التصميم البيئي
تاريخ فكرة
قليلة الكتب التي ترصد و تأرخ لتجارب التعليم المعماري حتى في البلدان التي ينتشر بها الكتابة المعمارية والنشر بشكل مكثف. ما تقدمه المؤلفة افيقيل ساكس استاذ تاريخ ونظريات العمارة وتنسيق المواقع بجامعة تينيسي، في كتباها الاخير هو عبارة عن دراسة لتأريخ الكثير من التجارب و الافكار المهمة في التعليم المعماري والعمراني في الولايات المتحدة الأمريكية، على الرغم من أن هدفها كان دراسة مفهوم "التصميم البيئي" وشيوعه في الوسط المعماري خلال القرن الماضي، إلا انها خلصت بتاريخ للحراك المعماري و تطور التعليم في الولايات المتحدة الامريكية.
والمصطح التي تتبعت نشؤه و زواله “ التصميم البيئي” مصطلح شائك ويحمل الكثير من المعاني و يتيح الفرصة للكثير من التفاسير، وهنا يجب أن نفرق بين المفهوم الشائع للتصميم البيئي المراد به التصميم الذي يقلل من الأثر السلبي للبيئة المبنية على الطبيعة، إلى ما يراد بهذا المفهوم في هذا الكتاب والتي يرصد ظهور مفهوم جديد في بديات القرن الماضي وهو أن يكون المفهوم الشمولي لجميع التخصصات ذات العلاقة بالعمارة والعمران، والتي تم تبينه في عدد من البرامج المعمارية مثل مدرسة التصميم في جامعة هارفارد وكلية التصاميم البيئية في جامعة كالفورنيا بيركلي على سبيل المثال.
الكتاب عبارة عن أطروحة الدكتوراة للمؤلفة وبذلت جهدت استقصائي كبير في البحث وكشف الغموض عن الكثير من الحقائق من خلال أرشيف رواد التعليم المعماري في أمريكا مثل ويليام ورستر، ايان مكهارق، كريستوفر الكساندر، روبرت فنتوري، تشارلز مور وغيرهم العديد مما يتملي الكتاب بتعليقاتهم أو قصاصات من مراسلاتهم أو مقالاتهم ذات العلاقة بتقاطعهم مع ظهور مفهوم التصميم البيئي في أمريكا بذلك الوقت.
الهدف الرئيسي كان من هذه الدراسة هو إستعادة الفهم الشمولي للعمارة كتصميم بيئي. محاولة معرفة ظهور هذا المصطلح و شيوعه و من هم أهم المؤثرين في بروزه في الوسط المعماري انذاك، قسمت المؤلفة الكتاب على خمسة فصول الفصل الأول كان مرتكز على رواد التعليم المعماري الذين لمحوا إشكالية الفصل بين العمارة وبقية التخصصات العمرانية ووجدوا فالتصميم البيئي الحل لهذا الإشكالية بإقتراحهم للسنة التشاركية بين كافة التخصصات ومن أبرزهم جوزيف هدنت، و ويليام ورستر و جي هولمز بيركنز.
تذكر عدة اسماء كانت نشطة في النظر للتخصصات العمرانية كفنون إجتماعية Social art تذكر منهم على سبيل المثال لويس ممفورد و مجموعة سان فرانسيسكو أو ماتعرف ب Telesis ومن أبرز اعضاءها كاثرين بوير التي برزت كمهتمة بالإسكان والتجربة الاووربية التي كانت متقدمه وبالذات تجربة الالماني ارنست ماي وبالذات أبعاده الإجتماعية وهذا ما نقلته للقارئ الامريكي في كتابها الأسكان الحديث والذي نشر 1934م . لويس ممفورد كان ذو تأثير على مجموعة Telesis وبالاخص كاثرين وقد اشتركا سوياً في عمل جناح عن الإسكان الحديث في معرض العمارة الدولي الذي كان لقى رواجاً كبيراً وكنا القائمين عليه هيتشكوك و فيليب جونسون، كارثين لها دور في تحويل قسم العمارة الى التصميم البيئي في بيركلي عام 1959م في فترة تولي زوجها ويليام روستر لعمادة الكلية انذاك.
