4 نتائج غير طبية/اقتصادية لفيروس كورونا:

نظرة تفاؤلية للوضع الحالي

هذه التدوينة كان لها خطة مغايرة للحالية، لكنها ظهرت بالشكل الحالي.


        مع تجاوز عدد حالات المصابين 180 ألف، ووفيات 7 آلاف، واعتباره كـ وباء عالمي من منظمة الصحة، لا يخفى على أحد الآثار المدمرة/الصعبة. حتى عند تجاوز هذه الأزمة، آثارها ستترك ندوب بارزة ، تمتد لسنوات ، حتى يتعافى العالم منها.

        صحيح أن الأزمة لم تستثن أحد من نتائجها، المستشفيات، الشركات، التعليم … إلخ، لكن من جهة آخر، في الظروف التي خلقتها، أتاحت فرص أو نتائج إيجابية أخرى ، ستجد حظها بعدها انتهاء الوباء/الأزمة. أحد النتائج أو الآثار -غير اقتصادية أو صحية- أنه قد يساهم، بشكل غير مباشر، في دحض بعض الأساطير/الخرافات المتعلقة في جوانب مختلفة. معظمها يتعلق بشكل مباشر بالحجر الصحي، واعتزال التجمعات.

        عدد كبير من المدن/الدول التي ضربها الفايروس بقوة اتخذت إجراءات، تبدو لوهلة متطرفة أو مبالغ فيها، مثل: إغلاق مدن كاملة، حظر تجول، أو منع أي تجمع أكثر من 50 شخص في مكان واحد - وهذا يعني إلغاء/تأجيل فعاليات بدأ تجهيزها أشهر سابقة. مع استمرار انتشار الفايروس وتحوله لوباء عالمي ، حذت دول أخرى تجاه هذا المنحى (وهذا يشمل السعودية) بقرارات، بدأ تعليق الدراسة في المدارس والجامعات حتى اشعار آخر. تبعها قرار آخر باعتماد منصات التعليم عن بعد كبديل عن الحضور، إلغاء البصمة في القطاعات الحكومية. وأخيرًا، تعليق الحضور لمقرات العمل في الجهات الحكومية لمدة ١٦ يوم.

        مع صعوبة وحدة الأوضاع الحالية ، أنتجت ظروف غير مسبوقة لاختبار حلول - ليست جديدة بالضرورة - لكن في الظروف العادية كانت ستواجه ممانعة قوية. اما لخروجها عن المألوف والسائد، أو آراء مسبقة لجدوى هذه الحلول.

        في الأسفل أذكر أربعة أمور تم، قسرًا،  تبنيها على مستوى قطاعات الدولة والشركات:


  • استبدال الإجتماعات بـ ايميل.

        في استفتاء على الانترنت، معظم الإجابات أشارت لحضورها قرابة ٦٠ اجتماع في الشهر، نصف هذه الاجتماعات هو مضيعة للوقت. أكثر من ٩٠٪ انشغل اما بأحلام يقظة، أو ٧٠٪ منهم بانهاء مهام أخرى خلال الإجتماع. وتقدر تكلفة هذه الاجتماعات (في الولايات المتحدة) بـ ٣٧ بليون دولار!

        يستثنى من هذه الإحصائيات الإجتماعات ذات الهدف الواضح ، ويتطلب حضور جميع المعنيين. إما للخروج بقرارات أو عصف ذهني.


        أعتقد الوقت الحالي مناسب لمعرفة أي إجتماع كان بالإمكان إنجازه برسالة بريد الكترونية 😉😅



  • العمل عن بعد.

        مفهوم العمل عن بعد أو العمل من المنزل لا يعد جديدًا. 3.5% من القوى العاملة في أمريكا تعمل عن عن بعد. وهذا العدد في زيادة مطردة ، خصوصًا بعد انتشار حلول تواصل أكثر عملية، مثل Slack and MS Teams. فكرة العمل عن بعد قد تواجه مقاومة، على افتراض مسبقة على وزن: "داوم حتى أراك."، أو افتراضات قد يكون لها اعتبار ، مثل: العمل عن بعد يزيد من تشتت الموظف، أو بناءً على تجارب سابقة. بينما الواقع يحمل إيجابيات في طياته. لأرباب العمل - بشكل مباشر-، أو للموظفين. زيادة رضا الموظفين، ساعات عمل مرنة، والتزام أكبر.


