لماذا اخترت حائل؟
كمكان للإنسان
بداية، أعتقد أن لكل شخص تفضيل لشكل المكان الذي يعيش فيه بغض النظر عن الحقائق. جزء كبير من وجهة النظر مرتبط بالحدس (Intuition) وأفضل من عرّف ذلك هو “تيرينس مكنّا”، وجزء آخر مرتبط بالظروف التي يمكنك التأثير عليها، إذا صملت!
هنا سأخبرك لماذا حائل (كمنطقة ومدينة وماحولها) اخترتها كـ “أفضل مكان للإنسان”، على الأقل من وجهة نظري بعد بحث متعمق ورحلات مختلفة داخل المملكة (أحد الرحلات). إن بدى لك هذا شكل من أشكال التسويق (والتشويق في حالة لم تزرها بعد)، فهو باستحقاق من وجهة نظري وقد تصل أنت أيضاً لهذه المعرفة بنهاية هذه التدوينة (بافتراض أن أوجه المقارنة لمواقع داخل حدود المملكة)
الموسيقى إهداء لـ “عزيز سليم”
معظم الطيور تتنقل بين فصول السنة بحثاً عن بيئة مناسبة لطبيعتها البيولوجية. تذهب شمالاً لقضاء الصيف في أجزاء من روسيا ويوربا، ثم تعود إلى إفريقيه في فصل الشتاء (لنصف الكرة الأرضية الشمالي)، مروراً بجزيرة العرب (تتبع الأجواء البيئية المناسبة لها).
أعتقد أن البشر كذلك، “يحتاجون” للتنقل بشكل مستمر وإلا منعهم الاستيطان بمكان ما، من تجربة الحياة بأبعادها المختلفة وقد يؤثر سلباً على طبيعتهم الفسيولوجية والسيكولوجية.
طبعاً، استطاع الإنسان الحديث استيطان الكثير من المواقع في هذا العالم التي لم يستطع الإنسان القديم استيطانها لأسباب تقنية بحتة. جزء من هذه التقنيات متعلقة بالطاقة والعمارة. قد يكون هذا هو أسلوب الحياة الأفضل للإنسان (كبدوي Nomad) ولكن منعته بعض الأمور من تحقيق ذلك في عصور ما بعد القديمة، ولكن قد يكون هذا ممكن في عصور ما بعد الإنترنت!
لماذا حائل؟
لنلقي بنظرة على جوانب عدة عن طريقة اختيار مكان العيش المناسب على المدى المتوسط والبعيد. ساستعرضها عبر محاور، يمكنك استخدام هذه المحاور في الوصول لأفضل مكان للعيش بالنسبة لك. كما ذكرت سابقاً، جزء كبير من الاختيار يقع ضمن الحدس وماوراء القدرة على شرح الأثر في الوصول لقرار كهذا، التالي هو جزء من هذا الأثر
البعد البيئي والبيولوجي
طبيعة المملكة مناخياً، يغلب عليها المناخ الصحراوي الحار الجاف صيفاً والبارد شتاءً مع موسم ممطر قصير خلال فترة ميل درجات الحرارة للانخفاض. يستثنى من هذا السواحل وقمم الجبال مثل سلسة جبال السروات وسلسلة جبال مدين، فمناخها يبتعد عن المناخ الصحراوي. حسب اطلاعي على تأثير المناخ على الإنسان، وجدت أن العيش في مكان بارد هو أفضل مكان مناسب للإنسان من الناحية البيولوجية (متعلق بخفض سرعة عجلة الإنتروبيا Entropy).
عند البحث عن معدلات درجة الحرارة في المملكة (المعدل السنوي)، فستجد قمم جبال السروات الأكثر برودة كمعدل سنوي يليها مناطق شمال المملكة كلما اتجهت شمالاً كلما انخفض معدل درجات الحرارة السنوي (يمكنك استخدام مقياس CDD cooling degree days كبروكسي للمقارنة بين مختلف المواقع الجغرافية حرارياً).
لماذا لم يقع الاختيار على قمم الجبال؟
ببساطة، كلما ارتفع الإنسان عن سطح البحر، كلما انخفض الضغط الجوي. وهذا الانخفاض يؤثر سلباً على جسم الإنسان على المدى القصير والطويل. جزء من التحدي في العيش في المناطق المرتفعة عن سطح البحر، هو انخفاض نسبة الأكسجين في كل سحبة هواء (حجمياً وليس نسبياً فالأكسجين نسبته ثابته كعنصر مكون للهواء، بانخفاض الضغط الجوي تتباعد العناصر المكونه للهواء فتأخذ حيزاً أكبر) وهذا يقوم بدوره على حثّ أجهزة الجسم للعمل بجهد أكبر للبقاء في حالة صحية مستقرة (عنصر طبيعي لتوتر جسم الإنسان). هذا كان أحد أسباب استثنائها (ناقصنا توتر!)، الأسباب الأخرى قد تتضح ضمنياً في النَص.
