ترجمها من اللغة الالمانية د.تركي عبدالعزيز التركي
أخصائي الطب النفسي والعلاج النفسي - البورد الألماني - مستشفى توبينغن الجامعي
تصميم العلاقة التكاملية:
تحليل الخطة العلاجية
والعلاج النفسي التوضيحي
تصميم العلاقة التكاملية في تحليل الخطة العلاجية:
وفقاً لمفهوم "تحليل الخطة العلاجية" الذي وضعه فرانز كاسبار فإن "تصميم العلاقة التكاملية" يعني ان المعالج يتصرف بطريقة مكملة لهيكل خطة العميل (Caspar, 1986, 1987, 1989; Caspar & Grawe, 1982a, 1982b, 1992, 1996; Grawe & Caspar, 1984).
يمكن استخدام مصطلح "مكمل أو تكاملي" بمعنى "تلبية الاحتياج" أو "إرضاء الدافع": التصرف بطريقة تكاملية تجاه العميل يعني أن المعالج يلبي الدوافع المهمة للعميل من خلال التفاعل مع المعالج في إطار القواعد العلاجية.
في مفهوم تحليل الخطة العلاجية تعني كلمة "تكاملي" بالمعنى الدقيق للكلمة أن المعالج يتصرف بشكل مرضٍ تجاه أهداف العميل الضمنية والصريحة: أن المعالج "يخدم" أهدافاً تفاعلية مهمة للعميل (Scheffer, 2009).
يعتمد "هيكل الخطة" على مفهوم الخطة من (Miller, Galanter & Pribram 1960) ويفترض أن الأشخاص لديهم هيكل هرمي للأهداف ، بحيث أن الأهداف في المستوى الأدنى من الخطة تخدم الأهداف على المستوى الأعلى ، وتمثل تجسيداً أو "تفعيلاً" للأهداف العليا. ويمكن أن تخدم الأهداف في المستوى الأدنى من الخطة عدة أهداف على المستوى الأعلى في نفس الوقت: وينتج عن ذلك بنية شبكية للأهداف التي يمكن أن تأخذ درجة عالية من التعقيد.
في تحليل الخطة العلاجية يحاول المعالج استخدام المعلومات التي قدمها العميل ، و خصوصاً من سلوك التفاعل المحدد مع المعالج ، لتطوير الأهداف التفاعلية للعميل وتطوير بنية شبكة معقدة من الأهداف.
بمجرد أن ينجح المعالج في ذلك ، يحاول المعالج التصرف بطريقة تكاملية وفقاً للأهداف العليا للعميل "الخطة العلاجية" ، أي تنسيق بنية العلاقة بطريقة يمكن للعميل تنفيذ خططه من خلال التفاعل مع المعالج.
بسبب "التشبع التفاعلي" للخطط في التفاعل العلاجي ، تصبح الخطط العلاجية أقل أهمية للعميل ويقل سلوك التفاعل الذي تتحكم فيه هذه الخطط.
يعد إنشاء تحليل الخطة العلاجية عملية معقدة للغاية تتطلب الكثير من الوقت والتعاطف والكثير من إعادة البناء الإبداعية من المعالج ؛ ولهذا تحتوي تحليلات الخطة العلاجية المعدة أيضاً على قدر كبير من المعلومات حول العملاء.
تصميم العلاقة التكاملية بحسب دوافع العلاقة:
2.1 الدوافع المركزية للعلاقات
عند تحليل السلوك التفاعلي للعملاء الذين يعانون من اضطرابات الشخصية ، طور "Sachse" (1997, 2000, 2001a. 2001b, 2003, 2006a, 2006b) مفهوم دوافع العلاقة ، وهو أيضاً ذو صلة خاصة في علاج العملاء الذين يعانون من اضطرابات الشخصية (Sachse et al., 2010, 2011, 2012)
من المفترض أن يكون لدى الأشخاص دوافع معينة فيما يتعلق بالعلاقة مع الآخرين ، والتي يريدون إرضائها وإشباعها من خلال التفاعل مع شركاء ذوي صلة. عند القيام بذلك فإنهم يريدون من الآخرين إعطائهم معلومات تحفيزية من خلال سلوك علاقتهم.
