الإنجازات الوهمية
متى يكون الإنجاز حقيقيا؟
تترك فينا كلمة الإنجاز حالة شعورية من الإيجابية والإنتاجية، ونبدو سعداء دائما بكون الإنجاز قد حدث بغض النظر عن كميته لئلا نكون قساة مع أنفسنا، وقد يحدث لو كنا محظوظين بمحيط محفز أن يأتينا على إنجازاتنا الشخصية تقدير مشترك وهذه نعمة ليست عند الجميع.
الإنجاز فعل جيد بالتأكيد. ولكن هل فكرنا إذا ما كان هذا الإنجاز حقيقيا أم وهميا؟
لن نطالب أنفسنا بإحصائيات تحليلية بطبيعة الحال، ولكن هل إنجازاتنا فعلية يا ترى؟ هل هي ملموسة مثلا؟ هل أحدثت تغييرات كبيرة على حياتنا أو مهنتنا أو أيا كان؟
في مجال الأعمال، حينما نرى تقارير الأداء وندرسها يبدو الإنجاز مهيبا خاصة إذا كانت الإحصائيات مرتفعة ومبشرة، وإذا كانت غير هذا كان طريق الإصلاح على بينة.
ولكن في حياتنا العادية، كيف نلمس إنجازاتنا؟ كيف نقرر أن هذا الإنجاز محسوسا؟
قد يكون هذا بازدياد التتابع عليه، أو جدوى نتيجته سلبا وإيجابا، قد يكون كذلك بذلك الشعور المنتصر على الكسل الذي يطفو علينا بانتشاء.
نحتاج أحيانا للمبالغة مع أنفسنا بمباركة الإنجازات مهما كانت نعم، ولكن يبدو أن الذي بين هذه الإنجازات الحقيقية والوهمية مسافة لا تذكر، كما أن المحيط المحفز والمبالِغ بشدة قد يدخلنا في دوامة من الهالات الوهمية حول إنجازاتنا وقيمة أعمالنا في أنفسنا وعلى عجلة الإنتاجية.
ذلك أن انطباع الإنسان أنه ذو منفعة لنفسه ولمن حوله شعور ثمين ولا نمسح وجوده في شخصياتنا ظهر هذا أو خفي، ولكن أعتقد بأن الأهم هو ما هو مفهوم الإنجاز لديك، وما مدى عوائد هذا الإنجاز عليك؟ متى تشعر بأنك قد حققت إنجازًا ما؟ هل المباركة على الإنجازات تحدث فرقا لديك مع الكل ومن الكل؟
إن الإجابة على هذه الأسئلة ستمهد لك طريقا نحو فهم ماهية الإنجازات التي تقوم بها أو يقوم بها من حولك..