مطر وشاي عدني
كل ما تريد معرفته عن شاي المسالا
عندما يختلط الشاي العدني بقطرات المطر تنبعث منه رائحة سماوية تعيدنا الى ايام الطفولة السعيدة
لطالما كان الشاي العدني جزءا لا يتجزأ من طقوس الايام الممطرة،فمع بدء تساقط المطر نتسابق صعودا الى سطح العمارة وحالما يتوقف سنجد الجميع ملتحف ببطانية او بمنشفة وبين يديه كوب من الشاي العدني يرتجي منه الدفء انها لحظات جميلة لا تتكرر كثيرا لقلة الامطار في مدينة جدة.
بالتأكيد لست الوحيدة التي نشأت وهي تقدر الشاي العدني ليس للذته فحسب بل للحنين الجارف الذي يتملكنا عند شربه،فمعه استعيد لحظات الدفء التي تحتويني عندما اعود من المدرسة مبتلة بالمطر وأجد امي وجدتي تنتظراني بالصالة مع شاي عدني وبسكوت ماري، وتذكرني رائحته بازقة البلد العتيقة والدكاكين المكتظة بالبضائع، ويتنافس الجميلع لجلبه في التجمعات العائلية للفطور ، ونستمتع بحلاوته مع اجواء الكورنيش الباردة.
لقد كانت جدتي فاطمة(رحمها الله) الاكثر براعة في اعداده، وبعد ان رحلت نشأت منافسة صامته بين افراد العائلة عمن يعد أفضل شاي عدني، ولم تقتصر هذه المنافسة على اعداده في المنزل بل تشمل من يكتشف أفضل محل او كشك لبيع الشاي العدني، وبهذا اصبحت المنافسة تشمل الابناء والاحفاد من الجنسين، وتزداد حرارة المنافسة بالتحديد في الايام الممطرة والليالي الشتوية، لكن الامر المثيرة للدهشة ان المتصدرات في هذه المسابقة هما اختي فاطمة وابنة اختي ايضا تدعى فاطمة! ولكل منهما طريقتها المميزة في الاعداد وخلطتها الخاصة من البهارات والتوابل،
شاي عدني، كرك، تشاي مسالا ما الفرق ؟!
ثلاثة مسميات مختلفة لشاي ممزوج بالحليب يتسم بحلاوة شديدة وبهارات تشعل النشاط، موطنه الهند لكنه انتشر من خلال الرحلات التجارية للتوابل، وعندما وصل الينا اكتسب مذاقه العربي الخاص والمتميز، وسنجد ان كل اسم يطلق على مزيج مختلف من البهارات يتم اختيارها بحسب المتعارف عليه لكل منطقة.
وهذا التنوع في استخدام البهارات يتيح لنا اعداد شاي بنكهات مختلفة ترضي الاذواق ولا نشعر معها بالملل ويمكننا تغييرها بحسب المواسم وتعديلها بحسب حالة الطقس، فالبهارات لا تقتصر على النكهة بل تعتبر غنية بمضادات الاكسدة التي تكافح الالتهابات وتعزز الهضم، وتعتمد القيمة الغذائية على نوع البهارات وكميتها ولهذا يميل البعض الى اضافة انواع كثيرة من البهارات، وبمقارنة الوصفات سنجد ان هناك نكهة بارزة ومن خلالها نستطيع ان نعرف اسم الشاي وهي كالتالي:
تشاي مسالا
(masala chai)
او شاي البهارات وهو الاسم المتعارف عليه عالميا،ففي الهند تطلق كلمة مسالا (masala)بشكل عام على خليط البهارات الجافة أيا كانت مكوناتها، اما كلمة تشاي(chai) فتعني الشاي ولان معظم الهنود يشربون الشاي بالحليب والسكر اصبحت الكلمة ايضا مرادفة لشاي الحليب ويختلف الاسم بحسب البهارات.
ولا يمكن حصر عدد البهارات المستخدمة في صنع المسالا، فالهند تتكون من عدة اقاليم يتفنن سكانها في اختيار البهارات، فيستخدم الفلفل الاسود في جنوب الهند، والزعفران في الشمال وهكذا تتغير المكونات في باقي الاقاليم،ورغم تنوع الوصفات الا انها تشترك على الاقل في 7 بهارات تميز شاي المسالا وهي: الهيل، الزنجبيل، القرفة،ويضاف القرنفل، جوزة الطيب، الفلفل الحلو، اليانسون، بكميات اقل لانها بهارات مهيمنة قد تطغى على المذاق
شاي كرك
الاسم المتعارف عليه في الرياض و المنطقة الشرقية و دول الخليج عموما، مأخوذ من اللغة الأردية او الاوردو وتعني المضاعف كناية عن الشاي الثقيل، وبالطبع تختلف نسبة البهارات لكن توجد 3 بهارات اساسية تعطينا النكهة والمذاق المميز لشاي الكرك وهي: الهيل، الزعفران، الزنجبيل وتضاف بقية البهارات بكميات اقل وبحسب الرغبة مثل القرفة والورد
الشاي العدني
الاسم المتعارف عليه في جنوب وغرب المملكة، وينسب الى ميناء عدن والذي كان من أبرز محطات الرحلات التجارية للتوابل، وتوجد 3 بهارات تميز مذاق الشاي العدني وهي: القرنفل وجوزة الطيب والهيل وتضاف باقي البهارات بشكل اختياري وبنسب اقل مثل الزعفران والزنجبيل والقرفة.