مرحبا

كان هدفي عند بدء المدونة هو تسجيل وتوثيق الاطباق التي قمت بطبخها على مدار العام ومشاركة بعضها على المدونة حتى ولو استغرق الامر الكثير من الوقت، فانا مدركة تماما لصعوبة تتبع الوصفات والتغييرات التي الحقت بها وما الى ذلك بالإضافة الى ارفاقها بصورة جيدة على الاقل، وبعيدا عن المثالية التي نراها في معظم مدونات الطعام هل نجحت في تحقيق  ذلك؟

أستطيع ان اقول نعم لقد تمكنت من تسجيل وكتابة وصفات الاطباق التي قمنا بطبخها في المنزل لعام 2020 بشكل مفصل، وان لم اتمكن من استيفاء العدد المتوقع من التدوينات المنشورة والتي بلغت 41 تدوينه وكنت اطمح ان تكون اكثر من ذلك او تصل الى  48 على الاقل

لكن من يبالي فهناك امور جوهرية اكتسبتها خلال هذه المحاولة اذ تمكنت من التركيز على الحصيلة المعرفية واقتنيت الكثير من كتب الطبخ وجربت العديد من الوصفات على حساب التصوير والنشر وبالطبع حققت الغاية الاساسية وهي تسجيلها وتنسيقها بملف خاص للاستخدام الشخصي  

فمنذ بضع سنوات أدركت أنى سعيدة جدا بالطريقة التي اعيش بها حياتي، بالطبع هناك بعض الجوانب التي ارغب بتحسينها واعمل بشكل مستمر على ذلك لكن تحديدها في قالب معين او ربطها برقم محدد كانت طريقة خاطئة، فقد كنت اضع خطة والتزم بها بغض النظر عن الحالة النفسية او مدى توافقها مع الظروف التي امر بها، واذا نجحت ببلوغ او تجاوز الرقم المحدد فغالبا اكون مجهدة ومتوترة  وان لم اتمكن من تجاوز او تحقيق الهدف يتملكني الاحباط.

فكل تقاعس يعني تكاسل وقد اتفهم هذه القسوة نظرا لما كنت اعيشه سابقا لكن طريقة تنفيذها وتطبيقها وقولبتها كانت خاطئة واعتقد ان المدونة العنود تحدث عنها بشكل مفصل في مقالها عن المقاييس وسيلة وليست غاية ويعبر تماما عن الفكرة التي ارغب بتوصيلها لكم، ومنذ ان تخلصت من  تلك المعضلة اصبحت اعيش حياتي برفق واستمتع بالتفاصيل ببطء، ولهذا سوف استمر في القيام بنشر قائمة الطعام الاسبوعية وان تأخر موعدها فقد اصبحت بمثابة المذكرات الاسبوعية

من اكثر الاشياء التي احبها في شتاء جدة اجواءها المعتدلة والتي تدفعني لتفضيل القراءة خارج المنزل والمشي عوضا عن التواجد بالمطبخ والقيام برحلة التسوق الاسبوعية والتي فقدت الاهتمام بها ايضا واصبحت مملة فهي تفتقد الاثارة التي اشعر بها في فصلي الربيع والصيف.

ولهذا فان خطة هذا الاسبوع تهدف الى الحد الادنى من الطبخ والحد الاقصى من النكهات تبدو خطة مستحيلة لكن سوف اعتمد لتنفيذها بالرجوع الى الوصفات القديمة والتي لا اخطئ في اعدادها ابدا، وعندما ابحث عن الاطباق التي استطيع اعدادها في وقت قياسي فان اطباق شرق اسيا تأتي على رأس القائمة وستكون موضوع القائمة لهذا الاسبوع فهي سهلة للغاية وبنكهة قوية و مذاق عميق وتعتمد على مقلاة واحدة، ومعظمها مستلهم من المطبخ الاندونيسي والفلبيني ولا تتطلب الكثير من التحضيرات واعتقد ان الاعداد المسبق سوف يقتصر على المرق وهريسة الكميري والفلفل وهذا يمنحني الفرصة لجرد محتويات المطبخ.