ماذا عن جودة الهواء؟
يوجد الكثير من المواقع والبرمجيات التي تقيس لك جودة الهواء وتعطيك معدلات سنوية وتاريخية. عند البحث، وجدت أن منطقة حائل ومنطقة تبوك (الجهة الشمالية والشمالية الغربية من المملكة) تتمتع بأجواء صافية وانخفاض في معدلات التلوث والعوالق الهوائية بالمقارنة مع باقي مناطق المملكة. جزء من التلوث بسبب النشاط البشري كالسيارات والمصانع وهذا يرتبط بشكل مباشر مع عدد السكان والتركز السكاني والصناعي. الجزء الآخر يمكن تفسيره بطبيعة المكان وماحوله حيث أن بعض المواقع طبوغرافياً، تتأثر بالرياح أو تكون نوعية التربة سهلة الإثارة (أيضاً الأنشطة المتعلقة بالبناء ومواد البناء مثل الكسارات ومصانع الاسمنت والبلوك ومد الطرق والمشاريع الكبيرة). إذا زرت حائل أو تبوك وما حولها، ستلاحظ أن الأفق والمناظر الطبيعية أشبه بصورة بجودة Full HD مقارنة بمنظر مشابه في مدن أخرى بالعين المجردة. زرها وشف بعينك!
الموارد الطبيعية وخصوصاً الماء، من أهم محددات البيئة المناسبة للعيش لجميع المخلوقات. أعتقد أن استخدام طاقة كبيرة في تحلية مياه البحر ودفعها عبر الصحاري مئات الكيلومترات ورفعها مئات الأمتار عن سطح البحر ليس حلاً مستداماً (بالإضافة لمخاطر متعلقة بنقل وخزن المياه) ويجب النظر لطرق أفضل للوصول لموارد مائية متجددة وخفض الاستهلاك وإعادة التدوير. الأمطار الموسمية أحد أفضل الموارد المائية غير المستغلة منزلياً في المملكة. بافتراض خفض استهلاك المياه المنزلي وإعادة استخدام المياه الرمادية، قد تتمكن من العيش على ما يهطل على الأسطح لديك (جاري حساب الحد الأدنى السنوي للفرد). وبمقارنة مستويات مياه الأمطار على حائل وتبوك، تاريخياً حائل استقبلت معدلات أعلى حسب محطات القياس في المطارات (الأمطار في المملكة تاريخياً تتركز على طريق هجرة الطيور القادمة من روسيا والمتجهة لإفريقيه، الطيور لديها معلومة بهذا الخصوص، استفد منها).
حائل بيئياً مناسبة للإنسان، رغم صحراوية مناخها إلا أنها لا تصل فيها درجات الحرارة للخمسين مئوية صيفاً ويزورها مناخ البحر الأبيض المتوسط في جزء من أيام السنة (يمكنك مشاهدة هذا عبر النوع للغطاء النباتي). هنا يأتي تساؤل، ماذا سيحصل لمدننا الكبيرة، مرتفعة الكثافة السكانية حالياً، مع تغيرات المناخ العالمية (بافتراض ارتفاع درجات الحرارة تدريجياً، بغض النظر عن سبب الارتفاع)؟ أعتقد أن الجواب على هذا السؤال جزء من المعادلة لتحديد أفضل موقع استراتيجي للإنسان في المملكة. أضف لذلك، صفاء الأجواء وانخفاض التلوث والعوالق الهوائية. يتبقى تحدي استدامة الموارد المائية، وهو عام لكل مكان في المملكة (تختلف حدة التحدي حسب الموقع الجغرافي).
التشكل الديموغرافي والإنساني
عندما تنظر لبعض المدن الكبرى، ستجد خللاً في الهرم السكاني والوظيفي. فمثلاً الساحل الشرقي يتكدس بالمهندسين وموظفي المصانع، وجزء ليس باليسير قدم من مناطق أخرى في المملكة وآخرون من خارج المملكة. يغلب على من يعيش هناك طابعاً غير مستقر للبقاء في المكان عند انتهاء فترة العمل بالتقاعد أو نحوه. هذا يجعل الحافز للعيش المتوازن وبناء مجتمعات مستقرة صعب التشكل لضعف الحافز رغم وجود نشاط ملاحظ من مجموعات اجتماعية كثيرة هناك، في العمل على هذه النقطة بطاقة أكبر من أي مكان آخر حسب مشاهداتي السابقة.
