ابدأ مشروعك الناشئ: أفكار ونصائح أساسية ينبغي عليك معرفتها..

نستطيع القول أنَ مايقارب 90% من البشر تراودهم فكرة ما، ويرغبون بتحويلها الى مشروع تجاري، إلا أنَ معظمهم لايقبلون على تحقيقها، وليست كل الأفكار اللامعة تُصبح لائقة بسوق العمل وليس كل فرد يستطيع أن يكون رائد أعمال ناجح، إذ أنَ ريادة الأعمال تتطلب الكثير من التفاني والعمل الدؤوب لأيام وليالي متواصلة بدون نوم، والتخلي عن الكثير من الأهداف الاجتماعية لبعضٍ من الوقت حتى يتسنى للشركة أن تُصبح ذات قيمة في سوق العمل، لذا، فإنَ مهمة تحويل شركة ناشئة قد تبدو فكرة مخيفة في بعض الأحيان، إلا أنَ العمل بجدية واتباع نصائح الناجحين والخبراء، يجعل من هذه المهمة أمراً ليس مستحيلاً، ومن حسن الحظ أنَنا نعيش اليوم في عصر  الثورة الرقمية التي ساهمت في نشر الكثير من المعلومات التي تُساعدنا بدورها على إتمام مانريد القيام به، لذا فإنَ التواصل مع الخبراء والتفاعل معهم للحصول على النصائح التي تساعدك على قيادة عملك بفعالية بات أمراً ميسراً.

   وفي هذا السياق، سوف نستعرض عبر السطور التالية بعض النصائح والاستراتيجيات التي أجمع عليها غالبية روَاد الأعمال في العالم حتى تكون مفتاحاً للانطلاقة وبدء شركتك التجارية، وهي كالتالي:

 

-         امتلاك خطة عمل

 

   وفقاً إحصائية نشرها مكتب إحصاءات العمل الأمريكي "U.S. Bureau of Labor Statistics" أو مايُعرف اختصاراً بـ "BLS" في العام الماضي، أظهرت أنَ 20% من الشركات الجديدة تفشل خلال العامين الأوليين، و 45٪ من تلك الشركات تفشل أيضاً خلال السنوات الخمس الأولى، و 65٪ خلال السنوات العشر الأولى، في حين أنَ 25٪ فقط من تلك الشركات تصل إلى 15 عامًا أو أكثر، وهذا يعني أن نسبة تعثرك كرائد أعمال محتملة جداً، لذا فإنَ امتلاك فكرة لعمل أو مشروع تجاري أمرٌ مختلف تماماً عن وجود خطة عمل لمشروع، إذ أنَ خطة العمل تمنحك ميزة كبيرة، فهي ليست وحسب تُساعدك على توضيح الرؤية المستقبلية لعملك، بل وتُساعدك للحصول على القرض البنكي أو رأس المال الاستثماري وبالتالي وجود الدعم المالي الذي يُساعدك على التفرغ لبقية شؤون مشروعك.

  وبكل بساطة، خطة العمل هي بمثابة خطة تفصيلية مكتوبة، تُحدد ماتود القيام به من خلال إجراءات واضحة تؤدي بك الى تحقيق هدف ما أو أكثر من خلال ذلك المشروع، وعادة ما يُذكر في هذه الخطة كافة الاستراتيجيات والممارسات التجارية خلال 3 إلى 5 سنوات من عملك.

الفيديو التالي، يشرح بطريقة سلسة كيفية بناء خطة عمل لمشروعك:

https://www.youtube.com/watch?v=Fqch5OrUPvA

 

