مقتطفات من كتاب تأسيس عقلية الطفل. لعبد الكريم بكار
يحتاج المربي إلى أمرين مهمين:
1- تعلم الأساليب والممارسات الصحيحة في تربية الأبناء وأن يكونوا قدوة بالفعل وليس بالقول.
2- معرفة عدد جيد من المفاهيم والرؤى التي تتصل بجوانب الحياة المختلفة مما يوجه السلوك ونظم ردود الأفعال ويصوغ التوجهات العامة للأبناء.قسم الكتاب إلى قسمين:
1- توطئة حول استجابة الدماغ للتعلم والتدريب, وحول أهمية القراءة في ذلك. كما يتضمن موجز عن وعي الطفل بذاته وبعض المفاهيم.
2-الطفل المفكر. وأنواع التفكير وتكوين المفاهيم.
القسم الأول:
الحوار مع الأطفال وتشجيعهم على القراءة وزيارة المكتبات والمعارض والمتاحف وغيرها وشرح ما يصعب عليهم فهمه واستيعابه وتوفر ألعاب الذكاء لديهم كل هذا يساعدهم على امتلاك القدرات الذهنية الجيدة والحصول على قدرات ذهنية جديدة.
إن علاقة القراءة واصطحاب الكتاب وعلاقتها بالذكاء والتفوق والنهوض, علاقة وثيقة. حيث أن المعلومات والحقائق تشكل جوهر الذكاء الإنساني, فالجاهل بقضية من القضايا مهما كان متفوقاً في إمكانياته الذهنية يبدو أشبه بأبله حين يتحدث فيها, وذلك أن العقل البشري لا يملك إمكانيات كبيرة على توليد المعلومات بسبب أن وظيفته الأساسية تتمثل في الانشغال على المعلومات المتوفرة.
القراءة هي أقوى وسائل النمو الفكري حيوية ولهذا فإننا في حاجة إلى أن نجعلها في أعلى سلم أولوياتنا التربوية والتعليمية.
يجب إدانة الخطأ وليس الشخصية.
يجب على الأسرة أن تشجع ثقافة الاعتراف بالخطأ والاعتذار منه ومحاولة اصلاح الأمر. وأول من يجب أن يطبق هذا الأمر هما الوالدان.
يجب أن يكون أسلوب المصارحة والمفاتحة أسلوبًا أساسيًا في التعامل مع أفراد الأسرة.
لا ينبغي أن تكون عقوبة الأهل لأبنائهم شديدة وقاسية, وإلا دفعهم إلى ستر الخطأ والوقوع بالكذب.
الآباء مطالبون بأن يدربوا الأبناء على أداء الأعمال الشاقة, حيث يحب أن يعرفوا أن الحياة ليست سهلة فهناك التزامات داخل الأسرة وعلى الأبناء القيام ببعض الواجبات المنزلية. وفي المدرسة يجب أن يتم إشعار الأطفال بجدية الدراسة وأن النجاح بتفوق ليس سهلاً, أما الدرجات التامة وشبه التامة فلا ينالها إلا الطلاب شديدوا التميز وكل هذا من أجل تميلك الصغار عادات بذل الجهد الفائق. من يدرسون في مدرسة جادة يتعلمون الجدية ويكونون جادين في أعمالهم فيما بعد.
كل شيء إذا همش ضمر, العضلات, الضمير, الذاكرة والخيال, القراءة.. وإعمال العقل هو الحل.
القسم الثاني:
في هذا العصر الجديد, يلعب دور الجهد الذهني والمعرفي الدور الأكبر على حساب الجهد العضلي البدني, فالنفوذ اليوم وغدًا لصالح أولئك الذين يعرفون أكثر, ويفكرون بطريقة أسلم.
يحتاج الصغار إلى من يدربهم على الصبر والأناة في جمع المعلومات قبل إصدار الأحكام.
يجب تشجيع الأطفال على أن تكون لهم رؤيتهم الشخصية فيما يدور حولهم من أحداث.
يجب إنارة عقول الأطفال عن طريق مساعدتهم على طرح الأسئلة والتأمل وتقديم المقترحات.
ليس المطلوب في هذا العصر الحديث, القراءة والكتابة والحساب فقط كما كان عليه الزمن السابق, وإنما المطلوب من الجيل الجديد أن يملك مهارات الاتصال والتقويم والتفكير الحاسم واستراتيجيات حل المشكلات ومهارات التنظيم والرجوع إلى المصادر واتخاذ القرارات في خالة وجود معلومات غير كافية, بالإضافة إلى القدرة على التعلم الذاتي.
يجب إعطاء الطفل الأمان والحرية في طرح الآراء واتخاذ القرارات, وعدم اصدار الأحكام عليهم كوصمهم بالغباء وعدم الفهم أو عدم امتلاك الأهلية للنجاح.
المبدعون قليلون في المجتمع, فهم باعتبار ما -غرباء عنه- ولم يكونوا غرباء إلا لأنهم يسلكون سلوكيات ويقومون بأنشطة ويطرحون فروضًا مختلفة عما لدى السواد الأعظم من الناس.
يحتاج الأطفال إلى امتلاك الرؤية النقدية, وامتلاك القدرة على ممارسة النقد. النقد يعني قيام الناقد بتقويم الأفكار والأحداث والسلوكيات.
التفكير النقدي نشاط ذهني راقٍ جدًا. بل هو أرقى أنواع التفكير لأنه يتطلب معرفة بالموضوع الذي نفكر فيه, كما يتطلب تخيلًا جيدًا لعناصره, بالإضافة إلى الوعي بالمبادئ والمعايير.
إن مجتمعنا وموروثنا الشعبي يفضل الطفل الصامت الممتثل المطيع على الطفل الناقد والمعترض والمدافع عن وجهة نظره, حيث ينظرون إلى النقد الذي يمارسه على أن نوع من الوقاحة أو تجاوز لحدود الأدب.
إننا بتعليمنا الأطفال أصول النقد وآدابه, نكون فد قدمنا لهم الحماية من التقليد الأعمى, ومخاطر الاستسلام للأوضاع السيئة كما نكون قد هيأناهم ليقوموا بدور إصلاحي نافع للمستقبل.
إذا أردنا أن ندعم الملكة النقدية لدى الطفل, فإن علينا أن نحرضه على طرح الأسئلة حول ما يسمع ويشعر.
فيما يخص المفاهيم, يجب الحرص على تنمية المفاهيم التالية:
1- مفهوم الحوار.
2- مفهوم الحكم على الأشياء بالشكل الصحيح.
3- الصداقة.قصور المفاهيم هو القاسم المشترك بين كل الشعوب المتخلفة.
صناعة المفاهيم هو عمل فلسفي أصيل وتتطلب الكثير من التفتح الذهني والكثير من الدقة والإتقان.
ليس كل كافر عدو وليس كل قريب صديقًا.