مثال آخر، مدينة الرياض في الوقت الحالي تحفز قدوم الكثير من المهاجرين الداخليين بحثاً عن فرص العمل والحياة المدنية. هذا يجعل المدينة تستقبل الكثير من الأشخاص الذين لا يمثلون شكل المجتمع طبيعياً، فيغلب عليهم سمات معينة تؤثر على ديموغرافية المدينة، ويؤثر أيضاً ديموغرافياً على المجتمعات التي تركوها خلفهم.
وجدت أن ديموغرافية حائل الأكثر توازناً بالمقارنة مع باقي المواقع الجغرافية. فالمدن الأخرى إما متحيزة وظيفياً فتجد مجتمعات وظيفية معينة تشكل أكثر القاعدة السكانية، كموظفي أرامكو والشركات المشابهة أو القطاعات العسكرية وغيرها، أو تكون مدن مغرقة بالعمالة الوافدة ومخالفي أنظمة الإقامة.
الخلل الديموغرافي لأي مكان يؤثر على ديناميكية الحياة في المكان، ويأخذ الشارع إلى حالة غير طبيعية للإنسان، هل تريد العيش في مكان مختل ديموغرافياً؟
المكامن الاقتصادية
لكل مكان ما، اقتصاد معين يوفر لساكنيه طريقة معينة لقضاء أيامهم بإنتاج معين. عند التفكير في هذا الجانب، كان الهدف الأساسي أن يكون اقتصاد المكان قدر الإمكان بعيد عن الارتباط بصناعة النفط والصناعات المتعلقة به (مقارنة بباقي المواقع داخل المملكة)، لعدم استقرار هذه الصناعة ومرورها بدورات اقتصادية حادة بشكل دائم. التوجه الحالي في المملكة لتنويع اقتصاد المملكة يدعم السياحة والصناعة والتعدين والزراعة النوعية (ماذا سيكون شكل العمل في المستقبل؟)، هذا بافتراض أنك لا تعمل عن بعد أو عملك أغلبه ليس على السحابة الإلكترونية، هنا يهمك الاقتصاد المحلي للمكان.
السياحة تعتمد بشكل أساسي على البيئة والأجواء والتاريخ القريب والبعيد. تتفوق سلسلة جبال السروات في جوانب كثيرة سياحياً خصوصاً خلال فترة الصيف وشمال المملكة خلال فترة الشتاء وموسم الكشتات. المتوقع حسب خريطة المشاريع الجديدة مثل نيوم والبحر الأحمر وغيرها من المشاريع، أن ينتعش الشريط الساحلي الغربي للمملكة وبالأخص الجزء الواقع في منطقة تبوك وشمال منطقة المدينة المنورة. فمتوقع أن تكون السياحة هي المحرك الأساسي وظيفياً لسواحل البحر الأحمر وما يجاورها من قمم جبلية ومدن فريدة مثل العلا.
حائل فيها نوع آخر من السياحة متعلق بسياحة الصحراء والأنشطة المتعلقة به مثل الراليات ولكن تحتاج لمشاريع سياحية كبرى لتنافس في جذب السياح. جزء ليس باليسير من سياحة منطقة حائل والعلا وتيماء وما يجاورها متعلق بحضارات الإنسان القديم، ففيها الكثير من الأحافير والمخطوطات والرسومات والنقوش الحجرية التي تدلّ على حضارات إنسانية قديمة اتخذت من هذه المواقع مكاناً للحياة والعيش. يا ترى، لماذا اتخذ الإنسان القديم من هذه المواقع مستقراً له؟
الزراعة أحد أهم القطاعات المُمَكِنَة اقتصادياً في مناطق متعددة في المملكة. بالنظر للصور الفضائية التاريخية، ستجد عدداً من المواقع الزراعية الكبيرة، انتعشت في بداية الثمانينيات الميلادية بدعم من الصناديق الحكومية لزراعة القمح والأعلاف. المواقع مثل الخرج و حرض و وادي الدواسر و البسيطا وتبوك وحائل والقصيم. بعض هذه المواقع بدأت تتراجع في النشاط لانخفاض منسوب المياه الجوفية وتوقف الدعم الحكومي والتوجه لاستيراد الأعلاف والحبوب من دول أخرى لا تعاني من شح المياه. ولكن عند النظر إلى المشاريع الكبرى لشركات الأغذية مثل المراعي ونادك وغيرها، سنجد أن التواجد متركز في حائل والبسيطا بالجوف. قد يكون هذا بسبب توفر المياه “نسبياً” بكميات أفضل من باقي المواقع الجغرافية (متكوّن ساق) وقد يكون لأسباب أخرى (مثل، قدرة النبات على النمو وهو مرتبط بشكل مباشر مع أطياف ضوئية معينة ومستويات الإشعاع الشمسي السنوية). هذا