        الحديث هنا عن الوظائف التي لا تحتاج وجود فعلي في مقر العمل.


        كورونا خلق هذه المرة فرصة ضخمة لتجربة العمل عن البعد. لنر كيف تنتهي التجربة.

        إذا كنت أحد المكتوب عليهم العمل عن بعد هذه الفترة، راجع:

COVID-19: The Catalyst for 100% Remote Workplaces


  • التعليم عن بعد/التعليم الذاتي.

        هذي النقطة أتحدث فيها انطلاقًا من كوني طالب جامعي - ترم التخرج Hola ! 🥳.

        بين الفترة والأخرى تُثار مسألة الحضور الإلزامي لمحاضرات الجامعة. وجهات النظر تتباين، والمنطق يختلف من شخص لآخر. 

        إجمالًا، أرى أن ميزة التعليم الذاتي أو التعليم عن بعد تتمحور في أن المحصلة النهائية مصممة لتتكيف مع كل فرد، حسب قدراته واهتماماته. نقطة أخرى، سرعة المنهج والانتقال من نقطة لأخرى تعتمد على الشخص نفسه.

        لكن، هذه المزايا تأتي مع عيوبها، أبرزها: نسبة الانسحاب عالية ! 5٪ من المسجلين في هذه الدورات يكملها! وهذا له أسبابه وظروفه ، وطرق خاصة لرفع هذه النسبة.. لكن هذا ليس العيب الأبرز بالنسبة لي. أعتقد غياب الإرشاد أو القدوة -القريبة- في التعليم عن بعد سيئة. أقصد، التعليم هو عملية تفاعلية بين بين الطالب والمحاضر، العلاقة بينهم تتعدى "توصيل" المعلومة. طريقة طرح المحاضر، إجابته على الاستفسارات، علاقته بالطلبة … إلخ ، كلها أمور لا يمكن تعلمها من القراءة لوحدها.

        أميل لأن النموذج المثالي في التعليم هو هجين من الاثنين. لكل منها عيوب ومزايا، التطبيق الصحيح له كفيل بمحو عيوب الآخر.

        مع اعتمادية التعليم - للفترة القادمة- على حلول مثل عين، نجاح التجربة قد يمهد لمشاريع قادمة، أو ربما -وهذا ما أتمناه، إعطاء موثوقية أعلى لبرامج الانتساب عند أرباب العمل والمؤسسات.


        لاحظ أن تركيزي منصب أكثر على التعليم النظامي.


راجع:

The Problem with Online Education

The Importance of Mentoring



على الهامش:

  1.  هل لاحظتم محدودية حالات كورونا في دول شرق آسيا؟ اليابان، تايوان، تايلاند، هونج كونج، وسنغافورة؟

Coronavirus: Why You Must Act Now

هذا المقال يجيب على أسئلة كثيرة ، من ضمنها محاولة تفسير وضع هذه الدول. - الاجابة المختصرة: سارس 2003.

سبب إضافتي لهذه النقطة هو، صحيح الوضع سيء، وستمر سنوات ع الأغلب حتى يتعافى الاقتصاد من هذه النكسة. لكنها قرصة قوية على الخد، وفرصة للتجهيز لأي وضع ممثال مستقبلًا.

MERS-CoV خير مثال لنا.



في نهاية التدوينة، أختم بتنويهين:

  1. الرأي أعلاه ليس تأييدًا على إطلاقه لهذه الحلول، لكن نظرة أخرى لها، نجاحها يعتمد على آلية تنفيذها والظروف المتعلقة بها.

  2. ورجاءً، احرصوا على غسل أياديكم.


تواصل معي على:
Twitter, Telegram, Sarahah


أو

Join