محاولة استفزاز !!؟
الصراحة سأقولها .
و لكن هل أنا مجنون ؟
نعم أقف الآن أمام المرآة بعد أن فرغت من غسل يدي بالماء .
كنت هامآ بالمضي .
و لكن توقفت عن الحركة شاخصاً في إنعكاسي ، فعلاً شاخصاً لحد الإشمئزاز ، فقط أريد أن أغضبه و أخرجه عن صمته.
أقسم أن دنيت منه حتى كادت أن تتلاصق أنفينا ، أقسم أن أحسست به ، لم أرد أن تتلاصق أنفينا لكي لا أخرج من هذا الوهم أردت أن أعطيه مساحته الشخصية ، و أنا لا يدحض عقلي وجوده بحجة التلاصق وأن لا وجود له !
حاولت أن أتوقف عن الحركة دقائق عدة ، أريده أن يخطأ ، أريده أن يتحرك ، يتكلم ، يحرك جفنه !!
حاولت حتى أني أنا نفسي توقفت عن التنفس ، أريد ينقطع نفسه و يستسلم لكن لم تفلح .
أحرك يدي ببطئ لعلي ألاحظ إختلاف في السرعة أو إختلال في حركة و اتجاه اليد أيضا لم تفلح . حاولت أن اكرر خدعة تشابلن ، حينما يأتي من خارج إطار المرآة لعلي أباغته و هو مشتت البال ، لكن اللعنة !! فهو حاد التركيز ، لا شئ يلهيه .
نعم هنا تصبح المسألة شخصية ! بدأت بالكلام ، كنت أهمس بصوت منخفض و كأني لا ألقي لها بالا ، لا أريد أن أقضي على الوهم
نكرة ! ….. محاولة استفزاز لم تجدي نفعا .
من أنت ؟ …….. أيضا كحال التي قبلها .
توقف عن تتكرار ما افعله !!
تشخص ؟
لم يجيب على أى منها .
ربما يتحدث بلغة أخرى ؟!
ربما لا يسمع و لكن بالآحرى يرى حركة شفتاي ؟
الحيرة كيف أقنعه ؟
لم يعد هناك ما أستطيع فعله عوضا عن لمسه ؟ لا لا أريد أن أقضي على الوهم .
إذا لم يبقى غيرها ؟ سأفعلها
و مددت يدي ورحتها بإتجاه الأرض و السبابة كانت شبه ممتدة كما لو أنها تحاول الوصول ، و كنت أحركها بإتجاه المرآة ببطء محاولاً أن لا أقضي على الوهم ، أريده أن يتشخص قبل أن ألامس
المرآة، ربما لم يحن الوقت ، ربما هناك يوما نتصافح بإحترام ، و ربما نتبادل يوما الأماكن.
ربما !!