يجعل حائل كما يحب أن يسميها أهلها بـ “سلة غذاء المملكة”، وهي بالفعل مع أهمية حلّ التحديات المتعلقة بالمياه لخفض استهلاك المياه في الزراعة (جلّ استهلاك المياه في المملكة هو للإنتاج الزراعي). قد يكون الإنتاج الزراعي المتخصص المستدام حلاً مستقبلياً لاستدامة هذه السلة الغذائية (منتجات غذائية عالية الجودة للإنسان - مثل المنتجات التي تتلف بالاستيراد - وليس أعلاف وأغذية حيوانية، بمعنى استيراد معظم اللحوم الحيوانية من الخارج وتربية الحيوانات على أعلاف مستوردة). يوجد أيضاً توجه جديد في دعم الزراعة على المياه المتجددة (الأمطار الموسمية) في سلسلة جبال السروات، وهذا قد يخفف من الهجرة للمدن من سكان المناطق الجنوبية الغربية من المملكة، وقد يؤدي لهجرة عكسية من بعض السكان في المدن الكبيرة للعيش في الجبال وطبيعة الغابات الفريدة.
التمركز اللوجستي
لو نظرت للمعلومات التي ذكرتها سابقاً، ستجد أن تبوك تتفوق على حائل في الفرص المستقبلية من ناحية المشاريع والنشاط السياحي المتوقع وتتقارب في بعض المحاور. ولكن، لو نظرت لخارطة المملكة، ستجد أن حائل تتوسط التجمعات السكانية (في حالة أخذت بالاعتبار وجود الربع الخالي جنوب شرق المملكة وحيدت عدد السكان الحالي في المدن الرئيسة). هذا يعطي حائل قدرة تنافسية عالية في إمكانية إنتاج وخدمة التجمعات السكانية في المملكة بتنافسية أعلى لوجود هذه الميزة اللوجستية (ماذا عن خارج المملكة؟)، خصوصاً عندما تزداد الكثافة السكانية في المشاريع الجديدة شمال غرب المملكة مثل نيوم والعلا وفي حالة أي نمو وإعادة إعمار في الدول القريبة للمملكة (العراق وسوريا). حائل “لوجستياً” جاهزة للنمو الزراعي والسياحي والصناعي، ففيها قطار الشمال يربطها بمسافة قريبة من مدينة الرياض (80 دقيقة بالطائرة و 4.5 ساعة بالقطار و 6 ساعات بالسيارة) ويربطها القطار أيضاً بالحدود الدولية شمال المملكة بمسافة مقاربة. هذا يجعل حائل مرتبطة بالجغرافية من حولها محلياً ودولياً عبر السيارة والطائرة والقطار.
معلومة FunFact، حائل أقرب لميناء جدة الإسلامي من الرياض للميناء، وأقرب لأي ميناء في أي موقع في الجزء الشمالي من البحر الأحمر بالتأكيد (موقع النمو السكاني المستقبلي المتوقع). الوصول لنيوم والعلا والمشاريع المستقبلية عبر السيارة من مدينة الرياض يتطلب المرور بحائل، فحائل لديها advantage حوالي 650 كيلومتر على الرياض كوصولية لهذه المواقع التي تمثل مستقبل النمو السكاني و”الحضارة الجديدة”.
الصناعة تحتاج لتمركز لوجستي متميز فهذه هي الميزة الأهم والتعدين يتطلب وجود الثروات الطبيعية المتنوعة مادياً، جميعها ميزات تنافسية تجتمع في حائل. بالتأكيد ستحتاج للبحر للتصدير والاستيراد فهو المنفذ المفضل للصناعة والتجارة الدولية (المسارات المائية كالبحار والأنهار هي أفضل طريقة لنقل الأوزان بأقل طاقة ممكنة لخواص فيزيائية بحتة متعلقة بالاحتكاك والجاذبية الأرضية). وإن كان للاستهلاك الداخلي، فشبكة القطارات والطرق والتمركز الأفضل مكانياً لخدمة التجمعات السكانية الحالية والمستقبلية. أعتقد أن حائل optimized لهذه المهمة وقد تتفوق عليها المدينة المنورة مكانياً ولكن لا يخدمها انخفاض رقعة المساحات المنبسطة (يحدها جبال وحرات من معظم الجهات). البنية التحتية من جسور وطرق في حالة شبه جديدة في حائل، والطاقة الاستيعابية للمدينة حسب ما رأيته عند زيارتها، يمكن أن تستقبل المزيد من السكان من دون تكدس وزحام (سكان منطقة حائل لا يتجاوز المليون نسمة حسب توقعاتي الشخصية، ومدينة حائل قد يصل السكان فيها إلى 500 ألف نسمة - ننتظر نتائج تعداد 2022 -).
