كيف تزيد من إنتاجية موظفيك؟

هذا النوع من التساؤلات تنطلي عليه حلول وإجابات متنوعة.
النظري والعملي.
أو التنظيري والمبني على خبرة وافية وأخطاء متراكمة ليدلو أحدهم بدلو منطقي عقلاني.
وعليه فإن الإجابة لا تحمل تكهّنات بديهية تستخدم لغرض الحشو أو كتابة مقالة.
ويغلب على العديد من المقالات هذا السرد الأخير والمستفز لعقل القارئ النبيه اللبيب.

ذوو القدرات العادية لا يتطلعون إلى الأفضل، لكن الموهبة تدل فورا على العبقرية

أرثر كونان دويل

لم تكن الإنتاجية كمفهوم وأداة قياس لتطرأ لولا الحاجة إليها.
فحينما أسّسَت على يد عالم الاقتصاد الأمريكي آدم سميث في عام 1776 كمفهوم بدائي يعنى بتوظيف الأدوات والأيدي العاملة للحصول على منتج أخير تستطيع به المنشأة من بيعه “ إنتاج “
حتى تطور المفهوم فيما بعد إلى تشكيل جهة رقابية للحرص على كفاءة العمل والعاملين لتحقيق أعلى النتائج بأقل التكاليف. 
والإنتاجية تتطلب الشقين :
الكمّي والمراد به الكميّة أو الإنتاج النهائي والحصيلة النهائية.
والكيفي والمعني بالجودة المصاحبة للمنتج.
وكلاهما لا يفترق عن أحدهما الآخر.

ولا مناص بأن قانون الحياة يتطلب استدعاء وتفعيل قانون اقتصادي رئيسي يكمن في العرض والطلب أو الأخذ والعطاء.
من حيث أن طلب الانتاجية تحتاج إلى تحفيز بالجهة المقابلة.
مالم يتم استغلال الأمر من ناحية الحاجة وهذا أمر أخلاقي أتحفّظ الحديث عنه؛ على أن الحديث فيه يحتاج إلى إسهاب لا إجابة مقتضبة ولكن ربما أستطيع أن أوجزها بعبارة بسيطة : الحياة أصبحت أكثر صعوبة من ذي قبل، لا تدعهم يفكّرون بالعمل لأجل العمل ثم الرحيل متى ما وجدت فرصة أفضل لهم، متى ما أردت أن تجد الولاء والإنتاجية مكّنهم ووفّر لهم أبسط احتياجاتهم (الماديّة - النفسيّة - العقليّة)
وستكافئ دون أدنى شك.

بينما أسلوب التحفيز لرفع الإنتاجية تختلف من زمن لآخر.
ومن حضارة لأخرى.
فقديما كان المحفّز الأساسي هو باستخدام العنصر المادي البحت.
إذ طريقة المكافأة هي برفع العائد المادي (الراتب) بغض النظر عن حجم العمل المترتب عليه.
لاحقا بدأت فكرة المناصب الوظيفية تأخذ دورها كجانب نفسي يعتد به مع الأخذ بعين الاعتبار باحتمالية تخفيض الراتب.
الآن انتشرت ثقافة التحفيز والقيادة ..

أهملت تلك المناصب الوظيفية.
ألغيت تلك الاعتبارات التي يتم التشدّق بها من قريب أو بعيد.
لاسيما للشركات القيادية والكبيرة.
وأصبحت الإنتاجية مرهونة بحجم العمل المنجز.
تقريبا مثل قول الفيلسوف سقراط : تكلّم حتى أراك!
تماما كأن نقول : إنجز حتى أراك.
وأصبح الرهان والتحدي يكمن في حجم القرارات الصائبة المتّخذة، الجسارة وعدم الخوف من الفشل والأهم هو بزيادة حجم الإيرادات بغض النظر عن تقليص ميزانية المصروفات.
نعم. ليس كل الوظائف وكل المهام تتطلب قرارات شجاعة ولكن من يعمل بذكاء وبجهد أعلى (حافز أعلى) سينتج بشكل أفضل ممن يعمل بغباء وجهد أعلى لأن الجودة لن تكون حاضرة حينها.

الإنتاجية ترتبط ارتباط وثيق بالقيادة.
من يدير البشر (يعاملهم بحسب احتياجاتهم) بشكل أفضل يستطيع أن يحصل على إنتاجية أعلى وأفضل وأكثر ..     

Join