موجز كتاب “كيف تقيس حياتك”

يقدم كتاب (كيف تقيس حياتك للكاتب كلايتون كريستينسن) نصائح حياتية في العلاقات والمهن والأخلاق وذلك بمنطق رجل الأعمال.

دائماً ما يركز الناجحون في جوانب معينة من حياتهم على ما نجحوا فيه بشكل كبير جدًا لدرجة أنهم يهملون أنفسهم وعائلاتهم وعلاقاتهم الاجتماعية. ويندمون لاحقًا على ذلك. الكاتب هنا سلط الضوء على هذا الجانب وقدم بعض النصائح المهمة لتصحيح المسار.

١- مالذي يحفزنا؟

كيف نشعر بالرضى عن ما نعمل؟
هناك عاملين أساسيين للتحفيز:

  • عامل خارجي ( المال، المنصب، الأمان الوضيفي، ….) وعندما يغيب هذا العامل فأننا لا نشعر بالرضى.

  • عامل داخلي (التحدي الذاتي، المسؤلية، تطوير الذات، …) ودائمًا ما نشعر بالرضى عن ما نعمل إذا كانت دوافعنا ذاتية.

اسأل نفسك: هل هذا العمل مهم بالنسبة لي؟ هل هذه الوظيفة ستمنحني فرصة للتطور؟ هل سأتعلم شيء جديدًا؟ هل ستكون هناك أي فرصة للتقدير والإنجاز؟ هل سأكلف بمسؤليات؟
هذه هي الأمور التي سوف تحفزك فعليًا.

٢- التوازن بين الحسابات والمصادفة.

عليك أن توازن السعي بين الطموحات والاهداف من خلال انتهاز الفرص غير المتوقعة. الحياة لن تتبع خطتك الخمسية. إبقى مفتوح العينين على ما الفرص الجديدة. خطط، جرب، عدل.

إن نجاح الخطة الإستراتيجية من أول مرة هو أمر شبه مستحيل. لذا هناك ما يسمى بالاستراتيجية المعتمدة والاستراتيجية الطارئة. كن مستعدًا للتغيير، التحول، التعديل على الاستراتيجية المعتمدة. وإن لم تفعل والتزمت بالاستراتيجية بها بشكل صارم، ستفوتك الكثير من الفرص.

٣- الاستراتيجية ليست ما تقول.

أنت تمتلك عدد محدود من الموارد (وقت، مال، طاقة، …) إن طريقة تخصيصك للموارد هي نقطة المحك.

إن إستراتيجيتك ينبغي أن تحدد كيف تستهلك هذه الموارد بشكل يومي. لكي تعرف ما هي استراتيجيتك،

يجب أن تراقب وتعرف أين تذهب كل هذه الموارد.

قد تكون وضعت إستراتيجية تتمحور حول العائلة أولًا ولكنك تنفق أغلب مواردك (وقت، طاقة، …) في العمل. أنت هنا في الحقيقة وضعت العمل أولًا، ولم تلتزم بالإستراتيجية.

٤- دقات الساعة.

علاقتك مع أسرتك وأصدقائك المقربين ستكون أهم مصادر السعادة في حياتك. استثمر في علاقاتك معهم. قد بيدو كل شيء على ما يرام في نظرك، ستميل إلى الاعتقاد أنه بإمكانك عدم القلق بشأن الاستثمار في هذه العلاقات، وسيكون هذا الاعتقاد خطأ فادحًا، فعندما تظهر المشكلات سيكون قد فات أوان إصلاحها.

العمل قد يكون أكثر إلحاحًا وطلبًا من العائلة، وعوائده قد تبدو أسرع من العائلة. ونادرًا ما ترفع العائلة نداء الاستغاثة للاستحواذ على اهتمامك، لذا تبدأ بالتفكير أن الأمور تسير بالشكل الطبيعي وتبدأ بالتركيز على العمل أكثر، ومن هنا تظهر المشكلات.

  •  ستتعرض دائمًا لإغراء استثمار مواردك في مكان آخر في أمور تقدم عائدًا فوريًا.

  • نادرًا ما سيطلب منك أفراد أسرتك والأصدقاء الاهتمام بشكل علني. فهم يحبونك ويرغبون في دعمك مهنيًا أيضًا.