" صفة رئيسية للعمارة كتصميم بيئي هو الإلتزام الثنائي للأمور السياسية والعامة من جهة، وللبحث العلمي والمعرفة من جهة آخرى".
كاثرين بوير
ايان ماكهارق - معماري ومخطط اسكتلندي من رواد تنسيق المواقع.
ربما صفة التصميم الذي يعلي من قيمة التخصصات كرافد مهم للعملية التصميمة بخلاف النظرة الاحادية الجمالية التي كانت شائعه انذاك هي الخاصية المهمة لهذا المفهوم الجديد للتصميم بإلاضافه إلى إشراك العامة في القرارات التصميمة، وهذا ماتؤكد عليه المؤلفه
" صفة رئيسية للعمارة كتصميم بيئي هو الإلتزام الثنائي للأمور السياسية والعامة من جهة، وللبحث العلمي والمعرفة من جهة آخرى".
ربما هذه الفكرتين هي الاساس التي شكلت ظهور هذا المفهوم وشيوعه خلال الربع الثاني من القرن الماضي، في الفصل الثاني تحاول المؤلفه سبر أغوار هذا المصطلح بعد الحرب ورؤية ظهور النهج البراغماتي الذي تحول فيما بعد الى التركيز على التعاون بين المعماريين والمخططين وإدماج المعرفة البحثية في التصميم المعماري. ربما يمكننا العوده لكاثرين بوير الذي تراه المؤلفه كنموذج مهم في هذه الريادة " كاقتباسها لأفكار جيديس بالتحديد دعوته للمشاركة المجتمعية "كفعل موازي" والذي كان يراه ترياق للصراع الطبقي"، بل تذهب بوير بعيداً في هذه النقطة لتؤكد أن كل الناس والذين لديهم علاقاتهم مع البيئة يجب أن يتشاركون في تشكيلها والعمل معاً لتحقيق اهدافها “City is everyone business”، هذه الأفكار كانت البذرة التي شجعت كاثرين على تبني مفهوم " التصميم البيئي" كنموذج ريادي في حينه قائم على أفكار مثل المشاركة بين التخصصات، تمكين مشاركة المجتمع في القرارت التصميمة.
كاثرين بوير استاذة التخطيط العمراني والاسكان في بيركلي - كتابها الاسكان الحديث
في هذا الفصل كذلك تؤكد المؤلفه على تشكل الكثير من الأفكار والتي ساهمت في نضوج التعليم العمراني مثل الاختلاف مابين والتر جربيوس و جوزيف هدنت المؤسس لمدرسة الدراسات العليا بهارفارد المؤسسة التي شكلت أفكار الحداثة في العالم وكانت أهم مدرسة في حينها خصوصاً في فترة مابين 1930م حتى 1950م، الاختلاف مابين جروبيوس و هدنت قائم على فكرة أن الكثير يرجعون الفضل لجروبيوس في جعل هارفارد باوهاوس جديده وإرجاع الفضل له في الكثير من الأفكار التي شكلت هارفارد في حينها، ولكن الواقع يقول أن هندنت هو من الرواد في مجال التصميم البيئي المفهوم الذي يؤكد على عدة معطيات مهمة مثل تبينه لمفهوم التصميم المدني مع المعماري الألماني ورنر هيقيمان والذي طوره فيما بعد جوزيف لي سرت للتصميم العمراني، وكذلك مخالفته لجربيوس الذي كان يركز على الموهبه الفردية للطالب في التركيز على الشكل، بينما هدنت كان من أوائل الذين دعوا فهم السياق الاجتماعي والسياسي ومحاولة تبني النهج التشاركي مع التخصصات الأخرى وهذا يعتبر نهج تقدمي في حينه.