-         تأمين التمويل المناسب


  بلا شك إذا كنت قد بدأت مسيرتك المهنية من خلال صفحة في تطبيق "الانستغرام" أو متجر إلكتروني مصغر، أو لم تبدأ مشروعك بالمطلق، فإنَك في كل تلك الحالات بحاجة إلى رأس مال كافٍ حتى تنطلق، وبلا شك أنَه لا يوجد رقم موحد لمبلغ التمويل الكافي، إذ أنَ تكاليف بدء التشغيل تختلف من مجال إلى آخر ومن صناعة إلى أخرى، فبدء التشغيل لشركة صغيرة يتطلب احتساب مصاريف رواتب الموظفين، المعدات اللازمة، تكاليف إيجار المكتب والخدمات العامة، بالاضافة الى غيرها من النفقات العامة، لذا فإنَ تأمين التمويل المناسب لشركتك بحسب مجال الشركة هي إحدى الخطوات الجوهرية لضمان البدء لثلاثة سنوات على الأقل، وقد يُكلف البدء آلاف الدولارات وفي بعض الصناعات ملايين الدولارات، وللعثور على هذا الرقم ينبغي عليك إعداد وتحضير البيانات المالية المستقاة من خطة عملك وذلك من خلال الاستعانة بمختصين في مجال المحاسبة المالية، إذ ينبغي أنَ تحتوي خطة العمل على معلومات مالية دقيقة تتضمن كحد أدنى "الميزانية العمومية، توقعات المبيعات، بيان الأرباح والخسائر وبيان التدفقات النقدية"، وقد تكتشف أنَ الرقم أعلى بكثير مما توقعت، فإنشاء تطبيق للهاتف الذكي يتطلب بحسب بعض الخبراء 50 ألف إلى 100 ألف دولار!، لذا، سيتم استخدام هذه البيانات المالية لتحديد مقدار التمويل الذي تحتاج إلى جمعه من أجل الشروع في العمل.

  أضف إلى ذلك، ينبغي عليك أنَ تعمل على تحضير الملخص التنفيذي المناسب لخطة العمل الخاصة بك، إذ أفادت احصائية أمريكية أنَ 22% من قروض الأعمال المقدمة من البنوك، تتجه إلى الشركات الصغيرة في حين أن الباقي والغالبية العظمى من القروض التجارية تتجه إلى الشركات الكبيرة أو المتوسطة التي تمَ تأسيسها بالفعل، لذا فإنَ الخيار الآخر هو البحث عن مستثمرين سواءً من العائلة أو الأصدقاء أو أصحاب رؤوس الأموال في الدولة.

   وإذا وجدت مستثمراً محتملاً، فأنت بحاجة إلى معرفة كيفية طرح فكرتك بطريقة واضحة وفعَالة وفي وقت قياسي، ولأنَ غالبية المستثمرين لايمتلكون الوقت الكافي لقراءة خطتك بالكامل، لذا فإنَ وجود الملخص التنفيذي بمظهر مؤثر وجيد، سيُساهم في احتمالية ارتفاع نسبة قبول مشروعك.

 20% من الشركات الجديدة تفشل خلال العامين الأوليين..

-         أحط نفسك بالأشخاص المناسبين


   بعد الحصول على التمويل، ينبغي عليك تسجيل اسم نشاطك التجاري، وفي هذا السياق إذا لم تكن مدركاً لكافة الإجراءات المعمول بها تجارياً في الدولة التي تسكن بها، ينبغي عليك معرفة بعض المستشارين القانونين والمختصين الأكفاء في القيام بتلك الأنشطة، ومن ثمَ ينبغي عليك التشاور مع مستشار مالي أو محاسب موثوق فيما يتعلق بالشئون المالية لمشروعك، إضافةً إلى المحامي الماهر حتى تكون على إطلاع بقوانين العمل أيضاً، كذلك وكيل التأمين الذي سيوفر لك التغطية التأمينية لمشروعك، فهؤلاء سيساعدونك على توفير المعلومات الأولية والأساسية لشركتك.

 يلي ذلك، يجب أن تحيط ذاتك بفريق العمل الجيد الذين سيرافقك في أولى الخطوات.


-   ابحث عن موقع للمكتب وقم ببناء موقع الكتروني لشركتك


   من البديهيات أنَ يكون للشركة مقرَ فعلي على أرض الواقع، ليلجأ إليها العملاء والموردين حين يريدون التعاقد والتعاون، لذا ينبغي أنَ تتضمن خطتك كما أسلفنا الذكر ثمن تكلفة إيجار عقار أو شراءه، فشراء العقار إذا توفر، سيوفر لك المال على المدى الطويل، وهو من الاستثمارات الطويلة الأمد حتى وإن لم يكن خياراً متاحاً للكثير من روَاد الاعمال لأنَه يتطلب تكلفة عالية قد لايوافق عليها غالبية المستثمرين.