مناحي أخرى مهمة
تكلفة المعيشة من أهم المحددات عند اختيار مكان للعيش. البند الأكبر في تكاليف المعيشة هو بند السكن ويليه الغذاء والمواصلات. تكلفة السكن ترتفع في المدن الرئيسة وخصوصاً مدينة الرياض لأسباب كثيرة، جلها يمكن تفسيره بالقوة الشرائية نتيجة لتركز الأعمال والوظائف مرتفعة الدخول في مدينة الرياض. وبمجرد البحث عن مسكن خارج المدن الرئيسة، تجد أن حرارة الأسعار تنخفض وتصبح مقبولة نوعاً ما
الكثير لا ينتبه لمؤشر مالي مهم عند المقارنة لاختيار فرصة عمل/تجارة/حياة في مدينة رئيسة مع مدينة أخرى أصغر منها، وهو مؤشر “الدخل المتبقي residual income”. معظم الناس يركزون على الدخل رقماً ولا ينتبهون أن تكاليف المعيشة في مدينة كبيرة تأكل من هذا الدخل ما قد يجعل الدخل المتبقي أعلى في مكان آخر (مع تكاليف أخرى غير نقدية يمكن فهمها من النص، مثل التلوث بجميع أنواعه ومصادر التوتر للإنسان)
إذا كنت من الأشخاص الذين يعملون عن بعد، ولديك القدرة على تحويل أعمالك للسحابة الإلكترونية، فلا يهم أين تكون (موضوع سابق قد يفيدك) وهذه فرصة لك للبحث عن مكان يناسبك من نواحي أخرى في الحياة، غير العمل
تعتبر حائل وغيرها من المدن متوسطة الحجم ذات تكاليف معتدلة للسكن والغذاء والتنقل وهذا يحفز الكثير ممن يعملون في اقتصاد المعرفة و gig economy بالتوجه لهذه المدن. خصوصاً، مع انتشار وتوفر اتصال انترنت فائق السرعة في مواقع مختلفة من المملكة (الشبكة الأهم في هذا العصر)، التي كان للجائحة تأثير إيجابي على تسريع انتشارها ورفع جودة الخدمات المتعلقة بها
قد تكون منطقة حائل من المناطق القليلة التي لا يوجد فيها أكثر من مدينة (تجمعات سكانية كبيرة) تتنافس على الميزانية المخصصة للمنطقة للمشاريع والتطوير، بالإضافة إلى توسط إمارة منطقة حائل (مدينة حائل) التجمعات السكانية من محافظات ومراكز وقرى وهجر داخل منطقة حائل. هذه الميزة في رأيي، تسهل التركيز في العمل على تطوير المدينة، وفي نفس الوقت، المحافظات والقرى قريبة من هذا المركز الحضري المتطور نسبياً (أبعد المحافظات بمسافة ساعتين من الزمن عبر الطرق البرية ومعظم الكثافة السكانية للمنطقة قريبة من مدينة حائل)
طيب وش أسوي؟
هذه دعوة لك للبحث عن مكان يناسبك “للحياة” ثم العمل، وإن كنت تريد اختيار مكان في المملكة بدون التعني بالبحث والتحليل، فوجهتك هي “حائل”.
إفصاح قد يهمك:
أنا لست من منطقة حائل (من تنومة، عسير) ولم أعش في حائل فترة كبيرة من حياتي، بعد (أغلب حياتي بمدينة الرياض). كطير مهاجر، بدأت في التجهيز للترحال، هنا البدايات.
ترغب تنتقل لحائل وودك تتواصل معي (أو مدينة أخرى غير المدن الرئيسة الكبيرة في المملكة، وودك تسأل عن طريقة البحث)، هنا وصلات لمسارات التواصل المتاحة:
أيضاً، إذا أنت في حائل، ممكن تتواصل معي لأتعرف على حائل وعليك أكثر وممكن نفيد بعض لنبني ونساعد في رفع التعقيد الاقتصادي للمملكة (Economic Complexity Index)