هدنت كان في حينه في كفة وباقي أستاذة العمارة في كفة حسب قول عميد هارفارد السابق جورج ادجل، ولكنه بقي في الظل ولم يحب الظهور حتى جروبيوس بعد اول لقاء معه ذكر ان الكثيرين لايعرفون قيمة هذا الرجل وقدراته الحقيقة.
كقارئ لا اخفيكم انني أعجبت بالافكار التقدمية التي كان يطرحها في حينه هندنت وأصبحت فيما بعد هي الافكار العصرية والتي تبرز العمل الجماعي التشاركي، والتي تجعل من تداخل التخصصات هي القيمة الاسمى والاقدر على الفهم الحقيقي للمشاكل التصميمية ومحاولة علاجها في مقابل البطولة الفردانية القائمة على الموهبه التي كانت مرهونه بسلطان اساطين العمارة في حينها واحدهم بلاشك هو جربيوس في هارفارد، ميس في معهد ايلونيوس التقني. وهو على نقيض افكار جربيوس بحث هندنت عن حداثة اكثر تفاعلاً مع المحيط من خلال عمارة وعمران تتبع النهج المؤنسن للتصميم ووتبع احتياجات الناس و ذات محتوى وأثر عاطفي على مستخدميها، وهذا ماحاول التركيز في نهجه التعليمي والذي كرس من خلاله العلاقة بين التخصصات المختلفة العمارة، التخطيط، تنسيق المواقع وتهيئة الطلاب فيها لحل المعضلة الاساسية في التصميم وهي المدينة.
هذا الجدل في أحقية اياً منهما بتركة الحداثة في هارفارد استثار المؤلف جيل بيرلمان للبحث في كتاب يحكي قصة الحداثة في امريكا بعنوان “ ابتكار الحداثة الأمريكية” وفيه يؤكد على الرغم من جربيوس لم يكن الوحيد المؤثر في هارفارد ومحاولة تغييرها من نهجها البوزاري انذاك الى مدرسة تقنية تحذو حذو الباوهاوس الشهيره إلا ان هندنت كان هو المسؤول عن استدعاء جربيوس و مارسيل بوير الى المدرسة ولو طبقت جميع أفكاره لتشكلت ذات حداثة طابع خاص مختلف عما ألت اليه الامور في هارفارد.
جوزيف هندنت عميد هارفارد - كتاب ابتكار الحداثة الأمريكية
عدد قليل من المعماريين يتعلمون الكثير من بعضهم البعض، ومن خلال صراعاتهم في تبني و رفض حركة الحداثة، يسهمون في توسيع مفردات العمارة.
المعماري روبرت جيديس عن مدرسة فيلادلفيا للفنون
تذكر المؤلفه ان هذه التجربة الفريدة في حينها والتي شجعت على تداخل التخصصات و الأثر الذي احدثته شجعت عدد من الجامعات في تبني نفس النهج، فكانت البداية في فيلادلفيا تحت عمادة جي هولمز بيركنز وهنا نشهد مرحلة مهمة اخرى ساهم فيها بيركنز في تبني نهج جديد و وضع مدرسة فيلادلفيا كواحدة من أهم مدارس التصميم البيئي في العالم ساهم بذلك تبني النهج الاجتماعي في التخطيط واستقطابه لعدد كبير من الاسماء التي ساهمت في ظهور حركة مابعد الحداثة في نهاية الستينيات وعدد لامع من المعماريين والمؤرخين والمخططين من أبرزهم لويس ممفورد، لويس كان، ايان ماكهارق، عالم الاجتماع الشهير هربرت جانس، روبرت فنتوري، بوكمنستر فولر.
