الفن في السفارات


الدبلوماسية الثقافية من خلال الفنون (٢)


تجارب الدول في ممارسة الدبلوماسية الثقافية


تمتلك عدة دول تجاربة رائدة في الدبلوماسية الثقافية والتي تضمنت الكثير مما ذكرته سابقاً. ترتكز على تقديم مفهومها للفن للعالم، من خلال الترويج لمواطنيها من الفنانين التشكيلين والنحاتين والسينمائيين ومصممي الأزياء ومحترفي الطبخ وغيرهم، ومن وجهة نظري أن ما تميز منها وفق نظم مؤسساتي هي كل من التجربة الأمريكية والفرنسية والإيطالية والصينية واليابانية، وذلك من خلال إطلاق مراكز ثقافية دائمة في مختلف المدن العالمية.

وهنا سوف أستعرض معكم أبرز تلك التجارب من خلال قراءاتي هنا وهنالك إلى جانب ما عايشته خلال عملي الدبلوماسي.


سئل العقاد مرة : هل الفنون الجميلة من ضرورات الحياة أم هى كماليات تأتى بعد لقمة العيش ؟

 فأجاب: «بوسعنا العيش دون ملكة النظر سبعين عامًا دون أن نهلك ، و لا نقدر أن نعيش سبعين يومًا دون الرغيف ، و لم يقل أحد لهذا إن الرغيف أهم من البصر . و بتقييم السوق : الرغيف أرخص من الكتاب ، و التمثال أغلَى من الثوب . فقيمة الشىء لا تتعلق بقدر الحاجة إليه بل بقدر ما نصبح عليه إذا حصلناه . فتحصيلنا الرغيف يساوينا بسائر الأحياء و لكن تحصيلنا الجمال لا يجعلنا أحياءً و حسب ، بل يجعلنا بشرًا ممتازين فى أمة ممتازة ، تحس و تحسن التعبير عن إحساسها . الضرورات توكلنا بالأدنى من مراتب الحياة ، أما الذى يرفعنا إلى الأوج من طبقات الإنسان فهو الفنون».

برنامج (AIE) وزارة الخارجية الأمريكية

كما ذكرت مسبقاً في بداية المقال، فإن للولايات المتحدة قصب السبق حينما دشنت أولى محاولاتها الجادة الحكومية في نشر الفنون الأمريكية في الخارج منذ ما يربو على (٦٧) عاماً. حينما أصدر رئيس الولايات المتحدة الأمريكية ”جون كينيدي“ قراراً تنفيذياً في عام ١٩٦٣م بإنشاء برنامج الفنون في السفارات (Art in Embassies)، والذي يختصر رسمياً بـ (AIE) وإدراجه تحت مهام وزارة الخارجية الأمريكية. هذا البرنامج والذي يهدف بحسب القائمين عليه، لخلق حوار حيوي بين الثقافات، وتعزيز التفاهم المتبادل من خلال الفنون البصرية والتفاعلية ، قام بإعارة قرابة  (١٠،٠٠٠) عمل فني إلى البعثات الدبلوماسية للولايات المتحدة الأمريكية ومقرات سكن سفرائها، بلغت قيمتها السوقية (٢٠٠) مليون دولاراً أمريكياً، نتحدث هنا عن أصول  قابلة للتسييل تبلغ (٧٥٠) مليون ريال لصالح وزارة الخارجية فقط من هذا البرنامج.

وفي عام ٢٠١٢م دشنت وزارة الخارجية الأمريكية برنامج يحمل أسم ”مبعوث الفنون“ ويُعنى بتنفيذ ما يؤمن القائمين عليه بأن على الفن الأمريكي أن يتجاوز حوائط البعثات الدبلوماسية الأمريكية في الخارج إلى إتصال مباشر مع المجتمعات المحلية، والتفاعل معها في برامج عامة ثقافية نشطة كالمحاضرات وورش العمل ودروس فنية. وهو يتيح لأي مواطن أمريكي محترف في احدى مجالات الفن التقدم عبر الانترنت لهذا البرنامج، والمرشحين يتم ايفادهم للخارج لإمضاء مدد مختلفة بين خمسة أيام و وستة أسابيع مع تحمل الحكومة الأمريكية بالطبع كافة المصاريف.

