مواساة




لا بأس، كبيرة وممتدة ومهذبة ورحيبة لكل ما هو آسٍ فيك،

لا بأس مطمئنة على كل ما وصله مواساة أصحابك وما لم يصله أي تربيتة.

لا بأس علينا، وعلى كل ما فينا.

لا بأس على ما لم يكتمل، ومرحى لأنه أتى سعيدًا بنقصانه حتى.

لا بأس على الباب المسدود، لقد كانت النوافذ منشرحة لالتفاتنا.

لا بأس على الأمنية التي لم تتحقق بعد وكأنها مستعصية، لا بأس على الصبر ينفد في انتظارها، فالأماني فُسحة الحالم، ومرتع الحيّ.

لا بأس على الوقت أسرع من أن يدرك، ولا بأس على الدقيقة الفارقة التي أحدثت سنوات جديدة من الترقب.

لا بأس على الماضي الحُلو.. كيف نعيد تأمله كأننا ما خرجنا منه، ولا بأس على الحاضر نعيشه ونحن في لهث للمستقبل، لا بأس على المستقبل لو أقبلنا عليه وكأننا متورطين، ونحن حذرين بتكلف.

لا بأس على الأشياء التي لن تأتي بشكل آخر، لقد وجدنا في أشياء غيرها مأوى وجدوى.

لا بأس على اللا بأس توحي بالبؤس،

لا بأس على اللا بأس حينما تكون أقل من أن تكون شافية.



إن كل مواساة نحتاج إليها هي لحادث مكرر في حياتنا أو في حياة من هم حولنا.

وليست الفكرة في أن نواسي الجميع، بقدر ما نواسي بما لا يزيد الطين بلّة.

Join