مايجب أن تعرفه قبل إطلاق متجرك الإلكتروني..

   وفقًا لموقع "Statista" المختص بالاحصائيات العالمية، في عام 2021م، بلغ عدد الأشخاص الذين يجرون عمليات البيع والشراء عبر الإنترنت ما يزيد عن 2.14 مليار شخص حول العالم، لذا باتت التجارة الإلكترونية اليوم جزءًا لايتجزأ من مسيرة أي شركة أو جهة حكومية، إذ تحرص الكثير من الشركات والمؤسسات التجارية بغض النظر عن حجمها على التواجد الإلكتروني من أجل الوصول إلى أكبر عدد من الفئة المستهدفة، وعلى الجانب الآخر، سهلّت الشبكة العنكبوتية للكثيرين ممن لا يمتلكون الكثير من الأموال التي تساعدهم على تأسيس كيان تجاري فعلي، من تأسيس كيان افتراضي يزاولون من خلاله بيع منتجاتهم أو خدماتهم بشكل سلس، لذا باتت المتاجر الإلكترونية منتشرة وبوفرة عبر الانترنت، فوفقًا لموقع "Digital in the round" أنه في عام 2021م، أصبح عدد المتاجر الإلكترونية يزيد عن 24 مليون متجر، وبالرغم من سيل الأدرينالين والإثارة التي يشعر بها الشخص عند امتلاكه للمتجر، إلا أنّ حال تلك المتاجر كحال الكثير من الشركات الناشئة التي لاتُجيد الادارة والاختيار، إذ تفشل بمرور الوقت، ويبقى الناجح منها مستمرًا في جني المزيد من الأموال، ويحكم ذلك الكثير من العوامل والأسباب. 

من هذا المنطلق، نستعرض في هذا المقال، بعض الأمور التي ينبغي عليك معرفتها ووضعها في الحسبان قبل إطلاق متجرك الإلكتروني والتي ستوفر عليك الكثير من الوقت والمال، كالآتي:


  •  تأكد من أن خدمتك/ منتجك مناسبًا

  من المعروف أن الكثير من المتاجر الإلكترونية اليوم نابعة من اهتمامات فردية، أو هوايات او خدمات من الممكن تلبيتها، قبل كل  شئ تأكد من انّ المتجر الذي ستقوم بافتتاحه سيُقدم المنتجات أو الخدمات بشكل مميز وملفت للانظار، حتى يُصبح ذلك وسيلة لنجاح المتجر.


  • ابحث عن المنافسين

  قبل أن تفتح متجرًا عبر الإنترنت، من الذكاء تحديد نطاق المنافسة، انتقل إلى محرك البحث المفضل لديك وأدخل كلمتين أو ثلاث كلمات رئيسية أو عبارات من المحتمل أن يستخدمها عملائك المستهدفين للعثور على أنواع المنتجات أو الخدمات التي تخطط لبيعها، ثم لاحظ أن مئات الآلاف (أو الملايين) من الصفحات الموجودة على الإنترنت تفعل الشيء نفسه بالفعل.

إذا كانت الأرقام هائلة، فستحتاج إما إلى أن تصبح أكثر تخصصًا، أو تخطط لأن تكون مسوقًا ما سيكلفك الكثير من المال والوقت.

انظر إلى ما يفعله منافسوك بنجاح وتابع ما إذا كانت هناك فرصة للقيام بشيء أفضل، وكيف يمكنك دمج هذه المفاهيم بطريقة فريدة أو مختلفة.

  كما ويُمكنك إجراء بعض الأبحاث واستطلاعات الرأي التي تُمكنك من الوصول الى نتيجة جيدة تساهم في وضعك لخطة العمل الفريدة التي قد تفوق المنافسين، وذلك من خلال الاستعانة بأحد المستقلين الذين يعملون عبر منصات العمل المختلفة مثل مستقل وخمسات، والذين يقدمون خدماتهم بأسعار مناسبة.


