Calm
عقل هادئ
قبل عدّة سنوات، عندما قرأتُ الكتاب الشهير “عقل غير هادئ” لـ كاي ريفلد جاميسون شعرتُ بارتباط هائل بها وبمزاجاتها المتقلّبة، حتّى أنّي بدأتُ أسأل نفسي - آه كم كنتُ ساذجة وسخيفة - عمّا إذا كنتُ مصابة بالـ “البايبولار”، وأعتقد بأنّي أخبرتُ واحدة أو اثنتين من صديقاتي وسط جوّ من الإثارة بأنّي أخشى أكون مصابة به فعلاً.
لم أكن منجذبة للمرض النّفسي بكل تأكيد بل للحالة النّفسية المتطرّفة الّتي يعيشها المصابون بالبايبولار. آمنتُ في ذلك الوقت بأنّ الرّوح المتطرّفة هي روحٌ مبدعة - قد يكون هذا صحيحًا - ولذلك لم أخشى الحزن والألم واليأس بل تلقّيتهم بكلّ محبّة كما تلقّيتُ الفرح والبهجة والسرور واللّذة.
تغيّرتُ في السّنوات الأخيرة، أصبحتُ أقدّر السّكون إلى الحدّ الّذي أتخيّل فيه بأنّه سوف ينمو داخلي ببطئ حتى ينتهي بي الحال عجوزًا تأنف ضجيج الأطفال وتحلم بأن تتحوّل إلى شجرة قبل أن تموت.