يمكن للمرء أن يميز ستة دوافع مركزية للعلاقة:
التقدير – الحصول على الاعتراف
الأهمية
الموثوقية
التضامن
الاستقلالية
الملكية / السيادة
دافعان للعلاقة هما متشابهان من خلال:
يشير التقدير والأهمية إلى الحصول على المعلومات ذات الصلة عن نفسك من الأشخاص الآخرين.
تشير الموثوقية والتضامن إلى الحصول على معلومات حول جودة العلاقة من الأشخاص الآخرين.
تشير الاستقلالية والسيادة بالحصول على معلومات حول مقدار تقرير المصير وحرية الإرادة الممكنة في العلاقة.
عندما يتعلق الأمر بالدوافع فإنه يُتحدث أن الناس يريدون "معلومات معينة". يجب على المرء ألا يسيء فهم ذلك.
يرغب الأشخاص في تلقي محتوى معين بشكل صريح (لفظياً) أو ضمنياً (غير لفظي) من شريك التفاعل ، ولكن في الواقع هذه المعلومات هي "غذاء" من وجهة نظر نظرية الدوافع.
إذا كان الأمر يتعلق فقط بـ "المعلومات" ، فلن يكون للتكرار المستمر للمحتوى من قبل شريك التفاعل أي "قيمة معلوماتية" وستكون لا لزوم لها و ليس لها صلة بالموضوع. من وجهة نظر نظرية التحفيز فإن توصيل المعلومات ذات الصلة يعني إرضاء الدافع وبالتالي فهو ليس "زائداً عن الحاجة" أو غير ذات صلة: بنفس الطريقة التي تحتاج فيها إلى الطعام مرة أخرى اليوم ، على الرغم من أنك أكلت بالفعل بالأمس وتعرف كيف هو مذاق الطعام ، هذا هو الحال مع محتوى "رسالة التقدير والاعتراف" حيث يفضل سماعها اليوم رغم أنك تلقيتها بالأمس وعلى الرغم من أنك أيضاً تعرف محتواها لفترة طويلة.
لذلك فإن جميع الرسائل التحفيزية والداعمة ليست "معلومات بالمعنى النظري للمعلومات ، ولكنها غذاء بمعنى نظرية التحفيز: يجب على المرء أن يضع ذلك في الاعتبار ، حتى لو كان مصطلح "المعلومات" يستخدم هنا غالباً.
من وجهة نظرية التحفيز فإننا نعرف الدوافع "الحقيقية" هنا ، أي الهياكل النفسية التي تعمل بشكل أكبر على المستوى الضمني وغير اللفظي والتي تكون أهدافها المستمدة منها أهدافاً تقريبية ، أي الأهداف التي يرتبط تحقيقها بالتأثيرات الإيجابية (vgl. Ebner & Freund, 2009; Elliot, 1999).
لهذا السبب لا نقوم على سبيل المثال بتعريف "السيطرة" كدافع للعلاقة ، لأن السيطرة في النظرية التحفيزية هو هدف تجنب وتفادي ، أي هدف يؤدي تحقيقه إلى القضاء على التأثيرات والمشاعر السلبية.
لمزيد من المعرفة حول العلاقة بين الدوافع الستة للعلاقة والدوافع "الكلاسيكية" الثلاثة لعلم النفس التحفيزي: الأداء و التواصل والقوة انظر (Langens 2009).
بالتفصيل يمكن تعريف الدوافع على النحو التالي (vgl. Sachse, 2006a):
1- التقدير والاعتراف
الدافع وراء التقدير والاعتراف يعني أن الشخص يريد تلقي ردود فعل إيجابية عن نفسه من شريك التفاعل.
إنهم يودون الحصول على معلومات حول ،
أنها بخير كشخص.
أنها مقبولة ومحبوبة كشخص.
أن لديها صفات إيجابية كشخص.
هنا يركز الأشخاص المختلفون وبقيم كبيرة مختلفة على أنواع معينة من الخصائص. تدور ثقافتنا بشكل أساسي حول نوعين من السمات:
المهارات
الجاذبية
إذا أراد شخص ما تلقي تعليقات إيجابية حول قدراته الخاصة ، فإنه يريد معلومات مثل:
ذكي.
كفء.
قادر على الإنتاج.
ناجح.
أو ترغب في الحصول على معلومات حول جميع المتغيرات الممكنة حول هذا الموضوع.
