صمتًا
نحن نتعامل مع مصائبنا بالصمت -سواءً أكانت مشكلة صغيرةً أم مصيبة كبيرة-، صمَت الجميع حتى أُثقلت الصدور وصار أدنى ما يفجّرها، أي لحظة تافهة تُستغل للتنفيس عن الصمت العارم الذي يكتنز هذه الصدور الهشة ولا أحد يجرؤ على البوح بما يغلي بداخله، والذي ربما تقول أنه لو باح به لهان الأمر واستُصغِر ولوجد الشاكي المعونة لتخطيه، ولكن هذا ما تعتقده أنت عزيزي القارئ!
لأننا هنا حين نبوح فلن نجد سوى اللوم و”زيادة الطين بلة”، ستتمنى أنك لم تبح بما اختلج في صدرك ولو اختنقت به لكان أهون عليك من الحديث الذي لم يجلب لك سوى الندم.
الرابع عشر من نوفمبر،
العاشرة والنصف مساءً؛
أشعر بتعب شديد وأريد الذهاب في رحلة إلى مدينة ساحلية هادئة معتدلة الجو نهارًا، وباردةً ليلًا. أريد الذهاب صامتةً لوحدي فترةً من الزمان حتى أتأمل كل ما يحوم حولي وأعيد اكتشاف نفسي، أو بالأصح حتى أجد نفسي التي تاهت في معابر هذه الحياة الفانية والتي لم أعش ولا نصف عمري فيها لأجلي.
الأول من ديسمبر؛
الثانية ظهرًا؛
ما زلت أريد الذهاب، ولكني هذه المرة أريد التحدث، تبًا للصمت!
ع. ز.