٥- ما المهمة التي وظفت مخفوق الحليب من أجلها (مالذي يهم الطرف الآخر)؟

كثيرًا ما نفكر في ما سنحصل عليه من الطرف الآخر (زوجة، أقارب، أصدقاء..) عوضًا عن التفكير فيما يهمه وما يحتاجه.

ما العمل التي يفترض بك فعله، ومالذي يتوقعه منك الطرف الآخر؟ ماذا يحتاج منك أولادك؟

٦- الإبحار بأطفالك على متن سفينة ثيسيوس.

ما هي المصادر والمهام والأولويات التي سيحتاجها أطفالك بالمستقبل.

  • المصادر هي الأمور المالية والمواد اللازمة والوقت والطاقة والعلم والعلاقات.

  • المهام هي ما سيفعله الاطفال بتلك المصادر. ما سينتجهونه وما سيحققونه بها. كيف سيحلون المشاكل، كيف سيسألون الاسئلة، كيف سيعملون مع الآخرين.

  • الأولويات تحدد كيف سيتخذ الأطفال القرارات المهمة في الحياة. ما هي الأشياء التي ستحتل أولى المهام لديهم.

قد يغرق الآباء أطفالهم بالمصادر العديدة ويحرصون على تعليمهم العديد من الأمور، بينما ما يحتاجهونه هو تعلم كيف يقومون بالمهام. في هذه الحالة من المهم السماح لهم بتحمل المسؤلية، وإعطائهم الفرصة لحل المشكلات بأنفسهم عوضًا عن التركيز على تغذيتهم بالمصادر.

يتعلم الأطفال عندما يكونون مستعدين للتعلم، ليس عندما تكون أنت مستعدًا لتعليمهم، وإذا لم تكن معهم عند مواجهتهم تحديات الحياة فإنك تفوت على نفسك فرصة مهمة لتشكيل أولوياتهم وحياتهم.

٧- مدرسة الخبرة.

مساعدة الأطفال على معرفة كيفية الاضطلاع بالمهام الصعبة تعد من أهم أدوارك كوالد. يكون من ضروريًا إعدادهم لمواجهة التحديات التي ستلقيها الحياة في طريقهم.

التحديات التي يواجهها الأطفال تحقق هدفًا مهمًا يتمثل في مساعدتهم على تحسين الإمكانات الضرورية للنجاح في حياتهم وتطويرها (التعامل مع مدرس صعب المراس، الفشل في أحد الرياضات، تعمل نلتعامل مع التركيبة المعقدة للزملاء في المدرسة…) كلها أمور تصبح بمثابة “دورات” في مدرسة التجربة . نعلم أن الأشخاص الذين فشلوا في وظائفهم لم يكن السبب وراء ذلك هو أنهم بفطرتهم عاجزون عن النجاح، بل يرجع إلى أن تجاربهم لم تؤهلهم لتحديات تلك الوظيفة.

فكر حول ما ينبغي لأطفالك تعلمه من التجارب التي ستحدث لهم. وكيف أنها ستساعدهم على التعلم عن طريق ما يفعلونه (المهام) بدلًا من التعلم عن طريق التلقين (المصادر).

٨-  اليد الخفية داخل الأسرة.

الثقافة. قرر بوضوح شديد ما هي ثقافة العائلة. إن الثقافة التي تصنعها داخل الأسرة هي المسؤلة بشكل كامل عن ما سيكونون عليه أطفالك مستقبلًا. ستكون هي المرشد لهم في الحياة، ستمكنهم من فعل الأشياء الصحيحة بأنفسهم وبدون تدخلك. الثقافة تُصنع من الأشياء اليومية البسيطة في حياتكم.

٩- هذه المرة فقط.

فخ التفكير الهامشي.

لا تأتي القرارات الخاطئة مصحوبة بتحذيرات، إن الطريق للجحيم لا يوجد عليه لافتات تحذر منه. معظمنا سيواجه مجموعة من القرارات اليومية الصغيرة التي نادرًا ما تكون محفوفة بمخاطر كبيرة، ومع مرور الوقت، يمكن أن تؤدي هذه القرارات إلى تأثيرات كبيرة جدًا.

الطريقة الوحيدة لتجنب عواقب التنازلات الأخلاقية المزعجة في حياتك هي ألا تبدأ فيها بالمقام الأول.

قرر وحدد ما هي معاييرك الأخلاقية، والتزم بها طوال عمرك. كن صارمًا في تطبيق معاييرك الأخلاقية.

Join