كورونا


العزلة الإجبارية

تخيل معي هذا السيناريو.
البشرية في حالة شلل .. الأزقة مهجورة والشوارع خالية .. دور العبادة لجميع الأديان مغلقة .. الفعاليات الترفيهية والمنافسات الرياضية متوقفة .. والبضائع التجارية متكدسة.
عاداتنا الروتينية اختلفت.
حتى التحية أصبحت بالنظر.
كل هذا بسبب فايروس ضئيل سحيق لا يرى بالعين المجردة. 

لم أعتد كثيرا على أن أعيش مثل تلك الظروف المريبة .. الحالات الغريبة كالمرحلة التي يتم فيها فرض حظر التجول وغرامة العصيان 10 آلاف ريال سعودي وسجن في حال تكرر الفعل!
تعمدت القول “كثيرا” لأني ولدت في خضم حرب خليجية وتراكمات الغزو العراقي للكويت ومعاناة الرهبة والخوف وحظر التجول آنذاك.
لكن هل فعلا عشتها أم كنت طفلا حينئذ وبالكاد أستطيع إدراك تفاصيل الأحداث بشكلها الواعي ومجريات ما بين التأريخ المكذوب والوقائع كما رصدت؟!

أؤمن تماما بأننا كشعوب نمتلك ذاكرة سمكية أي ذاكرة مؤقتة، بمعنى أدق أننا ننسى الماضي في ظل هموم الحاضر و مخاوف المستقبل ولذلك أردت بشدة توثيق هذا الحدث الجلل لجيلي المتعثر - جيل التسعينات - وللأجيال القادمة ..

في بادئ الأمر نتكلم عن أصل الفايروس وكيفية تواجده من خلال ثلاث روايات.
أول روايتين تحكي عن وجود مؤامرة مدبرة.
أولهما أمريكا ونيتها في شلل الاقتصاد الصيني ثاني أكبر اقتصاد في العالم بقيمة إنتاج بلغ 13 تريلون دولار وقدّر حجم التبادل التجاري العالمي من 40 مليار دولار إلى 4 تريليون دولار خلال أربعة عقود فقط وإنجازات لا يسع المجال لذكرها في مدونة واحدة.
والأخرى هي الصين وعزمها على استحواذ الشركات الأجنبية المتواجدة في الصين، بمعنى أن الحكومة الصينية تستطيع حينها شراء الأسهم بثمن بخس إذا انتشر البلاء وانخفضت قيمتها السوقية!
الرواية الأخيرة وهو فايروس تشكل نتيجة تلاقح روث الحيوانات لاسيما الخفافيش إلى أن أصبح وباء وعاقبة على البشرية من ديسبمر 2019 إلى مايو 2020.
لكن هل فعلا انتشر الفايروس من ذلك التاريخ؟!

مهمتنا الوحيدة لانتشال البشرية من هذا الوباء لا يكون إلا بالعزلة.

الأمر الثاني وهو الذي لم يصدف من قبل.
ألا وهو اتفاق محللي الاقتصاد بوجود انهيار اقتصادي في عام 2020 مع الجهل التام بالكيفية، بينما في عام 2008 وبسبب الرهن العقاري كان في محل جدل بين المحللين والمنظريّن فيما إن كان سيحصل أم لا.
هذا التنبؤ بطبيعة الحال والاستقراء للأحداث جاء نتيجة معايير توافقت مع ذلك الزعم بفعل السياسة والمناوشات السياسية بين أمريكا وإيران ومقتل قاسم سليماني مع طليعة العام في يناير الحالي واحتمالية نشوب حرب ثالثة!

ناهيك عن عدد الإصابات والوفيات حتى تاريخ كتابة المدونة.
مصدر من قناة سكاي نيوز العربية.
تجدها بالأسفل.

تبقى التساؤلات الأخرى ..
لماذا صعد عدد الإصابات في إيطاليا عن معدل الصين؟
مادور المزارات الدينية وتفشي أثرها في إيران؟
كيف احتوت الصين من انتشار الوباء؟
كيف تعاملت الحكومات الثرية والفقيرة على حد سواء مع الاقتصاد المتهالك؟
كيف نهضت وكيف سقطت شركات من وإلى العدم؟
كيف تعاملت الشعوب بمختلف أيدولوجياتها وثقافتها مع كورونا الخبيث؟

تساؤلات تستطيع البحث عنها في وقت آخر.

Join