   إضافةً إلى ذلك، فإنَ وجودك اليوم في السوق التجاري مرهون بوجودك في العالم الافتراضي، ففي عصر التقنية الراهن، ينبغي أن تنشأ موقعاً إلكترونياً وتحرص على القيام بذلك لأن العملاء يبحثون عبر الشبكة العنكبوتية عن الخدمات أو المنتجات التي يحتاجون إليها، إذ أنَه أصبح الخيار الأول للبحث عن الاحتياجات لدى جميع الفئات من العملاء، لذا، فإنَ وجود استراتيجية لإنشاء الموقع الإلكتروني وفي وقت سابق لأوان بدء النشاط التجاري أمرٌ مهم وحيوي، حتى تثبت لعملاءك بأنَك موجود، كما ويُمكنك تحقيق بعض الدخل الإضافي من خلال الموقع الإلكتروني، ومن ثمَ ينبغي توسيع نطاق وجودك الرقمي عبر التسجيل في منصات التواصل الاجتماعية للتفاعل مع العملاء بشكل مباشر، وعلى إثر ذلك، ينبغي أنَ تضع خطة للتسويق الإلكتروني وصناعة المحتوى وتحديد الميزانية المناسبة لذلك، ومن السهولة أن تجد العديد من المستقلين الأكفاء الذين يعملون في تلك المجالات من خلال عرض خدماتهم عبر المنصات المهنية العالمية والعربية أيضاً، والتي تجمع بين روَاد المشاريع والمستقلين ذوي الخبرات والمهارات في مختلف التخصصات، لذا يُمكنك كرائد أعمال الاستعانة ببعض من تلك المنصات لتخفيف النفقات الأولية لمشروعك كمنصة مستقل أو خمسات على سبيل المثال.

 

-  التسويق محركاً رئيسياً


   كرائد أعمال مبتدئ، ينبغي عليك الإلمام بتقنيات التسويق الرقمي الحديثة مثل التسويق بمحركات البحث "SEM" والتسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعية "SMM" والتسويق بالمحتوى وغيرها من أنواع التسويق الإلكتروني، وذلك حتى تستطيع تطبيق كل تلك الآليات لتحقيق أعلى مستوى من الدخل لمشروعك التجاري أو الاستعانة بالمختصين في تلك المجالات مع معرفتك الأولية لتلك التقنيات.

   وإذا كنت تنوي بدء مشروعك التجاري في مجتمع أو مدينة صغيرة ولازالت تعتمد على الأساليب التقليدية للإعلان، لابأس باللجوء إلى تلك الأساليب مثل إعلانات الراديو، التلفاز، أو اللوحات الإعلانية، وينبغي ان تُدرك أنَ تلك الوسائل أكثر تكلفة ولم تعد مجدية كما كانت قبل.

لذا بالموجز، لابد أن تضع خطة تسويقية واضحة ومحددة المعالم، إذ يجب أنَ يكون للتسويق أولوية قصوى لشركتك الناشئة.

الفيديو التالي يشرح بعض النقاط الأساسية التي ستُرشدك لوضع الخطة التسويقية:

https://www.youtube.com/watch?v=4ti_uK60nLk

 

-   بناء قاعدة عملاء


   ستتساءل عن كيفية بناء قاعدة عملاء، بكل بساطة فإن الآليات السابق ذكرها كإنشاء الموقع الإلكتروني، التسويق من خلال شبكات التواصل ومحركات البحث وغيرها، ستجعلك في الاتجاه الصحيح لكسب العملاء، ولايكفي أنَ تقوم بجلب العديد من العملاء وتقنعهم بالشراء، بل لابد أن تضع آليات ابداعية لجعل العملاء يعودون مرة تلو الأخرى ويستقطبون عملاء جدد لك، وبلا شك أن الآلية الواضحة والتي لاتحتاج إلى الكثير من التفاوض بشأنها، هي توفير خدمة عملاء جيدة قادرة على خلق سمعة حسنة للشركة، فخدمة العملاء هي شريان الحياة لعملك.


-   كن على أهبة الإستعداد دائماً


    توقع ماهو غير متوقع، إذ ستُساعدك الصعوبات التي ستواجهها أثناء إطلاق شركتك الناشئة لإعدادك للطريق الشاق الذي قد يواجهك في المستقبل.

   وحتى بعد إنشاء نشاطك التجاري وتشغيله، ليس بالضرورة أنَ يكون الطريق سهلاً وممهداً طوال دورة حياة شركتك بالكامل، فقد تحدث بعض الأخطاء والنكسات، وقد تحدث بعض الأمور الخارجة عن السيطرة مثل الكوارث الطبيعية أو الأزمات الاقتصادية، سيلتحق بك بعض الموظفين وسيذهب آخرين، ستواجه قرارات صعبة ومفترق طرق في بعض الأحيان وستتخذ قراراً خاطئاً في أحيان أخرى، لذا لا بأس، فالتعلم من أخطائك، هو جزء من كونك رائد أعمال.

التعلم من أخطائك، هو جزء من كونك رائد أعمال

Join