ينفذ برنامج (AIE) مايقارب من (٦٠) معرضًا فنياً سنويًا حول العالم، وقد عمل منذ عام ٢٠٠٠م على إقامة أكثر من (٢٠٠) نشاطاً في (١٨٩) دولة، وقام بتوزيع أكثر من (٧٠) مجموعة فنية دائمة في البعثات الدبلوماسية الأمريكية حول العالم.

يفخر القائمين على البرنامج بأنهم  تعاونوا مع أكثر من (٢٠.٠٠٠) مشارك دولي بما فيهم الفنانين والمتاحف، ومعارض الفنون الخاصة والجامعات وكذلك هواة جامعي التحف. ويشارك قرابة (٢٠٠٠) فنان كل سنة في الأنشطة  والبرامج والمعارض الثقافية والفنية التي ينفذها البرنامج حول العالم.



التجارب الإيطالية

لدى إيطاليا تاريخ ضارب في القدم في تقدير الفن والفنانيين، حتى أضحت في العديد من عصورها بيئة جذابة للفنانين وحلم العباقرة في أوروبا لما كانت الحكومات الإيطالية منذ العهد الروماني تبذله من رعاية وعناية لهم، لذلك حينما نتحدث عن التجربة الإيطالية دعونا نأخذ بالأعتبار ألوف السنوات الميلادية من ثقافة الفن الإيطالي. اليوم تمتلك الحكومة الإيطالية عدة تجارب قائمة في الدبلوماسية الثقافية، منها معهد الثقافة الإيطالية الذي أوسس كمنظمة غير ربحية أنشأتها الحكومة وترعاها من خلال التعاون مع البعثات الدبلوماسية والقنصلية الايطالية حول العالم. ووصلت اليوم إلى (٨٥) مقر للمعهد ذو نشاط مثير في المجمتعات المحلية. وكذلك هنالك برنامج ”مجتمع دانتي أليغييري“ الذي يُعد نظيراً للمجلس الثقافي البريطاني و اليانس فرانس الفرنسي، وقد فاز بجائزة أميرة أستورياس الأسبانية، أحدى أهم وأكبر الجوائز التي تقدم في أوروبا والعالم.

وتمتلك الحكومة الإيطالية برنامج ذكي للغاية أسمه (EMMA for Peace) التي تروج للموسيقى كأداة دبلوماسية في تعزيز السلام في أوروبا والشرق الأوسط ودول حوض المتوسط بالتعاون مع المنظمات الدولية مثل الينيسكو واليونسيف والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لن تجد من يستطيع مقاومة الأوبرا الأيطالية.


التجارب الألمانية

على الرغم من أن ألمانيا كدولة موحدة حديثة نسبياً حيث لم تظهر بصورتها الحالية إلا في القرن التاسع عشر، إلا أن الفن الألماني أن صح التعبير يعد من أقدم الممارسات الفنية في أوروبا لدى الجماعات والمناطق الناطقة بالألمانية بما في ذلك أجزاء من النمسا وسويسرا، وقد زاحموا الفرنسيين والأيطاليين في مساهماتهم الفنية. وتجد الألمان فخورين للغاية في مورثهم الفني وخاصة حقبة ماتسمى بالرومانسية الألمانية وأيضاً الحركة الناصرية الفنية.

يعد معهد "غوته" الذي أنشأ في عام ١٩٥١م أهم برنامج ثقافي تدعمه الحكومة الألمانية لنشر ثقافتها خارج حدودها، حيث تمتد أنشطته إلى أكثر من (٨٠) بلداً حول العالم وبالتعاون مع حوالي (١٤٤) معهداً ثقافياً محلياً.

بالإضافة إلى مهمة المعهد وهي تدريس اللغة الألمانية فأنه يهدف لتمثيل ألمانيا ثقافياً في العالم من خلال ترجمة الكتب الألمانية إلى لغات أخرى وإيفاد الفنانين الألمان إلى بلاد أخرى واستضافة فناني العالم في ألمانيا وما يتضمنه ذلك من الانشطة والبرامج. 

