كنت أتمشى في إحدى شوارع مدينة مادبا , بالقرب من دوار البلدية , بعد ان ركنت سيارتي في مكان بعيد متلافياً أزمة المرور . كنت ذاهب في طريقي الى عيادة الطبيب حتى انهي ماتبقى لدي من زيارات . و للأسف الشديد صعقتني اللوحة المعلقة على باب العيادة بأن الطبيب مسافر و سيعود بعد عدة أيام ..

خرجت من المجمع تحت اشعة الشمس الحارقة على أمل ان اجد مكاناً اجلس فيه و احتسي عصيراً بارداً أو علبه مياه معدنية , لمحت في طريقي لوحة كتب عليها “ تذوقوا جديدنا قهوة على الرمل و الفخار !” 

وقفت لأجرب آخر ما توصلت اليه براءات الإختراع لدينا , و مشيت الى ان وصلت المنطقة السياحية و هناك وجدت عدداً قليلاً من السياح قادمين الى منطقة الكنائس القديمة, طعم القهوة رديء جداً لا ادري هل المشكلة من القهوة ذاتها أم من كوب الفخار الذي يحتوي على قهوتي و طبقة سميكة من الرمل ! .

عندما سألت احد المدمنين عن سر حبهم لهذه القهوة أجاب أحدهم بكل فخر أنها صناعة يدوية ! , عجيب فلا شيء في القهوة يدل على الصناعة المحلية , فحبوب القهوة مستوردة من البرازيل , و آلة التحميص و الطحن سويسرية الصنع , و لم يتبق سوى الفخار رديء الصنع فهل هذا الكلام يدل على جودة الصناعة اليدوية ! , أم انها عبارات تسويقية فقط استخدمها صاحب القهوة لجذبي أنا و الآخرين لشراء كوب قهوة غنية بطبقة من الرمل !

حتى أنا كذلك ربما تكون مدونتي حديثة لكن ما سأقدمه لك عزيزي الزائر صناعة فكرية يدوية 100 %

و أهلا بك في مدونتي