  • تحديد التكاليف

   ينبغي حساب التكاليف المتعلقة بإنشاء المتجر، أسعار الاستضافة والدومين، أسعار الحصول على خدمة البريد الإلكتروني، تكلفة الحصول على المكونات الإضافية للمتجر، تكلفة التعاقد مع المصممين والمطورين، الرسوم الشهرية أو السنوية الخاصة بمنصة المتجر، تكاليف الإعلانات، تكلفة المخزون والتعبئة والتغليف وغيرها من التكاليف المتعلقة بالمتجر، إذ ينبغي أن تمتلك قائمة شاملة بكل التكاليف التي ستتكبدها جرّاء الحصول على المتجر والعمل عليه، وذلك لأن معرفة التكاليف أداة ستُمكنك من بدء العمل بشكل صحيح وستمنحك القدرة على المنافسة وتحقيق الربح.


  • اختيار منصة المتجر

  عند اختيار منصة المتجر أو شراء الموقع الذي ستُقيم عليه المتجر، ابتعد عن الحلول المخصصة المبنية على أكواد غامضة وقديمة، اختر نظامًا شائعًا ومدعومًا بشكل جيد ويمنح المستخدمين متاجر رائعة المظهر، مع توفر خطة شهرية مناسبة للتشغيل، كذلك احرص على اختيار المنصة التي تمتلك وسائل الحماية والأمان للزائرين، والتي توفر وسائل الدفع الشائعة لدى العملاء في المنطقة الجغرافية المستهدفة.


  • تحديد برنامج الشحن

فيما يتعلق بالشحن، عند رغبتك بتأسيس المتجر، اطرح على نفسك الأسئلة التالية:

-  ما هي شركات الشحن التي ستتعاقد معها؟

-  هل سيتم الشحن على أساس الوزن والموقع  أم أن السعر ثابت؟

-  هل صيغة الشحن الخاصة بك تعتمد على نوع المنتج؟

-  هل ستعمل على تخصيص الشحن لبعض الدول أم ستشحن عالميًا؟  

- ما هي الأوراق الجمركية والسياسات التي ينبغي أن تضعها في الاعتبار؟

 ينبغي التنويه، انّه إذا كنت تستخدم منتجات الشحن السريع، فاعمل مع الشركات المصنعة مباشرة عندما يكون ذلك ممكنًا، وإذا كنت ترغب في التعاقد مع شركات الشحن السريع، ينبغي أن تُدرك أن بعض الشركات "الوسيطة" تحتاج إلى كسب المال أيضًا، وبالتالي سيتم زيادة سعر كل منتج.

وفي هذا السياق، تجدر الاشارة إلى أنّ سعر الشحن ينبغي أن لا يكون مركزًا للربح ويجب أن يكون معقولًا، فرسوم الشحن الباهظة أحد أهم أسباب تخلي العملاء وعدم اكمالهم لعمليات الشراء.

 

  •  عملية التخزين

  أحد أهم النقاط التي لا يلتفت لها المقبلون على انشاء المتاجر ومن ثمّ يتسبب ذلك في فقدانهم لشريحة كبيرة من العملاء، بدايةً  ينبغي أن تطرح على نفسك السؤال التالي: هل أنا على استعداد لطلب او تصنيع كميات كبيرة من المنتج، وحفظ مخزوني الخاص، وشحن الطلبات بنفسي، أم أنني أريد أن يقوم شخص آخر بذلك نيابة عني؟، وحتى تتمكن من الاجابة على هذا التساؤل، ينبغي عليك إعداد قائمة بما يجب أن يقدمه كل خيار، هناك بعض الأشياء التي يجب أن تكون على دراية بها، إذ أن التعامل مع مخزونك الخاص والتعامل مع الشحن بنفسك أمرًا رائعًا لخدمة العملاء، ومع ذلك يستغرق الكثير من الوقت، فلا تنسى أنّ هناك وقت آخر مستقطع لتعبئة وشحن الطلبات في الوقت المطلوب!