معهد غوته يتواجد في الكثير من الدول العربية ، فتجده في العاصمة الرياض، وكذلك الإمارات العربية المتحدة ومصر وفلسطين والأردن والجزائر والمغرب والسودان. كما ينشر مجلة باللغة العربية تحت أسم ”فكر وفن“ بنسخة رقمية ومطبوعة.

ومن المبادرات ألمانية الثقافية الخاصة التي لفتت انتباهي هي حملة ”Farbwerte: SchwarzRotGold“ الذي يهدف مؤسسها لتعزيز الهوية الألمانية من خلال الفن حول العالم،  فيقيم المعارض الدولية ويدعوا الفنانين المحليين إلى جانب الألمان وينظم منافسات حول مواضيع محددة كان آخرها مشروع فني لما تعنيه ألمانيا لدى الفنانين حول العالم من غير الألمان.


التجارب الصينية

اليوم، تعيش معظم دول الشرق الآسيوي تحت ظل تأثير صيني بشكل آو بأخر، فمنذ أن مدت الحضارة الصينية بنظرها إلى دول الجوار قبل آلاف السنين حتى سارعت للتبادل التجاري والاقتصادي ونقل حتى الموروث الديني، فتجد تأثير المدارس البوذية والصناعات الصينية من الانسجة والدوائيات إلى التصنيع الحديث وحتى نظام الكتابة، في العديد من الدول المحيطة بها.

وفي الفن، يمكن القول أنَّ للفن الصيني أقدم تقاليد مستمرة في العالم، وأنه يتميز بدرجة غير عادية من الاستمرارية ضمن تلك التقاليد والوعي بها. فالمؤرخين يرجعون الفن الصيني المتمثل بالخزف والمنحوتات البسيطة إلى ١٠ الاف سنة قبل الميلاد ! فالصينيون يعدون الأمهر في الفن الخزفي والحرفي على مدى التاريخ، إضافة بالطبع إلى ماتميزت به المدارس الفنية التقليدية الصينية كتقنية "جونغ- بي" التي كأنت من أوائل أساليب رسم البورتريه أن صح التعبير. ومدرسة "شوي مو أو" وهي بإختصار الرسم باستخدام الالوان المائية.

ولم تتوقف الصين هنا بالطبع، فهي ذات نظام سياسي ذكي للغاية يستغل كل مايمكن أن يشكل نقطة قوة لتحقيق مصالحها الدولية، وإلا من كان سيفكر بأن يستخدم حيواناً ثدياً ليشكل العلامة الدعائية الأشهر في التاريخ لدولة ما.  

في عام ٢٠٠٤م أطلقت الصين رسمياً سياساتها الثقافية تجاه العالم مع تدشينها معاهد كونفوشيوس، لتعليم اللغة الصينية ونشر الثقافة الصينية، والذي يعمل بشكل وثيق مع سفارات الصين لإقامة العديد من الفعاليات الثقافية والفنية حول العالم. فعقدت مئات الاتفاقيات مع المعاهد والمؤسسات التعليمية تحت مسمى التبادل الثقافي بين الصين وتلك البلدان، اليوم يوجد أكثر من (٤٠٠) معهد كونفوشيوس في (١٦٢) دولة، من ضمنها المملكة العربية السعودية بعدما وقعت مع جامعة جدة مؤخرا اتفاقية لانشاء فرع للمعهد فيها.