إذا كان الشخص يرغب في الحصول على تعليقات إيجابية حول جاذبيته ، فإنه يرغب على سبيل المثال في الحصول على معلومات حول:
أنه يظهر بشكل جيد.
أنه يظهر بشكل مميز ذكورياً أو أنثوياً.
أن لديه كاريزما خاصة.
أنه جذاب للآخرين.
أو معلومات حول الأشكال الأخرى للموضوع.
بالنسبة للتقدير والاعتراف يدور الأمر حول نوع من "التقييم المطلق": يتعلق الأمر بالحكم المطلق على الشخص ، وتلقي تعليقات حول "كيف هو "في نفسه". لذا السؤال المركزي هنا هو: كيف أنا؟ (How am I?).
والشخص الذي يريد هذه التعليقات يقيّمها على أنها أكثر قيمة وذات صلة ، كلما اعتقدوا أن مقدم التقييم والملاحظة يمكنه حقاً تقييم الخصائص التي تم تقييمها بشكل صحيح: التعليقات والتقييمات على القدرات الفكرية التي تأتي من بروفيسور هي أكثر قيمة لدى الشخص من تلك التي تأتي من "الأقران".
ما لا يريده الشخص الذي لديه دافع كبير لأن يعترف به ويقدر على الإطلاق هو كل أشكال التقليل الشخصي ، أي رسائل مثل:
أنت لست على ما يرام.
أنت لست محبوب ورائع.
أنت فاشل.
أنت غير كفء.
أنت غير جذاب.
أنت منفر.
أنت دوني. وما شابه ذلك.
مثل هذه الرسائل تحبط دافع العلاقة للاعتراف والتقدير ، وتثير مشاعر وعواطف سلبية لدى الشخص.
2- الأهمية
هذا الدافع نحو الأهمية يعني ان الشخص يريد ملاحظات من شريك التفاعل على أن يلعب دوراً مهماً في حياته.
إنها تريد معلومات عن معناها الشخصي للآخرين. ينبغي على الأشخاص الآخرين تقديم ملاحظات مثل:
أنا أحب قضاء الوقت معاك.
أريد أن أكون معك.
أفتقدك.
أنت ميزة ومكسب في حياتي.
لا أستطيع العيش بدونك. ورسائل مماثلة.
يتم التعبير عن الأهمية في عدد من الأهداف التفاعلية ، أي إذا كنت تريد أن تكون مهماً في مواقف محددة ، فهذا يعني على سبيل المثال أن
تريد لفت انتباه الآخرين.
تريد أن يسمعك الآخرين.
تريد أن تتم ملاحظتك.
أن يتم احترامك.
أن تؤخذ على محمل الجد.
أن يتعامل الآخرون معك.
يتم تعريف الأهمية إذا جاز التعبير "علائقياً: لا يتعلق هذا بالملاحظات والتغذية الراجعة حول الشخص على هذا النحو (كما هو الحال في دافع التقدير والاعتراف) ، ولكن حول الملاحظات والتعليقات حو الشخص فيما يتعلق بعلاقته مع الآخرين: يريد الشخص معلومات حول ما يشعر به الآخرون تجاهه ، ماهي المكانة التي لديه عند الآخرين. السؤال المركزي هنا هو: ماذا أعني للآخرين؟
وتعتبر التعليقات حول الأهمية ضرورية بشكل خاص من الأشخاص المهمين بالنسبة للشخص: التعليقات حول كون الشخص مهماً تكون ذات مغزى أكبر من شريك مهم جداً للشخص في حياته أكثر من زميل أقل أهمية بكثير للشخص.
تتضمن رسائل العلاقة التي تحبط دافع الأهمية ما يلي:
أنا لا أهتم بك.
أنا أتجاهلك.
أنت تخبرني بشيء وأنا لا أستمع لك.
أنا لا أتعامل معك.
أنا أعاملك بقلة احترام.
أنا لا آخذك بحمل الجد.
أنا أنسى أشياء مهمة قلتها لي.
ليس لدي أي اعتبار لك.
لا أعرف ما هو المهم بالنسبة لك.
رسالة إمعان
إذا سمحت لنفسي حقاً في أن أفهم الأخر .. فقد أتغير من خلال هذا الفهم. ونحن نخشى التغيير ونخافه. لذا ليس من السهل السماح لنفسك بفهم الأخر
كارل روجرز