   هناك شيء آخر يجب مراعاته عند التعامل مع البضائع الخاصة بك أو عند وجود مركز لتلبية الطلبات يقوم بذلك نيابةً عنك، إذا تعرض شيء ما للكسر أو التلف أو وجد العميل فيه عيبًا، فإن تكلفة استبدال هذا العنصر سيتم تضمينها على مركز تلبية الطلبات، وعلى الرغم من أنّ هذه الأمور قد تجعل خيار الـ "دروب شيبينغ" يبدو وكأنه خياراً صحيحًا، ولكن تذكر انّ لهذا الخيار سلبيات أيضًا، ففي هذه الحالة ليس لديك أي سيطرة على الإطلاق على عملية الشحن، وهذا يعني أنك لن تتمكن على الأرجح من وضع علامتك التجارية على أي عبوة من المنتجات، ناهيك عن أنه لا يمكنك التحكم في مواعيد تسليم الشحنات ولايُمكنك التحكم بعمليات التأخير، كذلك في حال اختيار خيار الدروب شيبنغ، فأنت ستحتاج إلى تحديد ما إذا كنت ترغب في العمل مع شركات أو مصنعي دروبشيبينغ الذين يقومون بشحن المنتجات مباشرة إلى عملائك بعد تلقي الطلبات أو إذا كنت تفضل شراء المخزون بأسعار الجملة من الشركات المصنعة مباشرة ومن ثمّ تخزين المنتجات وشحن الطلبات إلى عملائك بنفسك، لذا هناك إيجابيات وسلبيات لكل خيار.


  • إنشاء سياسة الخصوصية

 يجب أن يكون لديك سياسة منشورة بشكل واضح تنص على ما تفعله بمعلومات العميل، فهذا يُسهّل بناء الثقة، واحذر من أن تضع شيئًا في هذه السياسة ثم تفعل شيئًا آخر يناقضه، كن صريحًا واذكر كيف تدير معلومات العملاء وتوزعها وتستخدمها.



  •  إنشاء سياسة الخصوصية

   يجب أن يكون لديك سياسة منشورة بشكل واضح تنص على ما تفعله بمعلومات العميل، فهذا يُسهّل بناء الثقة، واحذر من أن تضع شيئًا في هذه السياسة ثم تفعل شيئًا آخر يناقضه، كن صريحًا واذكر كيف تدير معلومات العملاء وتوزعها وتستخدمها.


  • تعزيز سياسة الأمان

   يجب أن توضح سياسة الأمان الخاصة بالمتجر بالتفصيل، وذلك لحماية معلومات الدفع الخاصة بالعميل، أظهر للعميل بأن المنصة على خوادم آمنة ببروتوكول "SSL" وما الذي يعنيه ذلك، فكلما زادت المعلومات التي يمكنك تقديمها للعميل في هذا السياق، كان ذلك أفضل، كونها تمنح العملاء الثقة فيما يتعلق ببياناتهم الحساسة.


  • سياسة الاسترجاع

  يُعد إنشاء سياسة استرجاع قوية أمرًا ضروريًا لأي متجر عبر الإنترنت، فتوضيح سياسة الاسترجاع الخاصة بالمتجر ليس أمرًا مفيدًا لفريق العمل وحسب، ولكنه أمرٌ ضروري لكسب ثقة العملاء، فإذا أعاد أحد العملاء منتجًا، فهل ستقوم أيضًا برد تكاليف الشحن الخاصة به؟ هل يتم استرجاع المبلغ بالكامل، أم أنك تفرض رسوم "إعادة تخزين"؟

   ضع في اعتبارك أيضًا ما إذا كنت ستتمكن من إعادة بيع هذا المنتج بمجرد استرجاعه، إذ أنّ الكثير من المنتجات يتم إرسالها من  الشركات المصنعة في صناديق مغلقة، لذا من الصعب إعادة بيع هذه العناصر إذا تمّ اتلاف صندوقها او عبوتها، لذا، قد تحتاج إلى بيع هذه العناصر المرتجعة بسعر مخفض، كما ويعتمد جزء من سياسة الإسترجاع أيضًا على أنواع المنتجات التي يتم بيعها، فلأسباب صحية ووقائية، يُمنع قانونًيا اعادة بيع بعض المنتجات مثل مضخات الحليب، الملابس الداخلية، ملابس السباحة وبعض مستحضرات التجميل، لذا، ضع في اعتبارك أنك قد تحتاج إلى توضيح سياسات مختلفة لعناصر معينة تبيعها.


