في الحُبِّ رسائل

أعرفني ولا أعرفها، لا من شيءٍ إلا لأنها تعرفني وأعرفها.. تتكلم ساكتةً وأرد عليها بسكوتي. صمتٌ ضائعٌ كالعبث ولكن له في القلبين عمل كلامٍ طويل ..

*مصطفى صادق الرافعي, أوراق الورد

كم على هذا العالم المدجج بالفراغ أن يملأ رأسي بكل هذا العبء من التفكير دون أن يكترث..!!




كم على هذا العالم المتغير أن يُسقط الأصنام حولي؛ ليترك لك المساحة ويهبك الحقيقة والاعتقاد..!!

 في الحب رسائل-صفاء عباس

حينما وقعت بين يدي "أرواق الورد" للرافعي، اختلجتني تلك الخفقة التي تغير نمط النبض بعدها.. منذ بدأت بأول رسالة فيه وحتى انتهيت، وأنا أحدث نبضي: أجل، هذا ممكن.. إنه حقيقي.. أن يحدث هذا منذ زمن ليس ببعيد جدًا.. أن يُتيم قلب أحدهم بآخر ويظل يكتم هذا الحب ويراوده.. أن يغرق بحُبه حتى لا يكاد يعرفها أو يعرف نفسه.. ” أعرفني ولا أعرفها، لا من شيءٍ إلا لأنها تعرفني وأعرفها.. تتكلم ساكتةً وأرد عليها بسكوتي. صمتٌ ضائعٌ كالعبث ولكن له في القلبين عمل كلامٍ طويل .." *مصطفى صادق الرافعي, أوراق الورد


بَيْدَ أن الرافعي كان محظوظًا على أقل تقدير، فقد كان يعرف لمن يكتب وعمن؟ وإن اختلفت الأقاويل والروايات.. ففي قلبه كانت هي وحدها مُلهمته، كانت وحيه، قَولُه، صمته العابث، ونبضه الهادر.

ولكن رسائلي كانت أقل حظوةً منه، حيث لا عناوين بريدية، ولا شخوص تسكن النبض، لا ثمة غير أشباح تخايلت في مرآة قلبي، واستلهمت فكري، فكتبتُ رسائلي..


العشرون من شباط | 2016 : من هنا بدأت؛ مكثتُ الليالي والأصباح أكتب؛ لا لأحد، سوى لشعورٍ تنامى بقلبي وقت السَحَر وانههمر..

استفز القمر أمواجه بين مدٍ وجزر.. وأيقظت الأطيار هجعته، فأقامت نهاره وأطالت هجيره.

كتبتُ الرسائل من وحي القمر استهلالاً واستكمالاً، ثم نقصانًا واختفاءًا.. هكذا كانت رسائلي متقلبة، متموجة، مستفِزة، قلِقة..!!

تنام تارةً في دعة، وتارةً تفور فزِعة، هادئة مسالمة وأخرى صاخبةً شرِسة، وجهها حقيقي وإن اختلفت تعابيره، فهي صادقة إلى حدّ الوهم..!!



رسائل تختصر الأسى، وتستطيل بشعور الحُب حتى يبلغ عنان السماء، لا منتصف لها ولا إنصاف..

ستلتهمك دون أن تكترث بأحكامك المسبقة، ولا بأوهامك وأشجانك، أو حتى انتصاراتك التي تزهو بها..!!


وفي الثامن والعشرون من تشرين الثاني | 2017 :

كانت قد اكتمل نصابها، واجتمعت بين دفتي كتاب، أسميتها:

“في الحُب رسائل”..

حيث رسائل بلا وجهة، وبلا ملامح، ولا جغرافية..

ستحتل ذاكرتك، ولن تدعك تمضي دون أن تستفز السؤال بصدرك: لِـمن دور البطولة.؟!


لا تبحث ولا تُدقق، فأنا سأختصر الجواب عليك، لأنني وحدي كنت القضية، المعركة، الجولة، الهزيمة والبطولة في آن..

هناك حيث استتر الشوق بالظلمة، وغفت تحت السماء مآربه..

صفاء عبًّاس
الكتاب من منشورات دار الخيال:

http://daralkhayal.com/


ويمكنكم طلب الكتاب، والتوصيل كافة أنحاء العالم عبر جملون، من الرابط التالي:

http://jamalon.com/ar/catalog/product/view/id/36911501


Join