الكتابة، كردة فعل للحياة

مقترح مُلحّ:

أن تكتب كل ما يمرك أفكارا كانت أو مواقف، هذا الاحتجاز الرهيب للكلمات لن ينتهي وستصاب بالتضخم لا محالة، اكتب ولو نزرًا يسيرا وبتفكك لأن النص الضعيف أو المضمون العادي يهون عند الصفحة البيضاء المحضة الجامدة.

الكتابة تكاد تكون عادة تراكمية.

لا خسارة للكاتب مثل أن تنفرط منه لحظة دون كتابتها.

ولا كنز أثمن من صفحة مكتوبة يعود لها من تعب الحياة وغياب ذاته عنه ليجدها مشرقة في حروفه السالفة.

اكتب، أحيانا يكون النضوب وهمًا وما أن تجبر نفسك على كتابة جملة إلا وتنهال عليك تتابعاتها السردية.

اكتب التفاصيل المملة حتى ما لمشكلة في هذا؟ قد تكون هذه الدقائق التافهة وقت كتابتها عزاؤك الوحيد في المستقبل وبالتأكيد بهجتك السرية في كل حال.

وليست الكتابة محط المشاعر المنخفضة بالضرورة.

لا أكتب حتى أعود لنصوصي وأجد نفسي أو أتعافى وحسب، حتى السعادة أريد أن أكتبها، والضحكة أسردها والغمرة المدهشة والفرصة السانحة أشرحها إنها أشياء شعورية قد تنسى مع الأيام وكيف كان وقعها علينا بالتحديد.

براعة الأدب والكتابة أن تكون نحن “في أي مرحلة من حياتنا” متى ما قرأناها أو تذكرناها، براعة الفن المكتوب أن يخلد حياواتنا العادية بشكل براق وملهم لنا في المقام الأول.

كم أغبط الذين لا يكتبون يومياتهم بتعقيد لغوي حتمي بقدر ما يكون اهتمامهم بالتوثيق وثيقا وخلابا ومفهوما بالنسبة إليهم على الأهم، فالغاية من الكتابة التوثيق.


كنت أجترّ الكلمات في صدري بثقل، وبدأت الفكرة وكأنها ستكون مجرد تغريدة قصيرة وعابرة ثم تفرعت الكلمات، أحيانا أشعر بأن الكتابة ذاتها هي من يساعدنا على الكتابة!


الكتابة كردة فعل للحياة، هي كتابة مستدامة، وفصول ممتدة من أرواحنا على مدار العمر المقدر لنا أن نعيشه.

كتبتُ وصفا عن الشمس كنت أو كتبت عن مفاد إشراقها أنا قد كتبت نصا معتبر لشعاع نفذ إلى قلبي وآواني دفئه، لو كتبت عن القمر وصفا أو عن وقع تفرده في سماء مظلمة أنا قد كتبت نصا حقيقيا لامس روحي وهجه، لو كتبت ما كتبت يكفيني أني قد فعلت، وهذا ما أحتاجه طوال عمري.

الكتابة مفهوم تراكمي.

أحيانا أشعر بأن الكتابة ذاتها هي من يساعدنا على الكتابة!

Join