قصة العناوين
قصة من وحي عناوين الكتب
القصة تبدأ من عنوان الكتاب الأول من الأسفل
وكل اسم كتاب ملوّن بالبني
في عالم لا تُحتملُ تَبِعاتُ ثِقَلِه، كان هناك "كائن لا تحتمل خفّته" كذلك، وبينما هو يجوب "خرائط التيه" في حياته ضياعا حالما كل ليلة بالطيران فرارا، إذ به يصبح مثلما يهوى ويغيب في ظروف غامضة لقد "ذهب مع الريح" حتى طارت معه كل آثاره إلا من تلك "السيرة الطائرة" عنه التي تناقلتها أفواه جارات أمّه بلا مبالاة!
فمرة يرون فعله أمرا مَعيبًا، ومرة يرفعون الدعوات تعريضًا ألا يكون هذا الفعل من أبنائهم يوما ما، ومرة يُفسدون قِوَام كلماتهم حتى يتهمون أمه بالإهمال!
وما فتئت هذه الأم الرؤوم تُكمّم الأفواه وما من فائدة حتى أصيبت
"بالشقيقة" بلا أي وسائل لتخفيفها.
أمست وكأن النوافذ.. "كل النوافذ لا تطل" على شيء اسمه الحياة.
مضت أيامها تكتب الرسائل لابنها..
(بُني أين هي أرضك؟ هل ما زلت في عالمنا تُرزق!
متى ستعود؟ حسنا مُدّني بخبر واحد عنك هل أنت بخير؟
والله "كأنك لم" تولد أو عاشتك الأيّام..
بالله عُد..)
شاركني رأيك بالقصة
مضت شهور طويلة، وفي ليلة ربيعيّة، انتبهت من نومها بسرعة ووقفت أمام النافذة، وإذ بشيء في قلبها
"يكاد يضيء"
هل تراه أمل جديد؟
نظرت للخارج وكأن كل "الأهلّة" قد اجتمعت وأضاءت الظلام العتيم.
وبينما هي تهم بإكمال نومها مبتسمة بلا سبب، إذ بوتيرة تعرفها، إذ بجرس المنزل يُدقّ بوتيرة مميزة تعرف صاحبها ولأول مرة لم تتذمّر من هذا الإزعاج المستمرّ!
تفتح الباب بدون سؤال
لأنها حتما تعرف الطارق!
إنه طارق.. الابنُ الغائب يعود
بعدما يأست وبدت "كل الأشياء"
تقول أنه لن يعود..
قال لها مبررا بحرارة:
"كنتُ مثقلا والضيقُ أحكم قبضته عليّ، ففرِرتُ أبحث عن الرحابة وإذ بها فيكِ، ولم تنتهي رحلتي ولم تبدأ من الأساس لأنكِ أنتِ وحدك البدايات و "النهايات" الفسيحة..
أرجوكِ اقبلي اعتذاري، واقبلي رجوعي المتأخر الباحث عن اتساع ضحكاتك،
فالذي كنت أبحث عنه هو أنتِ.."