كيف غيّرت كورونا سلوك المستهلك؟

بداية وبشكل قاطع جائحة كورونا غيّرت فينا وسيلة التواصل مع الآخرين.
في الوقت الذي كنّا نمارس فيه أبسط عاداتنا وتقاليدنا بدون أي عائق أمّا اليوم أدركنا سلوكيات أكثر احترازية ومفردات جديدة ومتنوّعة مثل : السلام نظر، تباعد ، زوم ، حظر تجول وغيرها.

وحتى نجيب على هذا التساؤل بمنطقية تاّمة وبسرد وافي ينبغي علينا أن نجزّءها إلى جزئين رئيسين :
- جزء يتعلق بميل المستهلك نحو التجارة الرقمية (الإلكترونية)
- جزء آخر بسلوك المستهلك نحو الكافيهات والمطاعم

من حيث التجارة الرقمية هي الانتقال من الأرض إلى الفضاء الرقمي، المحفّز لذلك الانتقال هو الاستمرار التصاعدي بناء على حجم الطلب ونسبة المبيعات وبشكل موازي يعتمد على انخفاض التكاليف المتوقعة في إنشاء متجر فيزيائي والابتعاد عن العمليات اللوجستية عبر تفويضها لشركات أخرى.

حيث تشير إحصائية من موقع (Statista) بأن النمو المرتفع للتجارة الرقمية

العالمية لقطاع التجزئة مثلا ارتفع من 1.34 تريليون دولار في عام 2014 إلى 2.84 تريليون دولار في 2018 ومن المتوقع أن تصل إلى 4.88 تريليون دولار في عام 2021، نفس المصدر يتوقع أن عمليات الشراء عبر المتاجر الرقمية تتجاوز 95% في 2040 !

الجزء المتعلق بسلوك المستهلك نحو الكافيهات والمطاعم فتبريره كالآتي :

المتعة في كوب قهوة بالخارج أو تناول الطعام على إطلالة بانورامية هي في تجربة المستخدم فقط.
حتى السعر المرتفع الذي ندفعه هي إثبات حقيقي على توفير كافّة وسائل الراحة في أن نعيش وقت ممتع مقارنة بكافيهات ومطاعم أخرى ذو تجربة مستخدم أقل..

في حين تُعرّف تجربة المستخدم على أنها تناسق كافة العناصر التي تؤثّر في تجربة وخبرة وشعور المستخدم في تعامله مع المنتجات، الشركات والتطبيقات الهاتفية أيضا، وتجربة المستخدم للكافيهات والمطاعم تتطلب أسس ومعايير مثل أسلوب الضيافة وطريقة تقديم الطعام وخدمة العملاء والديكور كذلك.

وبالتالي لا يوجد كافيه أو مطعم يربح من واقع هوامش ربحيّة من بيعه للمنتجات دون حساب تكاليف الديكور والإضاءة وإيجار المكان وغيرها من تكاليف رأس المال العامل، ولذلك العناية القصوى والاهتمام الزائد في إضافة ميّزة تنافسية على الآخرين هي بتوفير تجربة مستخدم استثنائية مختلفة عن الآخرين.

صحيح أن جودة الطعم هي الرهان الدائم على استمرارية النجاح ولكن يفترض أن نفكّر بأن التذوق هي مبنية على ذوق شخصي بحت تستطيع جذب فئة مستهدفة مبنيّة على نفس الذوق سواء كانت تجربة المستخدم ممتازة أو متوسطة أو حتى ضعيفة.

تجربة المستخدم من ناحية استلام الطلب من خلال تطبيقات التوصيل وإن كانت تريحنا من عناء الزحمة وضياع الوقت إلا أنّها لا توفّر تجربة جيدة في شرب القهوة أو تناول الطعام ولذلك نحن لا نشرب القهوة لأجل القهوة ولكن لأجل قضاء وقت ممتع وتجربة ممتعة.
هو نفس الفرق بين ستاربكس ودانكن دونتس!

Join