برنامج التصميم المدني في مدرسة فيلادلفيا للفنون كان نموذج رائد لهذه الافكار وكان يقوم على الجمع بين تخصص التخطيط العمراني مع العمارة او تنسيق المواقع، وتذكر المؤلفه أن من أبرز خريجي هذا البرنامج دينيس سكوت بروان و روبرت فنتوري قبل أن يلتحق بالمدرسة كأحد اساتذتها البارزين. وهما انضما للبرنامج بعد توصية من بيتير سميثسون المعماري البريطاني الشهير وذلك بعد أن اتما درجة العمارة في الجمعية المعمارية بلندن، واواصهم بالالتحاق بفيلادلفيا لأن لويس كان يدرس في تلك المدرسة.
على نفس السياق و على ضفاف الساحل الغربي من الولايات المتحدة كان وتمورستر و كاثرين بوير يعلمون على تغيير السياق التعليمي في بيركلي لكي تنزع عنها صفة التعليم البوزاري الكلاسيكي و البدء في تطبيق مفاهيم التصميم البيئي الشامل و التجربة الحداثية، وعلى خطى هارفارد و فيلادلفيا تم التركيز على الجوانب الاجتماعية والفسلفية و استحداث برامج تشاركية مثل ماحدث في برنامج العمارة تحت إشراف المعماري تشارلز مور في للبحث في قضايا الانسان والعلاقة مع الطبيعة وعلم البيئة وفسلفة التصميم. وفي بيركلي تم إطلاق مسمى كلية التصميم البيئي لأول مرة وكان الهدف هو البعد عن تسمية الكلية في نطاقات الاقسام الضيقة و البحث عن مظلة اوسع للتداخل بين هذه التخصصات، وهذا المسمى اصبح اكثر شيوعاً في سبعينيات القرن المنصرم ونجده في كليات مثل كال بولي، جامعة كانساس، جامعة كالجاري، وعدد كبير من الجامعات في امريكا الشمالية. كذلك تم تبني نفس النهج في عدد من الجامعات المحلية لدينا مثل جامعة الملك عبدالعزيز كلية تصاميم البيئة (حالياً كلية العمارة والتخطيط)، وجامعة الملك الفهد كلية تصاميم البيئة.
"حتى عندما يصبح كل العالم اجتماعياً مبني بشكل قياسي وموحدًا ... ستظل المنازل مبنية من قلوب البشر"
جوزيف هندنت
تعطي المؤلفه فصلاً كاملاً من كتابها للمعماري رتشارد نوترا وأثره في شيوع مطلح التصميم البيئي خصوصاً من خلال أعماله او من كتابه المهم “ ٍSurvival Through Design “ وهو مانفيستو كان يدعو له نوترا لوضع التصميم في مكانه الطبيعي و محاولة انقاذ البشرية من التوجه المستارع نحو المكننه و الحداثة الجافة. مشجعاً المصممين على تجنب العمارة الصورية التي نراها فقط، بل يذهب بعيداً للتركيز على الجوانب الفيسولوجية و الجوانب الحسية و محاولة جعل التصميم إدارك وتصور وتجربة معيشية توافق كل الحواس.
أهمية هذا الكتاب وهذه الافكار هي ماشجعت على ظهور العديد من الافكار المهمة ذات العلاقة مابين الإنسان والبيئة المبنية وهو موضوع الفصل الثالث والذي يحمل عنوان “ With people in mind ” وهو موضوع نتاج التداخل المهم بين التخصصات و المفهموم التشاركي للتصميم، وكذلك سبب في ظهوره النتائج السلبية للحداثة و عدم وضعها الناس في معادلة التصميم و الإتكاء على الجوانب المادية الشكلية والتي الت إلى نتائج مدمره اجتماعياً، التجارب في هذا المجال تعددت فعمل سيريجي شيرماييف و كريستفور الكساندر بجامعة هارفارد على تأليف كتاب بعنوان “ Community and Privacy Toward a New Architecture of Humanism “ كذلك تزامنت هذه الفترة من ستينيات القرن المنصرم بظهور عدد من الكتابات الني تندد بالنهج العقلاني للتخطيط و إهمال الجوانب الانسانية في التصميم مثل كتاب جين جيكوبز الشهير “ The life and death of great American cities” كذكل كتابات كيفن لينش في المجال و التي ادخلت مفهوم التصور الإدراكي للفراغ العمراني ومحاولة صياغة ألية عمرانية تربط مابين العمران و الانسان تذكر المؤلفه في هذا الشأن “ هدف لينش لم يكن بصري او جمالي انما إيجاد توزان مابين الناس والمدينة “.
