بدون عباية
في المكتب الذي أزاول فيه وظيفتي المملة أحيانا، نتجاذب أنا والزميلات في أوقات الفراغ أو في وقت الغذاء بعض أطراف الحديث عما يدور من أحداث حولنا. بصوت جهوري عظيم قالت: مبروك صار مسموح بدون عباية !
راجع قناعاتك قبل التمسك بها، كل شيء يتغير
مجهول
من باركت وتهلل وجهها بشارة بنزع العباءة كانت منقبة ! علمت بعدها أن الغالبية يرتدون النقاب لمكان العمل فقط، وأن البعض يعيش ازدواجية المعايير والحكم على المظاهر والإهتمام بالصورة الظاهرة عوضا عن ممارسة القناعات واتخاذ القرارات دون تأثير من أحد. فلو كانت زميلتنا المنقبة ترتدي النقاب والعباءة عن قناعة لما انتظرت قانوناً ينص على عدم إلزام النساء بإرتدائها ومارست قناعاتها برضا تام.
القناعات تبني منا أشخاص متزنين داخليا، راضيين عن أنفسهم، يعيشون السلام الداخلي منصفين في أحكامهم مميزين عن غيرهم، لا يتنازلون عن قيمهم ثابتين غير متأثرين بالتيار، حتى وان كانت القناعة في الحجاب عوضا عن النقاب أو اللبس المحتشم عن لبس العباءة بعيدا عن الأمور المحرمة تحريما نصا وشرعا وجملا وتفصيلا فلا مجال للقناعات فيما ورد فيه نص أو دليل.