  • خيارات الدفع

   تكلفة معالجة بطاقة الائتمان هي إحدى تكاليف ممارسات الأعمال التجارية عبر الإنترنت، ولحسن الحظ، على مدار العشرين عامًا الماضية ، أصبح جمع الأموال عبر الإنترنت أسهل من أي وقت مضى، فبات من السهل فعليًا تضمين زر "إضافة إلى عربة التسوق" ومعالجة بطاقة الائتمان إلى موقع متجرك عبر الإنترنت، ولكن ينبغي أن تضع في الحسبان إضافة تكاليف رسوم معاملات بطاقة الائتمان إلى جدول البيانات الخاص بك، كتكلفة لكل عنصر يتم بيعه، إذ تفرض معظم شركات معالجة بطاقات الائتمان رسومًا لكل معاملة ثمّ نسبة مئوية بناءً على تكلفة العناصر المباعة.


  • لا يكفي مجرد البيع

   يعد اختيار مكان التسوق عبر الإنترنت امرًا واسعًا للغاية، فللمستهلك الخيار في الاختيار من بين المئات من الخيارات المتوفرة اليوم على الشبكة العنكبوتية في العالم، لذا بات التنافس أمرًا صعبًا، وكمتجر مبتدأ لايُمكنك كسر حيز المنافسة من خلال تخفيض الأسعار، وغالبًا ماتقوم المتاجر الكبرى بهذه الخطوة، كونها تمتلك قاعدة عملاء تثق بهم ويلجأون إليها في المقام الأول لتلبية احتياجاتهم، لذا باعتبارك بائعًا جديدًا، ليس لديك علامة تجارية ذائعة الصيت ولا تمتلك القدرة على خفض التكاليف، في هذه الحالة، ينبغي عليك استخدم معرفتك ومهاراتك الفريدة بالمنتج لتقديم شيء أكثر من مجرد متجر، مثلًا اكتب منشورات لافتة في المدونة التابعة للمتجر أو في شبكات التواصل التابعة للمتجر واربطها بمنتجاتك الخاصة، شارك بمعرفتك عبر تلك المنصات وكن جزءًا من المجتمع، و قم بايصال رسالتك بطرق مميزة للجماهير المستهدفة، لذا لا تحاول بيع الأشياء فقط، أبرز علامتك ومن ثمّ ستتم عمليات البيع تلقائيًا.


  • خطة لخدمة العملاء

   يحتاج جدولك الزمني إلى تضمين وقت لطباعة الطلبات ومعالجتها وتعبئتها، وقد يستغرق ذلك الكثير من الوقت عند القيام به بشكل صحيح، بالإضافة إلى ذلك، ستحتاج إلى تخصيص بعض الوقت للرد على استفسارات العملاء عبر البريد الإلكتروني، وتحديث حالات الطلب، وإدخال تفاصيل الشحن وغيرها من المهام المتراكمة، لذا قبل تأسيس المتجر ينبغي أن تضع في الحسبان وجود خطة مقدمًا لخدمة العملاء تتضمن كيفية ارسال تأكيد الشحنات، قوالب أو نماذج جاهزة للرد عبر البريد الإلكتروني، آلية التعامل مع الاستفسارات الهاتفية والاستفسارات عبر المنصات الإلكترونية التابعة للمتجر.


  • أخيرًا، كن فريدًا

ما لم تكن تقوم بالفعل بإنتاج منتجاتك الخاصة، ينبغي عليك اعادة تدوين موجز المنتجات، فإن استخدام الموجز الذي توفره الشركة المصنعة فكرة سيئة، إذ سيكون المحتوى الخاص بك مماثلاً لمئات من المتاجر الأخرى عبر الإنترنت التي تشتري من نفس المورد، لذا أعد كتابة جميع أوصاف المنتجات، كما ويُفضل أيضًا التقاط صور للمنتجات من زوايا فنية مختلفة واستخدامها بدلًا من استخدام صور جاهزة عبر الشبكة العنكبوتية.

أخيرًا، كن فريدًا في صنع علامتك التجارية، بدءًا من اختيار الاسم مرورًا بتصميم الشعار وتصميم المتجر، وانتهاء بآليات التعامل مع الموردين والعملاء حتى تُسارع في الانتشار.

بالرغم من سيل الأدرينالين والإثارة التي يشعر بها الشخص عند امتلاكه للمتجر، إلا أنّ حال تلك المتاجر كحال الكثير من الشركات الناشئة، تفشل بعد مرور مدة وجيزة!