في نفس الحقبة في عام 1968م استحدث هارولد بروشانسكي برنامج الدكتوراة في علم النفس البيئي بجامعة مدينة نيويورك وكان اول برنامج من نوعه يركز على مفاهميم التصميم البيئي و العلاقة مابين الانسان والبيئة المبنية، ومن خلال هذا البرنامج كان جامعة مدينة نيويورك مركز مهم لدراسات السلوك والثقافة و الهوية كأغلب ابحاث بروشانسكي و زملائه في نفس القسم.
مرتكزاً على ما سماه اللعة الصامتة قام الانثربولوجي إدوراد تي هال بالبحث في تأثير المسافات على السلوك الانساني و فهم الفراغ وصدرت في كتابه الشهير “ Hidden dimension “ هذه الفكرة مهدت لدراسات متعلقه أكثر بالمساحة الشخصية وهي الثيمة الرئيسية في ابحاث روبرت سومر والتي توسع فيها لدراسات مباني السجون والمستشفيات ومحاولة تبني نهج انساني فيها.
كذلك شهد عام 1968م انشاء (EDRA) جمعية ابحاث التصميم البيئي بقيادة هنري سانوف استاذ العمارة بجامعة نورث كارولينا ستيت، وكانت بداية لمرحلة اكثر تنظيماً للدراسات والابحاث ذات العلاقة بالتصميم البيئي والبيئة العمرانية بشكل عام.
دياقرام المنهج الايكولوجي للتصميم - استراتيجية التصميم الوطني، المعهد الامريكي للمعماريين.
في ختام الكتاب تركز المؤلفه على تقرير برنستون الذي أصدره معهد المعماريين الامريكيين عام 1967 م وعرف بهذا الاسم لأن معده عميد عمارة برنستون انذاك روبرت جيديس (الشخصية المهمة في مجال تطور التعليم المعماري في أمريكا) وبرنارد سبرنق. التقرير ارتكز على معلومات من أكثر من 74 كلية عمارة ومحاولة تحليل خططهم و معرفة اهدافهم. بناءاً على تحليل هذه المعلومات، قدم التقرير عدة توجهات ستحكم مستقبل التعليم المعماري وهي كالتالي :
* التوجة لتكامل التصميم المعماري مع المناحي المختلفة للتخطيط والتشييد.
* اعتماد البحث ( كأساس لاتخاذ القرارت المعمارية) مع الاخذ بعين الاعتبار توسيع خطط العمارة لتشمل مقررات علم النفس وعلم الإجتماع.
* التركيز على تقنيات ومهارات اتخاذ القرار.
* ازدياد ملحوظ في التركيز على مشكلات المجتمعات المحلية.
وفيه تحاول المؤلفه تلخيص العديد من الافكار والتي امتدت على مدى عقود وشكلت الخطاب العمراني في التعليم والممارسة في امريكا الشمالية، و محاولة البناء عليها من خلال هذا التقرير الذي احدث صدى كبيراً، وتم عقد اجتماعات عدة في جمعية مدارس المعمارية الأمريكية وكان احد مؤلفيه روبرت جيديس نتاج لتجربة التصميم البيئي في واحد من اهم معاقلها بمدرسة فيلادلفيا للفنون.