إمتنان
أمتن لأشياء كثيرة في حياتي.
أمتن
للنتيجة التي أتت مدهشة وبغير المقاييس والاشتراطات التي شكّلتُها لها.
للفكرة الموارية، والتي ألاحقها طويلا إلى أن أستطيع اقتناصها، وتفتح لي سيلا آخر من الأفكار.
للمعلومة الحقيقية التي زادتني إثراء في حصيلة عمري، ومنحتني الرغبة بالوصول لامتدادها.
لكل الذي أتقنه من مهارات بسيطة ومعقدة، وكيف أنقذتني أكثر من مرة.
للندم على فعل أمر ما لأنه أصدق توبة.. بقدر كرهي للندم على ما حدث وانتهى.
للتراجع قبل الإقدام أو بعده، وإعادة النظر.
أمتن للتهور أحيانا، لأنه يفلت بي من الحيرة.
للحذر، مع كونه مزعجًا في ظاهره.
للفهم.. أمتن له كثيرا.
للشعور الذي بدى غير منطقي على الإطلاق ولكنه كان الصواب، وأمتن للمنطق الذي كان قاسيا وأصبح غاية العدل والبصيرة.
للُحون كلها بمختلف مصادرها، أمتن للتماهي معها وتشربها في التفاصيل.
للضحكة.. يا الله الضحكة التي تفتح عهدا جديدا من السعادة.
للنظرة التي كانت حبًا وارتباطًا، أمتن للنظرة التي كانت أصدق من أن تشرح.
للحوار السطحي والعادي لكنه مفاد العشرة الطيبة.
للعشم، كيف يحرّض على الأصالة.
للصدق.. وأمتن للصادقين أكثر من أي شيء آخر.
للفن.. أمتن للجمال، بقدر ما أمتنع عن تفسيره.
للطف بكافة أشكاله.. أمتن لذوي الأخلاق والرفق.
للأشياء التي كانت أقل، بينما استوعبناها بأكثر من لمحة، وأعمق معنى.
أمتن للمعنى! كيف عزز قيمة الأشياء العابرة، والباقية.
للكلمات يردف بعضها بعضا لتكوين نص مهيب.
وأمتن للقصيدة بوجه خاص.
أمتن لـ اللحظات الغالية، أمتن لـ اللحظات السعيدة، والمؤلمة كذلك كونها أوضحت لنا بعدًا آخر في الحياة وفي أنفسنا.