التحية، كفنّ مسالم.
رحّب بنفسك.
"أهلا وسهلا" دخولا إلى هذا النص.
تحية عامرة، للذين حين نقبل عليهم يفيض عليهم السرور بشاشة وبشرًا، ولكل الأماكن التي بدت مرحبة بنا من المرة الأولى ولم تستوحش وجودنا، تحية بهية للأماكن التي تلبس الاحتفاء والترحاب كل يوم لأجلنا دون أن يسري في هذا السياق المضيء أي خفوت.
تحية معتقة، للأيام التي نمتطيها بصنوف كثيرة من المشاعر ودوامة الإقبال والعزوف، ولم تكف عن الاستجابة لتطلعاتنا. تحية للعمر العريض الواحد، تحية للسنوات الماضية، وللآتية.. من الآن مرحبًا.
والتحايا الحارّة لنا، كل التحايا لنا.
سرّ حنو التحية، أنها إعلان للسلم، وهذا غاية الكرم واللطف.
جملة من التحايا التي نقولها ونسمعها نتجرد من معناها هذا، ما فائدة التحية إن لم تكن قولا وفعلا؟
أسئلة طارئة:
هل حيّاك أحد قطٌّ بفعل قام به ترحيبا بك؟ ماذا فعل؟ هل كان فعله فعل عادي لكن ترجمته لديك كانت مرحبا؟
هل تفاقم الترحيب فيك لأحد حد أن تفعل الـ "مرحبا" ذاتها لأجله؟
تشعب الأسئلة:
هل تجسدت الـ مرحبا يوما في أحد بلغت معزته حد أن يبدو حضوره وتذكره مثل فسيح التحايا الجميلة بالنسبةإليك؟
هل رحبت بأحد ما وقلت: أهلا بك في عمري؟ مرحبا بك طوال عمري..
هل هذه التحايا الممتدة حقيقية؟
أحب التحايا، أحب إفشائها من الناس بحرص وعفوية، بهدوء وسرعة، بنبرة وديعة وأخرى جادة؛ وأحب ارتباط بعض التحايا ببعضهم تلقائيًا، وأحب الرد عليها وهذا التوجيه الديني في أصله لم يكتفي بالرد وحسب.. إنما "وحيوا بأحسن منها" إلهي ما هذا الجمال؟
أذكر أنني قلت مرة: لو حصل أن يكون هناك عمل وظيفي مهامه أن يتم الرد على تحايا الناس "فقط" لشغلت هذا المنصب بلا تفكير.
… وأقابل الأحزان بالترحــاب
أحمد بخيت
وفي قول أحمد بخيت: "… وأقابل الأحزان بالترحــاب" تخيل حجم الشجن الآسر الذي استلهم منه هذا الشطر الرخيم، تخيل أن يجتمع في أمر واحد ذروتين في وقت واحد الأحزان.. والترحاب.
وتصور تحية الملائكة لأهل الجنة، "سلام عليكم …" إنها التحية الحُلم، التحية الكاملة الرحابة.
وأهلا وسهلا.. خروجًا من هذا النص.