التجارب اليابانية

في منهاتن نيويورك، أمتار قليلة عن الشارع الرئيسي الذي يقع عليه المقر الرئيسي لمنظمة الأمم المتحدة تقع كنيسة أفتتحها بابا الفاتيكان بنفسه في أحد زيارته القليلة لنيويورك، لكن في جوار ذلك المبنى الكنسي يقع مبنى جميل آخر، الجمعية اليابانية (Japan Society) الذي يعتبر معقل الدبلوماسية الثقافية اليابانية في المجتمع الأمريكي، على الرغم من أن رجال أعمال يابانيون هم من قام بالعناية به وتوسعته إلا أنه مازال يُعد أحد أهم روافد العلاقة بين الثقافة اليابانية والأمريكية ولاعب رئيسي في العديد من الانشطة التجارية بينهما. ربما لا يوجد دولة في العالم استخدمت بذكاء نظريات الصورة الذهنية مثل اليابان، حتى أضحت من المثالية بمكان أصبحنا نطلق عليها "كوكب اليابان" كما قال الإعلامي أحمد الشقيري والذي أدخل اليابان العالم العربي من أوسع أبوابه بذلك البرنامج الرمضاني. تلك السمعة لا تقف عندنا في العالم العربي، فأينما تتجه سوف تجد العالم يحترم اليابانيين وثقافته وكأنها أنموذجاً تشرأب له الأعناق في زمن سيئ للغاية للكثير من الدول والشعوب.  حتى أصبح الكثير منا المصابين بقصر الذاكرة البشرية أو لربما جهل منا ننسى أن منذ عشرات السنين فقط، كانت اليابان تشبه بالكائن الشيطاني أمام الاعلام والساسة حول العالم من آسيا شرقاً الذي فتك فيها أحتلالاً وتدميراً إلى الولايات المتحدة في الغرب التي جرتها اليابان إلى الحرب بالكاميكازي.

ومع أنتهاء الحرب العالمية الثانية بهزيمة مدوية لليابان وتجريدها من كل مكتسباتها الاقتصادية والعسكرية، وقصة صعودها المذهل في الثمانينات والتسعينات الميلادية حيث سرعان ما أصبحت تزاحم العالم الغربي الأكثر تطوراً صناعةً ومالاً، قرر على أثرها اليابانيون أن ذلك لا يكفي لمحو الصورة السيئة التي صبغها الغرب عليها نتيجة أحداث الحرب العالمية قريبة العهد التي مازالت تكبح تقدمهم، وأن إلى جانب النجاح في الصناعة والمال فهنالك طرف آخر للمثلث لا بد وأن يتكمل لأجل أن تستعيد اليابان موقعها الطبيعي كما يؤمنون في المجتمع الدولي، وهي الثقافة اليابانية!

لا يمكن للعين أن تخطأ في تمييز الفن الياباني، فمنذ عصر الساموراي وربما أقدم قليلاً واليابان أضحت مدرسة في الفن الخاص بها،  فبالإضافة إلى النحت الياباني الشهير، وهندسة الديكور المميزة، فاليابانيون أبتكروا أسلوبين يعتبران من الأكثر تميزاً حتى يوماً الحاضر، لطخات الحبر الأسود وتقنية "Ukiyo-e" والتي هيمنت في القرن الرابع عشر على الفن الآسيوي برمته. فالفن يعتبر عنصراً أساسياً يفتخر فيها اليابانيون ويعملون على تمجيده بقدر الإمكان، أضافة إلى أكتساحها قلوب مئات الملايين حول العالم في صناعة أفلام الكارتون والأنميشن وخلقت بُعداً ثقافياً جديداً من خلالها.

في عام ٢٠١٠م أطلقت اليابان برنامجها القومي ”Cool Japan“ وهي في أبسط صورها تعني تفعيل القوى الناعمة التي تتمتع به اليابان والذي يعييها صناع القرار السياسي داخل الحكومة اليابانية، وقد استثمر فيها القطاع الحكومي والخاص مئات الملايين من الدولارت لتنشيط الدبلوماسية العامة اليابانية في العالم. وترتكز مفهومية اليابانيين في الجانب الثقافي من هذا البرنامج على ثلاثة محاور، جميعها ترتبط بوزارة الخارجية;  (١) أستغلال المناسبات المميزة التي تربطها مع الدول الاخرى، مثل حدث مرور (١٥٠) عام على العلاقات بين اليابان وإيطاليا، لتقوم بحملة ضخمة من الاحتفالات ذات الطراز الياباني. (٢) اختيار بعثات دبلوماسية يابانية محددة تمثل أهمية جيوسياسية  لإقامة مشاريع ثقافية وفنية في الدولة المضيفة غالباً ماتكون وقتيه. (٣) والاخيرة هي المبادرات الفنية والتعليمية والاستضافات بين اليابان والعالم للفنان والطلاب والمعلمين، تقوم احداها على انتقاء ٢٠ فناناً أسيوياً شاباً وتنظيم معارض لهم داخل اليابان ومثل ذلك في الافلام والفرق الغنائية حيث تعمل على خلق روابط عميقة بين المجتمع الفني الياباني وفنانين من الدول الاسيوية. كما أن وزارة الخارجية اليابانية تنظم جائزة رفيعة للغاية لتكريم المساهمين في نشر ثقافة الرسوم اليابانية حول العالم.


