لا تشبه أحدًا..!!

إنها لا تشبه أحدًا بالتأكيد..!!

بتعابير جامدة على وجهها تفتعل كل القصص التافهة والسامجة والتي نضحك عليها حد الإغماء.. وأنا أضحك فيها مرتين، مرةً حين أحاول الربط بين ملامح وجهها وبين ما تحكيه بظرافةٍ لا تعقل..!!

إنها البريئة جدًا حد التوحش، المتسامحة جدًا حد البلاهة..

إنها التي تخطئ دائمًا وتعترف لكن بلا اعتذار، فمعجمها اللغوي لا يعرف كلمة ( الأسف)، لأنها لا تمل من خوض المغامرات، وتكرار الأخطاء بنسب تفضيلية أكثر في كل مرة..

معها؛ اليوم لا يشبه الأمس، ويستحيل أن يتكرر في الغد، فهي كل يوم مختلفة، في كل شيء،

حتى في تسريحة شعرها الغجري..

فأحياناً تتركه منسدلاً لينافس الأشجار في تشابكه وغجريته، وأحيانًا تحن لجديلتين تبقيه أنيقًا وطفوليًا ومهذبًا..

هي حين تراسلني، تكتب لي كل شيء، حتى همهمة الصمت.. 

وحين نجلس معًا حقيقةً تنسى كل الكلام وتظل تحدّق فيّ، لا أعتب على هذا فلربما قد صدق الذين قالوا: أن الصديق مرآة لصديقه، وربما صديقتي آمنت بهذا..!!

ما يهم أنني تعلمت حين أجلس معها أن أجيئ بحكاياتي كصنارة وألقي بالطعم وابتديء الكلام، واصطاد كل الكلام العالق في جوفها.. 

شهيتها للحياة مفتوحة، فالمغامرة معها لا تتوقف، والضحك معها لا يعرف معنى الكفاف..فنحن نضحك على كل شيء..

وحين تعصرنا الحياة فهي قويةٌ لا تبكي، تبتلع الحزن بشهيةٍ مفتوحة أيضًا..

أما حين أبكي أنا؛ فهي تبكي ملء عيونها وقلبها، ولا تكف الدمع حتى أكف..!!

وحين أشكوها عن مشاجرةٍ أو خصامٍ أو موقفٍ أزعجني فهي تغضب أكثر مني، لدرجة أنني أنسى حنقي وأهدئ انفعالها..!!

بالمناسبة، نحن نتشاجر دائمًا، ونضحك بعدها، نغضب ونغيب عن بعضنا ويعيدنا حديث عابر ..

نحذف أرقام هواتفنا، ونضع البلوك على حساباتنا في السوشال ميديا ويعيدنا لبعضنا سؤال تافه..!!

لا نحتاج إلى خطابات اعتذار، فأشواقنا لبعضنا تحكينا، ولحظاتنا العزيزة معًا تشفع لنا..

تتصل بي بعد غياب، لا أميّز رقمها، وبكل تهكم، تقول: ألم تعرفيني؟ أجيب بكل بلاهةٍ وصدق: لا، من أنتِ؟ فتجيب: أنا صديقتك التي صفعتها ببلوك..!!

فننفجر ضحكًا من هذا الوصف، ونسرد حكاياتنا الممتدة رغم الغياب.. والانقطاع..