتَ صغيرًا؛ ماذا ستقول لنفسك؟


ذُهلت لبرهة، وأُلجمت الكلمات في صدري، ولم أعرف حينها ماذا سأقول، وأظن بأني استغرقت عامًا ونيّف لأستجمع قواي الشعورية، وانظر بعين المتأمل لكل ما كان في حياتي، وأكتب لنفسي وأنا في عقدي الثالث من العمر –حفظني الله وأمدّ في عمري وعافيتي في طاعته- ..

في الثلاثين من العمر ستدرك أنه لا شيء يستحوذ عليك إلا حين تسمح له، ستعرف جيدًا مساحتك الحقيقية، قدراتك الهائلة، واتساع المدى أمام تحقيق أحلامك، سترى في ذاتك معجزة..


كل ما مضى من القلق المتنامي في مطلع العشرين من العمر، من المسارات التي تلوح لك من بعيد لتقع في شراكها، التخصصات التي تعصر خلايا عقلك وأنت تنظر لأي طريقٍ تسلك، الخيارات والتي تبدو لك كارثية ومصيرية لأنك لم تعتد خوضها بمفردك..

ربّما ما سأقوله الآن لنفسي، هو ما كنت بحاجةٍ لمعرفته، وربما لم أكن لأدركه لو لم اختبره بنفسي وأعيشه، لن أقول بأنني لم أكن راضيةً عمّا كنته في العشرينات من عمري، لكن اجتزته بكثير من الضحك والجنون والقلق اللامتناهي..


سأوجز رسالتي لنفسي ولمن قد يهتم في عشرة نقاط:

لا يقتلك وهم المثالية..

1. في كل لحظة، خذ نفسًا عميقًا، فربما ستقرر لنفسك أمورًا وتجزم صوابها؛

ولكن ستدرك أن تلاشيها وربما انزلاقك نحو غيرها كان هو الخيار الأفضل على الإطلاق.

2. لا تقلق بشأن الغد كثيرًا، لا تقتلك فكرة أن الفرص غير قابلة للتكرار، والتعويض، فالفرص تحدث في كل لحظة طالما لم تترك اليأس يلتهمك، لا تكفّ عن المحاولة.

إن تعثرت قُم وحاول مجددًا. لا يقتلك وهم المثالية، لا يشتتك ضرورة أن يكون لك شغف، لا تستهلكك فكرة أن تبحث لك عن رسالة يجب أن تتركها خلفك، فالمثالية نقص، والشغف موجود، والرسالة ستظهر حالما تعرف نفسك، وماذا تريد.؟!

3. النجاحات الكبيرة هي عملية تراكمية لكثير من الخطوات الناجحة والصغيرة، لذا ادرس الخطوات الصغيرة جيدًا فهي ما ستقودك نحو نجاحات مبهرة وكبيرة.

لا تترك نفسك ضمن الخطط العشوائية فالطريق يحتاج للتركيز والفهم والتحليل. ولا تتوانى أبدًا عن استشارة من هم أكبر وأسبق منك، فهم أعلم بالطريق منك، وربما كلمة كانت ستختصر عمرًا طويلاً من المحاولات الضائعة.

4. لا تخبر أحدًا بخططك وأحلامك وآمالك، فكل الذين أخبرتهم وحذروني منها ها هم يتنعمون بتحقيق أحلامي ويتباهون أنهم أقدموا وجازفوا ليلمّعوا لأنفسهم سرقتها..

ربما سيشعرك هذا ببعض الأسى؛ لكن تحلّى بالذكاء مثلي، ربما أنا أخطأت حين أفصحت، ولكن مالم يعلموه أنه كان بجعبتي الكثير من الخطط والأحلام لأتخطاهم وأتجاوز طريقهم. وهذه ستقودنا للنقطة الخامسة.

كن أنت الأفضل في كل شيء

5. لا تحصر حياتك تحت مسمى واحد، وشغف وحيد، وطريق واحد، وخطة واحدة، وصديق واحد، هذا خطأ كبير ترتكبه في حق نفسك وحياتك.

إن لم تستطع أن تكون طبيبًا كما كنتُ أحلم أنا ذات يوم، كن أكاديميًّا، كن كاتبًا، كن مهندسًا، أو صاحب مشروع، أو حرفة،

لا تختزل حياتك وحدها في الدراسة، انظر لما تملك بين يديك واهتم به.

6. وددت لو أنني قرأتُ أكثر مما كنت أفعل، ضحكت أكثر مما كنت أفعل، ركضت دون أن يحملني القلق على طيّ الساعات والدقائق وأنا أحاول حشوها بأي شيء لتنقضي.. وددتُ لو أنني رقصتُ تحت المطر*، عشت اللحظات أكثر، وددت لو اني تطوعت في مجالات مختلفة،أو تعلّمت لغة أخرى أجنبية مع الإنجليزية.

* فعلتها وأنا في الثلاثين.. انتصار متأخر ولكنه انتصار..!!

7. وددت لو التصقت بعائلتي أكثر، بأختي وأخي وأبي وأمي، وددت لو جلست مطولاً بين يدي جدتي ذات التسعون عامًا وهي تحكي لنا قصص حياتها، فالموت قد أخذ جدتي، وسرق أبي واختطف أختي أمام عيني قبل عامٍ ونصف-رحمهم الله جميعهم-..


لذا أقول لك: التصق بمن تحبهم ويحبوك، بعائلتك أولاً، لا تغضب منهم، ومن قسوتهم أحيانًا عليك، فستفهم لاحقًا أنها كانت لأجلك.

8. حين تنجح شارك من تحبهم فرحتك، وحين تفشل شارك من يحبك فشلك فلن تجد داعمًا وممسكًا بيدك سوى من يحبك بصدق، وأولهم والديك وإخوتك بلا شك.

ومن الذوق واللطف ألا تتباهى بنجاحك عند آخر فَقَدَ حلمه أو آخر تاه عن طريقه وتعثر، وإياك أن تستصغر أحدًا، أو تهين أحلامه، كن رؤوفًا مُحسنًا ولا تتردد عن تقديم المساعدة.

9. من الجيد ألا ترهق نفسك بكثرة الأصدقاء، انتقِ الأصدقاء والبقية اجعلهم معارف بينك وبينهم صلة طيبة، استأثر بوقتك للمهم والأهم.. واجعل لكل صديقٍ حديثه وأسراره وأحلامه وأفكاره.

وعلى الهامش أقول لك أيضًا: من الجميل أن يكون قلبك كبير وصدرك متسع، لكن تعلم أن تقول: لا، حين لا تستطيع، لا تجامل على حساب نفسك، ولا تكن وقحًا كذلك، بل ابتغِ بين ذلك سبيلاً.

10. لا تعلق بالعلاقات المؤذية، تخفف منها قدر ما تستطيع، زِن نفسك فليست أي علاقة أنت تستحقها، كن أنت الأفضل في كل شيء، فالصداقة مستمرة، والحب موجود، والقطار لن يتوقف، والزواج طريق ولكنه ليس كل الرحلة.

اختر شريكك بعناية فأنت ستعيش معه عمرًا ، فاختره كما تحبه أن يختارك.

كونوا بخير وسعادة وحلم لا يذبل ويقين بأن الغد أفضل، والحياة هبة تستحق الحياة..

     ربما في الأربعين من عمري سأعود لأكتب لنفسي ما سأكتشفه هناك.

                                    - بحول الله وقوته-.

Join