تجربة منظمة الأمم المتحدة

هنالك شيء ما يدفع بالدول لأن تتباهى أمام بعضها البعض، منذ آلاف السنين قامت الحضارات على فكرة أظهار القوة أمام الآخر; حماية لنفسه، وأرهاباً للطرف الاخر، ولأن أظهار القوة ليس بالضرورة هي بتعداد الجيش - أو استخدام السلاح- لذلك تلجأ الدول إلى أستخدام أدوات أخرى تجعل ذلك الآخر يستشعر تلك القوة والهيبة والتمكن الذي يملكه الطرف الأول، بدون أن تسفك نقطة دم واحدة، وأحياناً يكون هذه الرغبة من منطلق اعتراف بقوة الاخر ورغبة في إحلال السلام، ومن ذلك تبادل الهدايا، وكلما كانت عجيبة كلما كانت أفضل. (أضغط هنا لقراءة مقال سابق عن دبلوماسية الهدايا)

والان تخيل معي أن هنالك صالة ضخمة جداً، ويقف أمامها ١٩٣ شخصاً، جميعهم تربطهم أواصر قوية ومهمة تجاه هذه الصالة. وهؤلاء ليسوا بأشخاص عاديين، فكل واحد منهم هو يتربع على رأس دولته، فهذا ملك وهذاك أمير وهناك رئيس الوزراء وذاك الرئيس. والآن، ولا نعلم من أين أتت الفكرة، ولكن أنتشر بين الجميع أن بإمكان كل واحد منهم وضع قطعة واحدة فقط في تلك الصالة ليعبر فيها عن تقديره لهذه الصالة وما تمثله من قيم أصيلة تجاه السلام والتعاون والمحبة بين شعوب الأرض!. والان ليقف خيالك هنا ولتنتقل إلى المشهد الحقيقي، على ضفاف نهر هارلم في منهاتن بمدينة نيويورك، يقبع المقر الرئيسي لأهم منظمة دولية " الأمم المتحدة" تملأ دهاليزها وجدارنها وأسقفها وحتى حدائقها ونوافيرها عشرات الأعمال الفنية التي تمثل فخر ١٩٣ دولة عضو في المنظمة الأممية. لماذا يفعلون ذلك؟ ببساطة أعتقد أن الجواب يكمن بأن كل دولة تريد أن تقول للاخرين، نحن أيضاً أقوياء. 

تُعد منظمة الأمم المتحدة ووكالاتها المختلفة من أكثر الجهات الدولية أمتلاكاً لمجموعة فنية قيمة للغاية، فهي تستقبل الهدايا من الأعضاء من دول العالم والشركاء الدوليين وحتى الأفراد الذين يقدرون دور المنظمة وغالب ماتكون تلك الهدايا أعمالاً فنية أو قطعاً تراثية تعكس ثقافات وحضارات تلك الدول وشعوبها وقيمها. وقد جرت العادة أن تقوم كل دولة عضو في الأمم المتحدة بإهداء عمل واحد على الأقل للمنظمة على أن تتحمل تلك الدولة تكلفة ومسؤلية وضعه في المكان المخصص له داخل المنظمة في مقرها الرئيس في مدينة نيويورك أو أحدى فروعها حول العالم.

ومن ذلك تفتخر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة ”يونسكو“ بكونها أكثر منظمة دولية تمتلك أعمال فنية بعدد يناهز (٧٠٠) عملاً فنياً تمثل مختلف الثقافات حول العالم.

Join