كيف تستفيد الشركات من البيانات؟

In God we Trust, All Others Must Bring Data

W.Edwards Deming
بطبيعة الحال أن جمع البيانات وتكوين قاعدة عملاء كبيرة هدف الشركات التقنية والسبب ببساطة هي الاستفادة منها تسويقيا من خلال استراتجية التسويق عن طريق الإيميل Email Marketing أو بيعها لشركات مختصة في تحليل السوق أو للشركات المهتمة في قاعدة العملاء مثل فيس بوك وسبب استحواذها على واتساب ب 19 مليار دولار فبراير 2014 أو انستغرام بصفقة بلغت 1 مليار دولار في أبريل 2012.

ولتوضح الصورة بشكل أبسط نموذج العمل الربحي المتبّع لشركة تويتر على سبيل المثال قائم على على ركيزتين أساسيتين  : ترخيص البيانات و بيع الخدمات الإعلانية والتي تشكل أغلب الإيرادات من بيع التغريدات والحسابات الترويجية إلى المعلنين.
تويتر مع حجم البيانات المتزايدة ارتفعت إيرداتها من 3 مليار دولار في 2018 إلى 3.5 مليار دولار في 2019.

هذا مثال ضمن أمثلة كثيرة سأذكرها لاحقا في توظيف تلك القاعدة من العملاء ولكن المشكلة باعتقادي تكمن بأن الشركات والمؤسسات تسعى بكافة الوسائل والسبل سواء المجانية أو المدفوعة لجذب تلك البيانات لكن تجهل كيفية الاستفادة منها على نحو مثمر وبطريقة تعود بالنفع المادي لها.
وتأتي التساؤلات الأهم ..
ماذا عن تطوير المنتجات بناء على احتياجات العملاء؟
ماذا عن دراسة وفهم سلوك العملاء بما يضمن جودة الخدمة أو المنتج ومحاولة جادة لكسب ولاءاتهم فيما بعد؟
ما الفرق بين اكتساب العملاء و الاحتفاظ بالعملاء؟
ما الذي يدفع العميل إلى المتاجر الإلكترونية ثم التوقف عند مرحلة الدفع؟
وعلى نفس السياق لماذا تنخفض المبيعات أو تزيد؟
وجميع تلك التساؤلات تحمل نفس الإجابة وهي بتوظيف البيانات جيدا،
عن طريق مختصين بهذا العلم واستخدامهم للخوارزميات على أكمل وجه.

أوبر و Airbnb وجميع الشركات القائمة على اقتصاد تشاركي تهتم بجمع البيانات والاستفادة منها كأساس لتحقيق أعلى معدل إيرادات لنموذج أعمالهم.
MBC سابقا كانت طريقة عرضهم للإعلانات مزعجة بحيث ينتقل بشكل مفاجئ من عرض المحتوى إلى الإعلانات مباشرة، هذا الفعل سبب ردة فعل عكسية وامتعاض كبير من المشاهدين وبعد دراسة تلك الحالات تداركوا هذا الخطأ وعوضا عن الانتقال المباغت أصبح فيما بعد اسم المحتوى المعروض في الجهة اليسرى من الشاشة يخفت ضوءه حتى يختفي وبعد ذلك تأتي الإعلانات التجارية.
Netflix يتيح للمشاهد خيارات متنوعة من الأفلام والمسلسلات ضمن عدة تصنيفات ويتم عرض التي شاهدها مسبقا في قالب واحد بل وتقترح عليه ما يشبه ذلك المحتوى الترفيهي أيضا.
وطالما أن الشيء بالشيء يذكر.
من طرائف ما سمعت بأن الرئيس التنفيذي لنتفلكس صرّح مرة قائلا : لدينا فعليا ثلاثة منافسين. فيس بوك ، يوتيوب والنوم!
ولم يكمل التصريح بعدها لأنه اختصر كل شيء.

وأنا بدوري أتوقف هنا.

Join